تونس 27 نوفمبر 2020 (وال) – كشفت المبعوثة الأممية بالإنابة استيفاني وليامز عن أن أعضاء ملتقى الحوار السياسي أحرزوا تقدما كبيرا في تونس، وتم تذليل 70% من الحل الذي ينشده الليبيون، وتوصلوا إلى الاتفاق على عقد الانتخابات في 24 ديسمبر 2021 بحيث تكون ليبيا دولة مستقلة.
وقالت وليامز في لقائها اليوم الجمعة عبر قناة “العربية الحدث”، إن المشاركين اتفقوا أيضا على وضع بعض المعايير الشرعية لاختيار المرشحين لمجلس الرئاسة وأجهزة الدولة، وفضلا عن انقسام الاستجابات التي كنا قد سمعناها في السابق بين مجلس الرئاسة ورئاسة الوزارة.
وأعربت المبعوثة الأممية عن تطلعها إلى إنجاز بعض الأمور التي تتعلق بالمجلس التنفيذي، والتي ستسد الفجوة بين خارطة الطريق من أجل تحقيق الانتخابات.
وأشارت وليامز إلى نقاط الخلاف، وقالت: “لا بد أن نتوقع وجود وجهات نظر مختلفة والشعب الليبي بدأ يتوحد من خلال المناقشات التي جرت حول مستقبلهم، وهذا يعني ضرورة الحلول الوسط، ولا يوجد في المفاوضات فائز كلي، بل لا بد من وجود رغبة في الجلوس لتذليل كافة الخلافات ورأيت هذا في الحوار بتونس”.
ولفتت إلى جلسات النقاش الافتراضية الحالية التي من خلالها سيجرى انتخابات بعض الحزم الموحدة، وتفاءلت باتخاذ قرار في النهاية حول آلية الانتخاب، مردفة: “الجميع الآن يتحدث بنفس اللغة لغة السلام بدلا من لغة الحرب، وهذا يغير من الواقع الذي كنا عليه قبل 6 أشهر”.
وعن طبيعة الخلافات الحالية، تحدثت المبعوثة الأممية قائلة: “يوجد لدينا ديناصورات سياسية فهناك بعض الجهات التي تستفيد من الوضع الراهن، ولها قدرة وصول إلى الموارد والسلطة والنفوذ، والتغيير مطلوب وندرك حالة الانقسام بين المؤسستين”.
ونوهت إلى أضرار استمرار الوضع الراهن، وضربت مثالا على ذلك بأن قطاع الكهرباء يحتاج إلى ضخ مليار دولار حاليا من أجل تفادي الانقطاع الذي شاهدناه في الصيف، كما أن هناك حاجة للاستثمار في البنى التحتية، وهذا لا يأتي إلا في حالة الاستقرار والسلام، كما يرغب الليبييون في توحيد المؤسسات.
وأكدت المبعوثة الأممية التوجه إلى جولة قادمة في تونس “حينما يكون لدينا إجراءات الترسيح الفعلية”، لافتة إلى أنه جرى تشيكل لجنة قانونية توكل إليها النظر في المسائل الدستورية وشرعية الانتخابات وكافة المسائل التي يجب الاهتمام بها من أجل التحقق من أن خارطة الطريق سيتم احترامها، لذا سوف يكون هناك سلسلة من الأمور التي يتوقع من الملتقى السياسي أن يفعلها.
وحذرت وليامز معرقلي الحوار، قائلة: “عليهم أن يتفهموا أن هناك ثمنا يجب أن يدفع إزاء تلك التصرفات، فالأسرة الدولية جادة لا سيما أن البعثة الدولية تتصدى لطلبات مجلس الأمن التي تأتي من قبل كافة الأطراف الذين كانوا حاضرين في مؤتمر برلين والذي شدد على أهمية الملتقى السياسي، ويجب محاسبة كل من يعرقل مسارات الحل السياسي في ليبيا”.
وعن هوية هؤلاء المعرقلين، قالت: “سوف أطلق عليهم أنهم أشخاص استفادوا من حالة الانقسام وعليهم أن يدركوا أنهم سوف يعملون على المساهمة في المرحلة الانتقالة، وإلا سيواجهون نوعا من التمييز التي تواجهها الديناصورات”.
وشددت وليامز على الحاجة إلى توحيد مجلس النواب في صف واحد من أجل تقديم التشريعات المطلوبة للمجلس التنفيذي الموحد.
وأشادت بما قدمته اللجنة العسكرية المشتركة “5+5″، قائلة: “قامت بعمل جدي حتى هذه اللحظة فتقوم بعقد لقاءات منتظمة وشكلت اللجان الفرعية، وهناك عزيمة على أعادة تأكيد السيادة الليبية ويجب على الأسرة الدولية فرض التقيد على كافة الجهات بحظر السلاح”.
وجددت التأكيد على كافة الأطراف بالالتزام بهذا الحظر، وتابعت: “لايمكن أن نرى شحنات من الطائرات على متنها أسلحها وتقوم بإلقائها في البلاد، لا أعتقد أنها مساعدات إنسانية بل تقدم أسلحة محظورة وممنوعة، وفيما يتعلق أيضا بالمرتزقة فهو أيضا يشكل انتهاكا لمسألة حظر السلاح”.
وعلقت على رفض تركيا إجراءات التفتيش تجاه إحدى سفنها قبالة ليبيا قائلة: “الأمم المتحدة أقوى ولديها القدرة على تنفيذ المهام المنوطة بها بدعم من الأسرة الدولية، ويجب احترام حظر السلاح بالكامل، والعملية إيريني تلتزم بقرارات مجلس الأمن، وما قدمته حتى الآن هو عمل جيد، وقد حان الوقت لكافة الدول التي تخترق حظر السلاح أن تتحلى بدرجة من الذكاء، وتفعل ما هو مطلوب من خلال التقيد بمسألة فرض حظر السلاح، وليبيا غارقة حتى أذنيها في الأسلحة وليست بحاجة للمزيد”.
وعن تعيين مبعوث أممي جديد، قالت: “لقد تأثرت من خلال تعاملي مع الشعب الليبي لا سيما النساء وجيل الشباب، فمجموعة النساء في الملتقى السياسي رغم عددهن القليل إلا أنهن خلفن أثرا واضحا من خلال المساهمة ومعنوياتهن المرتفعة وجئن ببياناتهن الخاصة بشأن خارطة الطريق”.
ودعت إلى ضرورة أن “تحظى المرأة بالمناصب في الفترة المقبلة”، وواصلت: “تأثرت بالشعب الليبي، ويمكننا أن نعمل على حل المشاكل، ويجب أن تستمر عملية الحوار بدفع من الأسرة الدولية”.
وعن مغادرتها فريق البعثة من عدمه خلال الفترة المقبلة، ردت قائلة: “سوف أمضي في حياتي وطريقي، وكان يفترض أن أذهب قبل 6 أشهر، لكنني رغبت في العمل لمدة عامين، وآمل أن تكون المرحلة الانتقالية سلسة للغاية، ولكن الليبيبن سوف يبقون دائما في قلبي وعقلي”. (وال – تونس) س س