أجدابيا 27 أكتوبر 2020 (وال) – أكد نائب رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، الشيخ السنوسي الحليق، أنه لابد أن تكون هناك جهة ترعى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في جينيف، لأنه إذا لم يتواجد من يرعى هذا الاتفاق سيصبح هشًا.
الحليق وفي تصريحات تليفزيونية، أمس الإثنين، قال: أن حوار تونس إذا تم وفق المعايير الحالية في اختيار المشاركين فيه، سيفشل ويكون اتفاق صخيرات جديد، مُتمنيًا أن يتم تنفيذ هذا الاتفاق على أرض الواقع وأن تتوافر حسن النوايا ثم يتم الدخول في حوار تونس، مُشددًا على أهمية خروج جميع المرتزقة من ليبيا بلا استثناء، لأن التدخل الخارجي والأطماع الخارجية، أساس الأزمة في ليبيا، وأنه إذا ترُك الليبيون مع بعضهم سيجدوا حلولاً لأزمة ليبيا، مشيرًا إلى أنه لا يزال هناك دول لها أطماع في عدم استقرار ليبيا”.
وبيّن أن هناك سعادة وترحيب باتفاق وقف إطلاق النار الذي سيحقن دماء الليبيين ويعيد الأمن والأمان لليبيا، إلا أنه لابد أن يكون دور الأمم المتحدة فعالاً وليس مجرد مساند أو تقريب لوجهات النظر، فلابد أن يكون هناك دور حاسم واسع النطاق لتنفيذ هذا الاتفاق.
ولفت الحليق إلى أن ما أزعجهم هو التدخل الخارجي عندما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتفاق بأنه “هش”، معتبرًا ذلك ينم عن نية مبيتة وخاصة بوجود 25 ألف تركي يحتلون المنطقة الغربية، وأن هذه القوة إذا لم تخرج من ليبيا فلن يخرج هذا الاتفاق للنور، ولابد من خرج جميع الأجانب برعاية الأمم المتحدة وتوحيد الصف، والليبيين من الطرفين لابد أن يقدموا تنازلات من أجل الوطن.
وأبدي استغرابه من الكيفية التي اختارت بها البعثة الأممية، قائمة الأسماء المشاركة في حوار تونس، مُتابعًا: “على أي معيار تم الاختيار، فهذا اتفاق سيضع ليبيا على المسار الصحيح ولكن كيف سيتم ذلك والمشاركون تم اختيارهم من طرف واحد، وهذا كارثة ككارثة الصخيرات لعدم وجود معيار اختيار سليم”.
وأوضح الحليق أن معظم من تم اختيارهم من طرف واحد وهو الإسلام السياسي، مُستطردًا أنه إذا كان الاختيار على أساس المناطق الجغرافية أو كثافة السكان فهناك الجنوب الشرقي الذي يمثل ثلث ليبيا وعدد سكانه يقارب 300 ألف ويمثل حوض النفط ورغم ذلك لم يتم اختيار أحد منه، ولا أحد يمثل هذه الشريحة”.
واسترسل الحليق: “توجد 3 فئات في إقليم برقة، هم سعادي ومرابطين وحضور، وتم الاختيار من فئة واحدة فقط وبالتالي معيار الاختيار من برقة خطأ, وليبيا دولة عشائرية قبلية والقبائل لهم دور ولم يتم الاختيار من المشايخ لا في الغرب ولا الجنوب الشرقي ولا الجنوب الغربي ولا من برقة, والاختيار تم من شخصيات تعيش خارج ليبيا تتحدث عن ليبيا ولها جنسيات أجنبية، رغم أن الاختيار كان يجب أن يكون من الشخصيات التي تملك القرار على أرض الواقع ويعيشون في ليبيا, حتى أهل فبراير وسبتمبر غير موجودين”.
ونوه إلى أن الحوار يجب أن يكون بين المختلفين في حين أن من تم اختيارهم ليسوا مختلفين بل متفقين، مُستفيضًا: “إذا كان الحوار بالأغلبية والكم فهم غير موجودين فيه، وليسوا معه بل هم مع السلام والاستقرار والأمن والتفاوض وليسوا دعاة حرب، لكن الحوار لابد أن يكون به معادلة اجتماعية جغرافية، والمعيار الذي تم الاختيار وفقه ليس فيه عدالة، بل اختاروا من يعرفوه حتى أنه تم اختيار خمسة أفراد من مدينة واحدة”.
وشدد على أن معايير اختيار من يمثلون الليبيين في الحوار إذا لم يكن فيها توازن اجتماعي جغرافي سيتم الوقوع في نفس خطأ الصخيرات، حيث جرت انتخابات بعد الصخيرات وآتت بالقوى الموجودة وظلت مشلولة، مُختتمًا: “الحل يجب أن يكون به توافق للخروج من النفق المظلم والقضية ليست مجرد الاجتماع الذي قد ينتج عنه نتائج أسوأ, لأن هناك دماء سالت وناس تم تشريدهم وضحايا فلابد من إرضاء الناس لكي يكون هناك حل صحيح على أسس صحيحة وإعطاء كل ذي حق حقه, والاتفاق الآن على هذه المقاييس سوف يفشل وتتم العودة للمربع الأول مثل الصخيرات ولا فرق بينهم”. (وال – أجدابيا) س س