طرابلس 29 نوفمبر 2020 (وال) – ”المصرف الليبي الخارجي .. السراج ينتزع المصرف الليبي الخارجي من البنك المركزي ومحافظه الصديق الكبير ” تحت هذا العنوان نشر موقع ”أفريكا إنتلجنس” الفرنسي المقرب من عدة دوائر مخابرات غربية تقريرًا عن الصراع المحتدم بين الثلاثي (الكبير – صنع الله – السراج).
وقال التقرير، “يأمل فايز السراج في استغلال غياب أي اتفاق سياسي حول مستقبل ليبيا للحفاظ على منصبه، ويسعى إلى دعم موقفه من خلال وضع المؤسسات المالية الوطنية تحت سيطرته، بمساعدة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله “.
وتحدث التقرير أيضًا عن احتمالات مواجهة بين السراج ومن وصفهم بـ “حلفائه الأقوياء الإخوان المسلمين ومجتمع الأعمال المصراتي المدعوم جيدًا بالاعتمادات التي يحصلون عليها من الكبير” وما يؤكد هذا بالفعل هو توجه القيادي في الإخوان عبدالرزاق العرادي يوم أمس بشكوى لدى النائب العام ضد السراج بسبب المصرف الخارجي.
وفي مايلي النص الكامل للتقرير:
بعد تهميش فايز السراج منذ أسابيع، بات الآن يأمل في البقاء بمنصبه حتى انتخابات ديسمبر 2021 على الأقل. يعمل السراج على استعادة السيطرة على المؤسسات الاقتصادية الرئيسية في البلاد، بمساعدة بمصطفى صنع الله الرئيس التنفيذي للمؤسسة الوطنية للنفط لتحقيق مصالحهما الشخصية، مباشرة بعد فشل المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في تشكيل سلطة تنفيذية جديدة.
السراج يستهدف محافظ البنك المركزي
أعلن السراج الحرب على محافظ البنك المركزي الصديق الكبير، الذي عين للتو مساعديه هناك، حين أمر وزير ماليته المخلص فرج بومطاري بتعيين مجلس إدارة جديد في المصرف الليبي الخارجي في السادس عشر من نوفمبر الماضي.
إن السيطرة على الاقتصاد الوطني على المحك، يدير المصرف الليبي الخارجي الحساب الدولاري حيث يتم تحصيل جميع مبيعات مؤسسة النفط الوطنية بالإضافة إلى إصدار خطابات الاعتماد لتمويل الواردات.
في 20 نوفمبر هز السراج مجلس إدارة المؤسسة الليبية للاستثمار، وعين علي باني بدلا من مصطفى المانع، وهو من الرجال المهمين لجماعة الإخوان المسلمين، وموضع ثقة الكبير في المؤسسة. وفي نفس اليوم عين السراج رئيس مكتبه السابق يوسف المبروك نائبا لرئيس المؤسسة الليبية للاستثمار.
استراتيجية صنع الله المزدوجة
يعود النزاع بين السراج والكبير إلى فترة طويلة، لكن رئيس الوزراء تلقى هذه المرة دعماً رئيسياً من صنع الله. في 22 من نوفمبر أعلن صنع الله، بذريعة خلاف حول حسابات نشرها البنك المركزي، كشف عن عجز قدره 2.5 مليار دولار في عائدات النفط، أنه أوقف تحويلات أموال النفط “الخاصة به” إلى البنك المركزي. ومن المقرر أن يستمر التعليق إلى أن يلقي البنك الضوء على استخدام الأموال والكيانات المستفيدة منها، وهو أمر من المرجح أن يستغرق بعض الوقت.
إن تحرك رئيس المؤسسة الوطنية للنفط يعرض على السراج فرصة غير مسبوقة لعزل الكبير، إلا أنها تتماشى أيضاً مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في منتصف شهر سبتمبر بين أحمد معيتيق، الرجل الثاني في المجلس الرئاسي، وقائد الجيش الوطني الليبي، وخليفة حفتر
وقد تطلب هذا الاتفاق الذي مكن من استئناف إنتاج النفط، أن تظل عائدات المؤسسة الوطنية للنفط في حسابات مجمدة في المصرف الليبي الخارجي إلى أن يتم التوصل إلى حل سياسي. وفي المقابل، يأمل صنع الله إنشاء وحدة حرس المنشآت البترولية تحت إشرافه.
وقد نص اتفاق وقف إطلاق النار الذي صدقت عليه اللجنة العسكرية المشتركة في 23 اكتوبر على إعادة الهيكلة، بدعم من السراج (وهو اتفاق مؤلف من خمسة ضباط جيش من الغرب وخمسة من الشرق). وكان هذا هو موضوع الاجتماع الأول الذي عقد في 17 تشرين الثاني في مرسى البريقة بحضور صنع الله وممثلة الأمم المتحدة ستيفاني ويليامز.
نجوم السراج محاذية
وللتمكن من الوصول إلى الكبير، سوف يضطر السراج إلى مواجهة حلفائه الأقوياء: الإخوان المسلمين ، ومجتمع الأعمال المصراتي ـ المخدوم جيدًا بخطابات الاعتماد التي يحصل عليها من الكبير ـ وتركيا. ولكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحتاج أيضاً إلى إبقاء السراج بجانبه، وقد وقع معه اتفاقيتين ثنائيتين – بحرية وعسكرية – لهما أهمية حاسمة بالنسبة لطموحات تركيا في البحر الأبيض المتوسط.
إن السياق الدبلوماسي الأوسع نطاقاً مؤات للسراج، انتهى منتدى الحوار السياسي الليبي الذي نظمته الأمم المتحدة في تونس في الفترة من 9 إلى 15 نوفمبر دون اتفاق، باستثناء تحديد موعد للانتخابات، ولا تزال المفاوضات مستمرة عن طريق مكالمات الفيديو، ولكنها لا تزال تتعثر بشأن طريقة تعيين المجلس الرئاسي والسلطة التنفيذية .
كما يكافح وزير الداخلية فتحي باشاآغا لترويج نفسه كخليفة السراج. ولن تكون البطاقة التي أراد استخدامها مع رئيس مجلس النواب في الشرق، عقيلة صالح عيسى، صالحة بعد الآن، كما أن عقيلة صالح يجازف بتخليه عن الممثلين، وعليه فإن السراج يتمنى أن يحافظ على وظيفته، في ظل الاتفاق الضمني من جانب المجتمع الدولي، الذي لم يعد متفائلاً بأي اتفاق يمكن التوصل إليه. (وال – طرابلس) س س