الخرطوم 12 نوفمبر 2020 (وال) -أعاد السودان اليوم الخميس، فتح مخيم أم راكوبة بولاية القضارف، الذي استقبل في ثمانينات القرن الماضي إثيوبيين هاربين من المجاعة في بلدهم، ومن بينهم يهود الفلاشا.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن سليمان علي محمد والي القضارف، إنه تم “تحديد وتخصيص معسكر أم راكوبة بمحلية القلابات الشرقية، لاستضافة اللاجئين القادمين من إثيوبيا، مطالبا المفوضية السامية للأمم المتحدة بالإسراع في تهيئة المعسكر”.
وارتفع عدد الإثيوبيين الذين عبروا الحدود إلى السودان، إلى 11 ألفا يوم الأربعاء، وفق مسؤول حكومي سوداني.
وقال مسؤول مكتب حكومة السودان للاجئين في ولاية كسلا لفرانس برس، السر خالد “في منطقة حمداييت بولاية كسلا، ارتفع عدد الواصلين من ألفين إلى ستة آلاف اليوم، أما في منطقة القدي بولاية القضارف فالأعداد وصلت إلى خمسة آلاف، وإجمالي الواصلين أحد عشر ألفا، وما زالت التدفقات في الولايتين مستمرة على مدار الساعة”.
وأفادت “فرانس برس” بأن “أغلب الواصلين إلى مركز الإستقبال الذي أقامته السلطات المحلية السودانية، من النساء والأطفال والشباب صغار السن، ويظهر عليهم الإعياء والتعب”.
وأكدت الأمم المتحدة أن آلاف الإثيوبيين عبروا الحدود، وأنه مع اشتداد العمليات العسكرية داخل إثيوبيا، ويتوقع أن ترتفع أعداد الفارين منها.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة في بيان صحفي “مع عبور آلاف اللاجئين إلى السودان خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، ومع اشتداد القتال يتوقع للأعداد أن تتزايد مما يتطلب نقل موارد هائلة لمقابلة احتياجات طالبي اللجوء”.
وأشارت المنظمة الدولية إلى ان كثيرا من النساء والأطفال، بين من وصلوا إلى السودان بحثا عن الأمان.
مضيفة أنه “مع توقعاتنا بوصول المزيد من الإثيوبيين إلى الدول المجاورة، فقد أنشأت المفوضية مركزا إقليميا للطوارئ مع حكومات الإقليم ووكالات الأمم المتحدة”، وطالبت دول الجوار بإبقاء حدودها مفتوحة أمام الذين أجبرهم النزاع على الفرار.
وعلى الضفة الغربية لنهر ستيت الذي يفصل حمداييت السودانية، عن إقليم تيغراي الإثيوبي، أضافت فرانس برس، إن المئات ينتظرون وسيلة تقلهم لعبور النهر.
وفي السياق ذاته، أشار مسؤول سوداني إلى أن مفوضية اللاجئين وفرت طائرات وسيارات، لنقل طالبي اللجوء من الشريط الحدودي إلى مخيم أم راكوبة على بعد 76 كيلومترا داخل الأراضي السودانية.
يشار أن القوات الفدرالية الإثيوبية، تشن هجوما على إقليم تيغراي، في شمال إثيوبيا منذ الرابع من نوفمبر، وأطلق رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد تلك العملية في مواجهة سلطات تيغراي، التي اتهمها بشن هجوم على قاعدتين للجيش الفدرالي في المنطقة، وهو ما تنفيه السلطات المحلية.
وجبهة تحرير شعب تيغراي التي تسيطر على المنطقة، كانت نافذة جدا ضمن الحياة السياسية في إثيوبيا على مدى ثلاثة عقود، وهي تتحدى سلطة الحكومة الفدرالية منذ عدة اشهر.
ويتهم قادة الجبهة أبي أحمد بأنه أبعدهم عن السلطة تدريجيا منذ بلوغه منصب رئاسة الوزراء في 2018، وكان الاتحاد الإفريقي، قد دعا الثلاثاء الماضي إلى “وقف فوري للأعمال الحربية”.(وال الخرطوم) س خ.