تونس 12 نوفمبر 2020 (وال) – أكدت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني ويليامز، أن “هناك إنجازًا تحقق بلقاء الأطراف الليبية في ملتقى الحوار السياسي بتونس لبحث الأزمة الليبية، مشيرة إلى أن المشاركين توصلوا اليوم إلى اتفاق تهميدي حول خارطة طريق من أجل إنهاء الفترة الانتقالية وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية حرة وشفافة، على أساس دستوري، وفي فترة لا تتجاوز 18 شهرًا”، حسب قولها.
وأضافت، خلال إيجاز صحفي، أن “خارطة الطريق توضح الخطوات اللازمة لتوحيد المؤسسات الليبية لاستعادة الخدمات، وبدء مصالحة وطنية، وعدالة انتقالية من أجل المعالجة السريعة التي تهم الليبيين النازحين وضمان عودتهم إلى منازلهم على نحو آمن بما يحمي كرامتهم، إضافة إلى وجود ضمانات لحقوقهم فيما يتعلق بممتلكاتهم وأرضهم ومنازلهم”، حسب قولها.
وأوضحت أن “خارطة الطريق تستند على قرار مجلس الأمن “2510”، الذي يعتمد مخرجات مؤتمر برلين، والذي يقوم على إنشاء المجلس الرئاسي والحكومة الموحدة من أجل إنهاء الفترة الانتقالية، وتمكين عقد انتخابات برلمانية ورئاسية حرة وشفافة، ومن خلال خارطة الطريق اجتمع المشاركون في الملتقى بوعي بطبيعة المرحلة التي يعيشها ليبيا ومعاناة الليبيين كنتيجة للنزاع والأزمة المستمرة، وهي دعوة نبيلة استجاب لها المشاركون من أجل بحث المضي قدما نحو إنهاء المرحلة وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة”، حسب قولها.
وأكدت أن :المناقشات كانت بناءة، حيث حظى المشاركون بفرصة لتبادل الآراء ووجهات النظر، وكانوا عازمين على الدعوة لمؤسسات موحدة يمكنها توفير الاحتياجات لليبيين، وتوفر لهم فرصة العيش مع بعضهم في كرامة”، حسب قولها.
وأشارت إلى أن “ليبيا دخلت في مرحلة هي الأسوأ في أبريل العام الماضي، مؤكدة أن الملتقي أفضل فرصة لإنهاء الانقسامات لأن الأطراف الليبية أتوا مع بعضهم للنقاش حول الحوكمة، وكذلك لتسليط الضوء على الأزمة”، مؤكدةً “أن هناك الكثير من العمل يجب أن ينجزه الملتقى، حيث أن لديه لديه الكثير من المسائل، منها تصميم هيكل حكومي ليقوم في أسرع وقت ممكن بإجراء الانتخابات، مشيرةً إلى أنها استمعت إلى الكثير من التنديد بالظروف التي يعيشها المعتقلون، والمطالبات بضرورة الإفراج عنهم فورا، مؤكدة أن الأمم المتحدة ملزمة بالبحث وتحقيق هذا المطلب، وفق قوانين ومواثيق حقوق الإنسان”، حسب قولها.
وتابعت: “أن المشاركين في الملتقى خاضوا في نقاشات حول مسائل كثيرة وحول الاختصاصات، لافتة إلى جلسة الغد سوف تشهد مناقشات حول تفاصيل عمل المؤسسات التي يجري العمل على إنشائها، مشيرة إلى أن اللجنة الأمنية انطلقت في مناقشاتها في جولتها السادسة في سرت، مؤكدةً أن النقاشات الأمنية في سرت تواصلت في جو بناء وأحرزت تقدما في مسار تنفيذ وقف إطلاق النار، كما قامت اللجان الفرعية المتعلقة بالترتيبات الأمنية وسحب القوات بالعمل بشكل منفصل، وفي المساء قدمت اللجنة الفرعية خطتها بعد اجتماع اللجنة “5+5″، وغدًا في الصباح تقوم اللجنة المعنية بتقديم المخرجات إلى اللجنة العسكرية المشتركة لاعتمادها، فيما تشهد الجلسة المسائية غدًا مؤتمرًا صحفيًا في سرت لتقديم نتائج للجنة العسكرية، حيث سيتم توسيع النقاش حول الخطة المستقبلية”، حسب قولها
وأكدت أنه “يجب على الملتقى البدء في حماية ما تم إنجازه، وعليه التقدم لإنجاز مطالب لشعب الليبي، حيث يجب أن يعود المشاركون إلى الليبيين بالأخبار بأن الحوار كان فرصة تاريخية لتقديم نظام موحد للحوكمة وللانتخابات الديمقراطية، معربة عن تفاؤلها بأن ذلك ما سوف ينتج عن اللقاء، وأن المسار السياسي سوف يتلاءم مع الإنجاز الكبير الذي تحقق في المحادثات العسكرية”، حسب قولها.
