المرج 23 مايو 2020 (وال) – شهدت كافة الأسواق حركة شرائية نشطة قبيل عيد الفطر المبارك، وكما جرت العادة خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان تبدأ ربات البيوت بشراء مستلزمات صناعة الحلويات في تقليد موروث، كما تتضاعف القوة الشرائية للحلويات والخبير ، وذلك ضمن الطقوس لتقديمها للمهنئين في العيد.
وفي مدينة المرج بدأت محال الحلويات في التجهيز والاستعداد لطلبات العيد، وكالعادة في كل عام تزداد الطلبات، كما تزيد هذه المحال من معروضاتها لتلبية احتياجات الزبائن والسوق، لكن هذا العام كان الاستعداد متأخراً نظراً لإغلاق هذه الأنشطة ضمن الاجراءات الوقائية للحماية من فيروس كورونا المستجد.
وفي جولة ميدانية قامت بها وكالة الانباء الليبية، لاحظت ازدحام الأسواق وإقبال المواطنين على شراء كافة تجهيزات العيد من الحلويات، كما أن هذه المحلات المخصصة قد زينت واجهاتها الزجاجية بالإضاءة، في سبيل جذب أعين الزبائن ومشاركة العائلات احتفال العيد.
نمو مبيعات الحلويات
أكد عدد من مسؤولي محلات الحلويات أن مبيعات جميع أنواع الحلويات، قد شهدت قفزة كبيرة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وأشاروا إلى أن الأسعار شهدت استقرارا كبيراً رغم زيادة الطلب.
مسؤول أحد محلات الحلويات، محمد العبيدي : يرى إن النواشف تتفوق على الحلويات الغربية في حجم المبيعات، مؤكداً إلى أن أسعار الحلويات تختلف بحسب الجودة، لافتاً أن هناك تنافسا كبيرا بين جميع المحلات لتقديم أسعار تنافسية، وأنهم كانوا حريصين ايضاً على هذا التنافس لإرضاء الزبون.
وأكد أن مبيعات الحلويات شهدت نمواً كبيراً خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، مشيراً إلى أن التورتة والبقلاوة تتصدر مبيعات هذا الأسبوع، وتتراوح أسعار التورتات في السوق من 20- 120 دينار ليبي، فيما تُقدر أسعار البقلاوة بالعسل الوطني والمكسرات 40 دينار للكيلو الواحد، وأسعار النواشف من 30 -60 دينار ليبي، وبلغت قيمة بلح الشام والعمببر 25-30 دينار ،والبسبوسة 30 دينار للكيلو .
هذا وقد لجئت بعض المحال إلى إعلان حالة التأهب، فقامت بتغليف الكثير من الأصناف في أشكال مختلفة في علب متفاوتة الاسعار ، حرصاً منهم على نيل رضا الزبائن ممن لا يجدون بغيتهم في المعروض، وتجهيز الكثير من المستلزمات المطلوبة في عمليات التغليف على حسب القدرة الشرائية للزبائن.
ويعلل العبيدى بحكم خبرته في المجال تزايد القوة الشرائية في محلات الحلويات خلال أواخر الشهر الفضيل حيث تكثر الزيارات بين الأقارب والأنساب، و من المتوقع ان يتضاعف الطلب اليوم السبت على أصناف معينة وهي الكعك الليبي، وكعك الكنافة والمعمول والبيتي فور وغيرها من الحلويات الكثيرة التي يتم تصنيعها أو شراؤها خصيصا لمناسبة العيد .
النساء تفضل شراء الحلويات بدلاً من إعدادها
أجواء إعداد حلويات العيد تضيف إلى السهرات الرمضانية أجواء بهيجة، لكن هناك من العائلات من تفضل شراء الحلويات بدلاً من إعدادها في البيت، وعن مدى تمسك الليبيين بحلويات العيد، تقول أم عبدالله التي ترافق زوجها في السوق إن تقليد تجهيز حلويات العيد يستحيل الاستغناء عنه، ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة فإن حلويات العيد لها بهجة خاصة.
موضحة أن أصناف الحلويات التي تصنعها السيدات بالمنزل تختلف عن التي تباع في المحال التجارية، لافتة إلى عادة تصنيع حلويات العيد بالمنزل قد تلاشت في السنوات الأخيرة، بسبب الظروف الاقتصادية حيث تعتبر حلويات السوق أقل تكلفة من المصنع بالمنزل وأسرع من حيث التجهيز ، ولكنها تفضل أن تجمع بين الشراء من السوق وصنعها في المنزل.
وتتابعت إن الأسرة الليبية قد تغيرت كثيرا في الأيام الأخيرة، فقد جرت العادة سابقاً على أن تجتمع النساء و تتكاتف وتتعاون من أجل تحضير حلوى عيد الفطر في ما بينها في جو يميزه التسامر والفرح، ولكن الآن تفضل النساء الأشياء الإسرع في الوقت، والأقل في التكلفة، وعدم التجمع.
ثبات أسعار حلوى العيد
أسعار الحلويات بقيت مستقرة ولم تشهد أي ارتفاعات مقارنة بالعام الماضي، إذ أن الكثير من المحال التجارية حافظت على ثبوت الأسعار أمام المستهلك، ويرى المواطن محمد المسماري أن الإقبال والتزايد، يعزى لاستمرار الحملات تفتيشية على المنشآت الغذائية بشكل عام وخاصة محلات بيع الحلويات .
وتأتي هذه الحملات ضمن خطة التفتيش الموضوعة للتأكد من سلامة الأغذية المتداولة للجمهور بالتزامن مع أزمة كورونا الصحية، وإلزام كافة المنشآت الغذائية بإتباع قواعد النقل والتخزين والتفريغ والتعبئة والتوزيع والتداول والعرض بشكل صحي وسليم منعا لوقوع أي من المخالفات.
وعليه يرى المسماري أن الإقبال على المحال المخصصة لبيع الخبيز والحلويات، بكونها أغلقت الأبواب أمام الباعة غير المرخصين بالميادين والشوارع العامة والأسواق، وكذلك المشاريع النسائية، التي تتخصص بصنع الحلويات، وتعد هذه المشاريع منافساً قوياً، للمحلات المعروفة، حيث تقدم تشكيلات من الحلويات محلية الصنع .
دعوات لتغيير أسلوب الضيافة في العيد
أخصائيو التغذية يدعون إلى ضرورة تغيير نمط وأسلوب الضيافة بالتحكم في نوعية وكمية الطعام والشراب والحلوى وذلك للابتعاد عن الإفراط في تناول المأكولات، والاعتدال في الأكل دون إقلال أو إفراط حتى لا يعكر الإعياء فرحة العيد.
وتؤكد أخصائية العلاج بالتغذية، وريدة الشاوش : على ضرورة تغيير نمط وأسلوب الضيافة ففي نهاية شهر رمضان يكون الصائم قد اعتاد على نمط غذائي مغاير كثيراً لذلك النمط المتبع طوال العام، ونتيجة للصوم يعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار في حين يفرز العصارات الهاضمة ويتهيأ لاستقبال الطعام قبيل أذان المغرب.
وتابعت أنه في أول أيام العيد ونتيجة للتغيير المفاجئ في مواعيد ونوعية الطعام المتناول يعاني الكثير من الناس من تلبك معوي وآلام في المعدة وانتفاخ، ولكي نتجنب حدوث هذه الأعراض لابد أن نراعي فيما نأكل ليس فقط الكمية بل النوعية أيضاً. (وال – المرج) أ ف