درنة 14 نوفمبر 2020 (وال) – التصوير الزيتي هو أحد أشكال الفنون التشكيلية وقد عُرف هذا الفن منذ أقدم العصور، وكان سائدا عند قدماء المصريين الآشوريين اليونانيين، وقد لعب دورا هاما في تاريخ الحضارة والمدنية، وللحديث عن الفنان أجرى وكالة الأنباء الليبية حواراً صحفياً مع الفنانة فدوى خليل سالم المتحصلة على بكالوريوس في الفنون الجميلة في تخصص التصوير الزيتي من كلية الفنون والعمارة جامعة عمر المختار درنة عام 2004/2005، بالإضافة إلى الالتحاق بوظيفة معيد بكلية الفنون والعمارة عام 2005 إلى عام 2009، والحصول على ماجستير أكاديمي في التصوير الزيتي من جامعة روما ايطاليا عام 2012، تقلدت منصب رئيس قسم التصوير بكلية الفنون والعمارة جامعة عمر المختار درنة عام 2014.
“وال”: احكي لنا عن بداياتك ولماذا اخترت التخصص هذا؟
“ج”: “بداياتي وأنا طفلة ضغيرة، كنت أحب أن أرسم الفنانين والطبيعة، حيث بدأت اشترك أثناء دراستي في الأشغال اليدوية والرسم في الإسبوع المفتوح في المرحلة الإبتدائية والإعدادية ومن خلال اكتشافي لهذه الموهبة قررت أن أدخل إلى قسم التصميم الداخلي في الجامعة وعند دخولي للجامعة كان هذا القسم لا يقبل الثانوية قسم الأدبي ومن هنا اتجهت نحو التصوير الزيتي لأني وجدت فيه ما أحب وهو الرسم الحر بشكل خاص”.
“وال”: هل التعامل بالألوان الزيتية أصعب من باقي الألوان؟
“ج”: بالنسبة للألوان الزيتية تعتبر من الألوان السهلة والممتعة قد يبدو للبعض إن استخدام الألوان الزيتية مخيفا وصعب ولكن على العكس تماما أجدها أسهل الألوان لأنها تمتزج بسهولة وأستطيع أن أستخرج منها تدرجات لونية مختلفة وأن أرسم على اللوحة أكثر من مرة، لأن الألوان الزيتية تعطي الحياة للرسمة وأكثر واقعيه عكس الألوان الأخرى وأيضًا تتحمل وتعيش لسنوات عديدة ولا تتأثر”.
“وال”: هل يجب أن يملك الفنان الإلهام لكي يرسم؟
“ج”: “يجب على الفنان أن يغذي البصر والعقل من معلومات فنية وأفكار ورسومات عالمية قديمة كانت ام حديثة وأن يجد في كل منظر طبيعي لوحه فنية يستخرج منها الإلهام ومن هذا المنطلق يتكون الإلهام لدى الفنان كي يبدأ في الرسم”.
“وال”: كيف تبدأ مرحلة الرسم؟ ومتى ترسم الفنانة فدوى؟
“ج”: “تعلم الرسم يشبه التدريب على عزف آلة موسيقية، ولكنه أسهل بكثير فليس من الضروري القيام بأنماط صعبة من الحركات كل ما هناك هو الحاجة للإمساك بالقلم بالطريقة الصحيحة وتحريك اليد بخفة وبالشكل الصحيح بالنسبة لي الرسم يعتبر وسيله للهروب من الواقع والتعبير عما بداخلي أيا كان الشعور حزن أو فرح”.
“وال”: ما أكثر الأشياء التي تستهويك وتحرضك على الرسم؟
“ج”: “إي شيء من حولي ممكن ان يجذبني للرسم طبيعة حيه أو صامته ام مشهد او موقف حدث لي او شاهدته”.