وأعربت عن استيائها مما وصفته بالتضليل والحملات التي تحيط بالملتقى، مشيرة إلى أنها “شجعت على تطوير مدونة سلوك لمواجهة حملات التضليل والتشكيك في الملتقى، مطالبة الإعلام بالاعتماد على مصادر موثوقة في تلقي المعلومات، ومنها الموقع الرسمي للبعثة”، حسب قولها.
وعلقت ويليامز، على حادث اغتيال المحامية حنان البرعصي، مؤكدة أن “خبر الاغتيال كان مؤسفًا، ويشير إلى انتهاك حقوق المواطنين والنساء خاصة في التعبير عن الرأي، داعية الليبيين لترك الاختلافات والبحث عن حل لهذه الممارسات المرفوضة، والوقوف ضد حالة الإفلات من العقاب”، حسب قولها.
وعن الاتفاق السياسي وما إذا كان قد جرت عليه تعديلات، قالت ويليامز، إن “النسخة التي يجري العمل عليها الآن هي نسخة معدلة، وكان هناك حظ سعيد بأن هناك مجموعة من الخبراء عملوا عليها منهم مجموعة من النساء للعمل على الوثيقة حيث كانت هناك محاميات ومدافعات عن حقوق الإنسان”، حسب قولها.
وعن البيان الصادر عن الـ112 شخصا، والمعايير التي حددوها، أكدت أن “على الليبيين مناقشة مسائل مهمة مثل الإفلات من العقاب وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، موضحة أن لديهم فرصة فريدة في غدامس”، حسب قولها.
وعن الموعد النهائي لإعلان نتائج الحوار، وما يتردد عن مقر جديد للحكومة في سرت في ظل وجود اعتراض من تيار “الإسلام السياسي” (جماعة الإخوان المصنفة إرهابية من قبل مجلس النواب الليبي وهيئة كبار العلماء السعودي) بهذا الشأن، قالت إن “المحادثات لا تزال جارية ولم يتم اتخاذ قرارات نهائية بشأن المسائل المطروحة، وأن هناك لجنة فرعية من 11 شخصا، كما أن هناك تنوعًا بين المشاركين، وهناك توازن وتنوع في الحوار، مضيفة أنه لم يكن هناك نقاش حول سرت وما يجري هناك، معربة عن تفاؤلها بأن الحكومة القادمة ستعمل دون ضغط وهو ما يساعدها في تقديم الخدمات وتقديم الاحتياجات للشعب”، حسب قولها.
وحول ما تضمنته خارطة الطريق من نقاط عديدة، وعن دور المحكمة العليا، وعن المناصب السيادية، ومنظمات المجتمع المدني، قالت إنه “تم الحديث حول المسألة الدستورية وتم الانتقال للحديث عن الانتخابات التي ستجرى على أساس دستوري، وسيكون هناك اتفاق نهائي من خلال النص الكامل للاتفاق، وسوف يتواصل النقاش حول هذه النقاط”، حسب قولها.
وأكدت أنه “تم التباحث حول العفو العام على غرار المصالحة الوطنية، حيث شهد يوم الأحد الماضي نقاشًا بهذا الشأن، وتم التواصل مع جميع المكونات، وسوف يتم مواصلة التباحث في محاولة لحل جميع المسائل، مؤكدة أنها متشجعة للعمل على إنجاز باقي المسائل”، حسب قولها.
وحول ما إذا كان اغتيال البرعصي رسالة في هذا التوقيت لعرقلة الملتقي، جددت التأكيد على أن “اغتيال المحامية حنان البرعصي عمل كريه وبشع، ويدعو لمزيد من العمل من أجل توحيد المؤسسات، مؤكدة أن هناك أزمة مساءلة قانونية في ليبيا، وهناك محتجزون لا يزالون دون محاكمة، مشيرة إلى أن اغتيال البرعصي ربما لا يؤدي إلى عرقلة عمل الملتقى، ولكن على الليبيين مواصلة العمل خاصة أن لديهم عزيمة على توحيد المؤسسات، والجميع متشجعون بسبب نجاح اجتماع العسكريين وتوصلهم لحل خلافاتهم”، حسب قولها.
وعن وجود مقترحات لأسماء بعينها للترشح للمناصب في المرحلة المقبلة، خاصة مع تعهد المشاركين بعدم الترشح، أكدت أنه “لم يتم تقديم مقترحات بأسماء، حيث دارت مناقشات اليوم حول الاختصاصات، مشيرة إلى أنه ما زال هناك المزيد من النقاشات”، حسب قولها.
وحول انسحاب رئيس ما يعرف “المجلس الأعلى للدولى” المنتمي لتنظيم الإخوان الإرهابي السابق المدعو عبد الرحمن السويحلي، بالإضافة لأحد الأعضاء المصابين بفيروس كورونا، أكدت ويليامز، أنه “لم ينسحب أحد من ملتقى الحوار السياسي، مشيرة إلى أن عبدالرحمن السويحلي كان متواجدًا معها قبل المؤتمر الصحفي بدقائق، قائلة: “لدينا ثلاث إصابات بكورونا وتم حجزهم بالفندق”، حسب قولها. (وال – تونس) س س