ترهونة 04 نوفمبر 2020 (وال) – تجددت صباح اليوم الأربعاء الاشتباكات في وسط ترهونة بين ميليشيا حماية ترهونة المعروفة بـ “النعاعجة” ووحدة 444 التابعة لميليشيا الردع، وسط أنباء عن تمكن الأخيرة من السيطرة على مقر “ميليشيا حماية ترهونة” في مشروع الدواجن وفرار مجموعة النعاجي.
وتأتي المواجهات بين هذين الفصيلين اللذين يتبعان حكومة الصخيرات المرفوضة بعد أن كلفت النيابة الجزئية العسكرية وحدة 444 التابعة لقوة الردع بالقبض على كلًا من؛ وسيم حسين الهادي العطوري التعاجي، ومحمد حسين الهادي العاشوري النعاجي، وفيصل عبد العالي التعاجي، ومحمد معمر عيد التریکي، التابعين إلى ميليشيا حماية ترهونة.
وجاء في الخطاب، أن “الأمر بالقبض يأتي تنفيذا للشكوى رقم ( 2020/23 ج )، كما نوهت النيابة في خطابها إلى تسليم المتهمين الأربعة بعد القبض عليهم إلى جهاز الردع واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم”، وفقا لنص الخطاب.
ترهونة وسيطرة الميليشيات
وأفادت مصادر مطلعة أن الأوضاع في ترهونة تفجرت مساء أمس الثلاثاء عقب تصاعد شكاوى المواطنين من تصرفات عناصر “ميليشيا حماية ترهونة” ووصول قوة من “ميليشيا الردع”، بأمر من النائب العام، لفرض الأمن والقبض على عدد من المطلوبين والتحقيق في التجاوزات التي كان آخرها مقتل المواطن باسم محمد سالم المالطي تحت التعذيب، ومنع عائلته من فتح محضر بدعوى أن الضحية لقي حتفه في حادث سير.
ولفتت المصادر إلى أنه فور وصول ميليشيا “الردع ” حاولت القبض على أفراد تابعين لـ “حماية ترهونة” ومحاولة تجريدهم من السلاح، ما تسبب في اندلاع اشتباكات، وإثر هذه الاشتباكات تعرضت العديد من منازل السكان وسيارات المواطنين للتخريب وسقوط القواذف والرصاص العشوائي على الممتلكات الخاصة.
وتطورت الاشتباكات التي تتداخل فيها جماعات مسلحة بين ما يسمى بـ “سرية النعاعجة” وقوة المدعو محمود حمزة، وهو ما نتج عنه مقتل العقيد خالد النعاجي، التابع لمديرية أمن ترهونة، بينما قُتل ثلاثة آخرون من ميليشيا الردع، بحسب تقارير صحفية متواترة.
وأكد شهود عيان، أن مليشيا المدعو محمود حمزة قبضت على آمر ما يسمى بـ”سرية النعاعجة” وسيم النعاجي، وعدد من عناصر السرية خلال الاشتباكات.
تعليق الدراسة وقطع الاتصالات
وتعيش مدينة ترهونة حاليًا حالة من الرعب في ظل الاشتباكات والقواذف العشوائية والتي تسببت في نزوح العديد من الأهالي خارج المدينة، ومع تصاعد الاشتباكات قُطعت الاتصالات عن مدينة ترهونة، بينما عُلقت الدراسة في المدارس بكافة المراحل التعليمية لحين انتهاء الاشتباكات، كما علقت المعاهد والجامعات الدراسة حتى إشعار آخر.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد ساعات من انتهاء اجتماع 5+5 في غدامس، والذي أعلنت المبعوثة الأممية لدى ليبيا ستيفاني ويليامز عقب الاجتماع المخرجات التي توصلت إليها الاجتماعات، قائلة إن اللجنة المشتركة اتفقت على تشكيل لجنة فرعية للإشراف على عودة القوات إلى أماكنها وسحب وخروج القوات الأجنبية، وعقد اجتماعها في سرت مع وجود اللجنة الأممية.
وأضافت ويليامز في مؤتمر صحفي أن “اللجنة شددت على أن اجتماع سرت سيكون في أقرب وقت ممكن هذا الشهر، وأنها اتفقت على اتخاذ تدابير مراقبة عملية خروج القوات الأجنبية، وتحديد عمل اللجنة الأمنية المشتركة ووضع الترتيبات الأمنية في المنطقة المحددة، وقررت أن يكون مقرها الرئيسي في مجمع واقادوغو في سرت”.
كما قررت اللجنة المشتركة أن “يكون مقر اللجنة الفرعية للترتيبات الأمنية في البريقة، وتعقد أول اجتماع لتوحيد حرس المنشآت النفطية في 16 نوفمبر، مع حضور آمري حرس المنشآت النفطية، ومدير المؤسسة الوطنية للنفط والبعثة الأممية، وترفع أعمالها إلى اللجنة العسكرية”.
وتستمر اللجنة العمل على إطلاق سراح المحتجزين، وتشكيل فرق لنزع الألغام في سرت، واتفقت على العمل الفوري على فتح رحلات دورية إلى سبها وغدامس، وأن تشكل لجنة أخرى متخصصة في مكافحة خطاب الكراهية من ذوي الاختصاص وبالتعاون مع البعثة ويكون لديها طابع مدني”.
وطالبت اللجنة مجلس الأمن بالتعجيل بإصدار قرار يلزم الأطراف بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الصادر في جنيف، وقالت ويليامز: على البلدان المتورطة في إرسال المرتزقة احترام إرادة الليبيين.
وأشارت المبعوثة الأممية إلى أن هناك مناورات سياسية جارية حاليا لفرض الأمر الواقع ولن تفلح، متابعةً أن الهدف الأساسي لاجتماع تونس هو المضي قدما للانتخابات، ولفتت إلى أن اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة العسكرية المشتركة ستعمل على إعادة فتح الطرق الليبية.