بنغازي 29 نومفبر 2020 (وال) – أكد الخبير الاقتصادي ومؤسس سوق المال الليبي سليمان الشحومي، أن ليبيا تواجه أكثر من مشكلة اقتصادية؛ على رأسها عدم قدرة المنظومة الاقتصادية على العمل بشكل منسجم مع بعضها البعض، موضحًا أن كل طرف يُغرد منفردًا، وأن ما يفرقهم أكثر مما يجمعهم.
الشحومي، وفي تدوينة له، عبر حسابه على “فيسبوك”، قال: “النظام الاقتصادي الليبي يسير في متاهة بسبب تعرضه العنيف لصدمات شديدة التأثير على ركائزه الأساسية والفرعية معًا، مُضيفا أن المنظومة خلال فترة الصراع المستمر منذ عشرة سنوات حتى الآن، باتت مترهلة ومنصبة على دفع الأجور الحكومية وشبه الحكومية بالشركات العامة”.
ولفت إلى وجود منظومة اقتصادية أخرى لإدارة التجارة والتي تتركز في توريد كل شيء من الخارج اعتمادًا على قدرة النظام على سداد فواتير الاستيراد، مؤكدًا أن باقي أجزاء النظام الأخرى تكاد تكون معطلة تمامًا.
وأضاف: “النظام المصرفي الذي يعتمد عليه في إدارة الثروة الوطنية وتنميتها وتسخيرها للدفع بعملية التنمية عبر الإقراض العام لمشروعات تنموية واقتصادية خاصة، معطل تمامًا وصار مثل خلية النحل المهجورة لا تعطي عسل، ولكنها لازالت تجذب الدبابير إليها”، على حد تعبيره.
وذكر: “الثروات سحبت من البنوك، وتحول القطاع الخاص والمواطنين أصحاب رؤس الأموال والفاسدين من “الدبابير” التي تبحث عن استبدال سمها القاتل بعسل الاعتمادات والعملة الأجنبية، موضحا أن غالبية العملة بالتداول خارج المصارف، وتديرها وتحميها الدبابير بأسعارها القاتلة، في مشهد زاد من تعقيدات وفشل النظام المصرفي الليبي تحت سمع وبصر كبير المصارف ومدير النظام المصرفي صاحب “قارورة العسل” الوحيدة”، على حد تعبيره.
وأشار إلى “انهيار باقي القطاعات الاقتصادية المعتمدة على تمويل النظام المصرفي، وزادت حالة التوحد التي يعاني منها الاقتصاد الليبي، مضيفا أن التصدير النفطي أصبح الأمل الوحيد لاستمرار عمل منظومة الرواتب الحكومية ولاستمرار وتحسن منظومة الاستيراد الخارجية لكل شيء”.
وأوضح الشحومي أن “الاقتصاد الليبي تراجع إلى حالة من البدائية، وصارت “الدبابير” تحوم من مؤسسة اقتصادية إلى أخرى بحثا عن جرعات العسل النادرة، مُضيفًا أن باقي المنظومة تكاد تسقط وتنهار بسبب دوامة الصرع العنيف بين أطراف المنظومة الاقتصادية وغياب دولة المؤسسات، وانعكست حالة التوحد الاقتصادي في ازدياد إهمال باقي الركائز التنموية بالاقتصاد الليبي وعدم تبني نموذج تنموي لكل قطاع من القطاعات الاقتصادية المتعددة”.
واختتم بقوله: “ستظل الدبابير فرادي وجماعات تبحث عن العسل في كل مكان طالما لم نعدل النموذج الاقتصادي ونعيد تنظيم كل أجزاء النظام الاقتصادي، ويعاد بناء العلاقة بين مؤسسات النظام الاقتصادي على أسس من الشفافية والحوكمة، قبل أن تحول الدبابير النظام الاقتصادي الهش لساحة لتصفية حساباتها وتقترب به رويدا رويدا نحو الانهيار الشامل”. (وال – بنغازي) س س