12 نوفمبر 2020 (وال) – “استنجدت بي.. كأنها أحست بعشقي للقطط على عتبة باب منزل ذويها، وصلت قطّة من قطط الشوارع، التي اعتدنا أن نراها كل يوم دون أن نكترث بها، تعرضت لهجمة عنيفة من كلب، تسبّب في كسر نصف فكها السفلي”، هكذا قالت الفتاة الليبية بشرى التي أجرى معها مراسل وكالة الأنباء الليبية حواراً صحفياً.
كانت حالة القطّة، بحسب وصف “بشرى”، الفتاة التي رأفت لحالها وفتحت لها الباب، بـ “الميؤسة”، بسبب تعفن الجرح وتلوثه، لكنها لم تمنع نفسها من التقاطها، وإسعافها إلى أحدى العيادات المتخصّصة في طب الحيوانات.
وتابعت بشرى، حملت القطّة بعد أن وضعتها في صندوق خاص إلى عيادة بيطرية يقع مبناها في مفترق منطقة بوهديمة، وكلّي أمل بأن يتم إنقاذ القطّة المسكينة والتخفيف من معاناتها، وترميم إصابتها قدر المستطاع.
واستشهدت بشرى بالبيت الشهير للزاهد شمس التبريزي قائلةً: “لو أرادك الله صلباً لخلقك صخرةً، لكن لين القلب فيك كان مقصوداً”، مضيفةً:”لا أدري سبب قدومها إلى باب منزلنا على الخصوص، لكنّني رأيت فيها روحاً كأرواحنا تستغيث، وأنّه عليّ أن أقوم بواجبي الإنساني تجاه مخلوق ضعيف وجريح”.
واستطردت:”تم إجراء عملية جراحية لفكّ القطّة وإزالة أجزاء طالها العفن وتنظيف الجرح، وووصف العلاجات اللازمة”، مضيفةً أن الطبيب “ماجد” رفض أن يأخذ مقابل جهده وأصرّ على أن عمله لوجه الله تعالى”.
وتابعت: “بطبيعتي ومنذ طفولتي، أحبّبت تربية القطط والعناية بها، وأحتفظ في غرفتي بأربعة منها، وأحضر لها غذاءً خاصاً إضافة إلى الأكل العادي، والآن أضفت إليهن القطّة التي استنجدت بي مؤخراً، وخصّصت لها مكاناً منفرداً عن الأخريات، فهي تحتاج إلى متابعة خاصّة وإلى مراجعة الطبيب للاطمئنان على التئام الجرح”.
ودعت بشرى ختاماً لحديثها، المواطنين إلى الرأفة بالحيوانات التي تجوب الشوارع والأحياء بحثاً عن الطعام بين القمامة، وأن يّقدم لها طعاماً نظيفاً، وماءً في أواني تُوضع أمام الأبواب وعلى الشرفات، وفوق الأسطح، حتى يطال الجميع الأجر الكريم ويستعشرون بالرحمة تجاه خلقه تعالى. (وال – بنغازي) ف م