“وال”: هل يخيفك بياض اللوحة قبل الرسم؟
“ج”: “لا بالعكس عند رؤيتي اللوحة للوهلة الأولى أتخيل نهاية لوحتي عليها ومن ثم ابدأ بتخطيطاتي وعندما ابدأ تسرقني الساعات واجد نفسي قد أكملتها وتكتمل سعادتي في ذلك”.
“وال”: لكل فنان خصائصه وسماته وبصمته التي تميزه عن غيره ما الذي يميز أعمالك؟
“ج”: “يميز أعمالي أنها متنوعة وألواني جريئة حيث استخدمت أغلب الألوان ولم أركز على الألوان الزيتية فقط بل أيضًا من ضمن دراستي في ايطاليا اخترت مواد غير التصوير الزيتي مثل الطباعة الفنية حتى أضيف من خبراتي الفنية”.
“وال”: ما شعارك الفني؟ وما الرسالة التي تحاولي ايصالها من خلال رسمك؟
“ج”: “شعاري هو “الحرفي يعمل بيديه والمهني بعقله اما الفنان بقلبه وعقله ويديه” ورسالتي هي حالة للتعبير عما بداخلي والتعبير عن الذات وتعديل العالم المشوّه وخلق به عالم مثالي وان يكون الفن وسيلة اتصال بين الفرد والمجتمع”.
“وال”: هل يسعدك سؤال الجمهور عن مقصدك في احدى لوحاتك؟
“ج”: “بالتأكيد يشعرني باهتمامهم وشغفهم بالفن”.
“وال”: ايهم يستخدمه الفنان أكثر في الرسم العقل ام الروح؟
“ج”: “الروح هي التي تبعث الجمال والمشاعر والحياة إلى العقل لكي يفسره بلوحة فنية بداخل الفنان ومن ثم تخرج منه لوحه فنية متكاملة”.
“وال”: ما هي خططك المستقبلية؟
“ج”: “أن أواصل دراستي للحصول على درجة الدكتوراة”.
“وال”: هل الفنانة فدوى دخلت مرحلة الخبرة في الرسم؟
“ج”: “ليس للفن نهاية وكل يوم يمر أتعلم منه خبرات فنية أكثر مما أنا عليه”.
“وال”: من أكثر فنان يعجبك اسلوبه؟
“ج”: “من بداية دخولي لقسم التصوير وأنا مبهورة بالفنان الراحل عوض اعبيده لأنه تميز برسم التراث الليبي بأدق تفاصيله ووهب حياته ووقته في خدمة مجتمعه وبلاده”.
“وال”: من خلال تدريسك للطلبة ما الذي لاحظتيه في هذا الجيل ويميزه عن الاجيال الأخرى؟
“ج”: “من خلال تدريسي منذ عام 2013 حتى هذه اللحظة لاحظت إن الطلاب سريعي الملل وليس لديهم صبر على الإطلاق عندما كنت طالبة في الجامعة او حتى في إيطاليا كنت ابقى بـ 6 ساعات على اللوحة ولا أتململ، وهنا أجدهم ساعتين ويبدؤون بالخروج والملل فأنا أرجح بأن الظروف التي يمرون بها من نقص في السيولة والخامات والمكان غير المناسب لخلق الإبداع الفني يجعل منهم محبطين وغير جادين من تطوير أنفسهم وأتمنى من كل قلبي أن يتغير هذا الوضع بأحسن مما كنا عليه لأن الطالب أصبح ضحية الوضع الراهن”.
“وال”: ما نصيحتك لكل الطلبة بمختلف تخصصاتهم؟
“ج”: “نصيحتي لجميع طلابنا أن يعطوا أنفسهم فرصه للتلذذ بالعلم وأن يحددوا هدفهم ويصبروا للوصول إليه وإن النقد يزيد من إصرارهم ولا يحبطهم وأسال الله ان يوفقهم لكل خير ويعينهم ويسدد خطاهم”. (وال – درنة) ص م \ س س