سرت 12 نوفمبر 2020 (وال) – تضارب صارخ شهدته مسألة هبوط طائرة وفد حكومة الصخيرات المرفوضة المشارك في اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة “5 + 5” في مطار السدرة بدلا من مطار سرت.
يوم الثلاثاء الماضي كان موعدا لعقد اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة بسرت، حيث دار الحديث على أن طائرة وفد من حكومة الصخيرات المرفوضة سوف تهبط في مطار سرت مباشرة، إلا أنها هبطت في مطار السدرة، وتداولوا عبر نشطائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أن ذلك تم لأن قاعدة القرضابية “تحتلها” عناصر من “مرتزقة فاغنر” الروسية وتحتوي على وسائل تشويش وهو ما دفعهم للهبوط في السدرة.
وعقب ذلك هبطت طائرة وفد بعثة الدعم الأممي إلى ليبيا، أيضًا في مطار سرت، ما جعلهم يخففون من حدة الحديث حول القرضابية، لأن الأمر ظهر أن الترتيبات كانت تتم لهبوط الوفدين في مطار السدرة ومن ثم التنقل برا إلى مقر الاجتماع، أي أن هبوط طائرة الأمم المتحدة نسف مزاعمهم تماما.
وخرج عضو وفد حكومة الصخيرات المرفوضة الفيتوري غريبيل بمفاوضات اللجنة العسكرية “5 +5” بتصريح قال خلاله: “طوال فترة تواجدنا بسرت لم نر أية قوات عسكرية داخل المدينة أو خلال رحلتي الوصول والمغادرة، وكان التأمين عبر عناصر الداخلية فقط”.
غريبيل وفي تصريح الذي فضح ادعاءات المليشيات، ونقلته عنه قناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا وتعد أحد أبواق الإخوان الإعلامية، قال: “مدينة سرت خالية من أي مظاهر عسكرية، ما يوجد بها هو قوات أمنية فقط”.
ولم تترك وسائل الإعلام والنشطاء التابعين للحكومة المرفوضة والإخوان الموضوع ليمر دون أن يلقون باتهاماتهم هنا وهناك، حيث قالت “ما حدث للوفد العسكري للوفاق بدءاً من تغيير وجهة طائرته من سرت إلى السدرة والذهاب به براً، واستقباله من قبل اللواء أحمد سالم الدرسي وهو ليس عضواً في اللجنة 5+5 والاشادة بجهوده كمضيف، وقبله الإشادة ب (القائد العام للقوات المسلحة المشير) خليفة حفتر في جنيف، ليس له من تفسير سوى أن وفد القيادة العامة يتعمد إذلال وفد حكومة الصخيرات”، حسب قولهم.
وأضافوا: “وفد (القيادة العامة للقوات المسلحة) “الكرامة” يريد اظهار وفد حكومة الصخيرات كأنه قد احتواه المشير حفتر تحت مظلته، وطنيةً منه، وتغاضى على ما كل ما فعل هذا الوفد بحق ليبيا وليس العكس، وهو ما يستوجب تشكيل غرفة عمليات بالخصوص للمتابعة وبأمر من وزير الدفاع ورئيس الأركان، تضم مستشارين وملمين بالبروتوكولات، أي لمتابعة سير هذا الحوار والمحافظة على التوازن وعدم الإخلال به وفتح الثغرات حتى لا يستغلها “الطرف الآخر”، حسب قولهم.
وتابعوا: “على غريبيل، التراجع عن تصريحه الذي أدلى فيه بأن سرت خالية من قوات عسكرية والذي في غير محله وتصحيحه، حيث إن هذه المعلومة غير صحيحة، كما أنه من السابق لأوانه الإعلان على ذلك قبل إجراء عمليات التفتيش الدقيقة والمسح الجوي الاستطلاعي وبحضور لجان حكومة الصخيرات واللجان الدولية”، حسب قولهم.
وفي تصريح آخر، ينسف كل الادعاءات، قال ناصر القايد، مدير ما يسمى بـ”إدارة التوجيه المعنوي بالمنطقة العسكرية الوسطى” التابعة لمليشيات السراج: “إن وصول وفد حكومة الصخيرات المشارك في اللجنة العسكرية المشتركة “5 + 5” إلى مطار السدرة بدلاً من سرت، كان مرتبا من البداية لابتعاده عن منظومات الدفاع الجوي التي من الممكن أن تستهدف الوفد”، بحسب وصفه.
وعلى النقيض، تساءل الناطق باسم مليشيات فائز السراج محمد قنونو: “لماذا تنزل طائرة وفدنا العسكري على بعد 170 كلم شرقي سرت رغم وجود مطارين بمدينة سرت حاضنة اللقاء؟”، وهو ما يبرز بشدة مدى التخبط والتناقض في التصريحات التابعة لحكومة الصخيرات بخصوص هذا الأمر”، حسب قوله. (وال – طرابلس) س س