تونس 02 ديسمبر 2020 (وال)- نشرت البعثة الأممية للدعم في ليبيا الأربعاء، الكلمة الافتتاحية للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة ستيفاني وليامز، في الاجتماع الافتراضي الثالث للجولة الثانية لملتقى الحوار السياسي الليبي.
وقالت ستيفانى وليامز – في كلمتها : “أريد أن أذكركم، وكما قلت من قبل، أن الوقت ليس في صالحكم، وأود أن أنبهكم إلى حقيقة أن التقاعس والعرقلة سيُكلفكم الكثير، وإليكم بعض المؤشرات التي أود تنبيهكم إليها، توجد الآن 10 قواعد عسكرية في بلادكم- في جميع أنحاء بلادكم – وليس في منطقة بعينها – وهذه القواعد تشغلها اليوم بشكل جزئي أو كلي قوات أجنبية، ويوجد الآن 20000 من القوات الأجنبية والمرتزقة في بلادكم، وهذا انتهاك مروّع للسيادة الليبية، وقد ترون أن هؤلاء الأجانب موجودون هنا كضيوف، لكنهم الآن يحتلون منزلكم، وهذا انتهاك صارخ لحظر الأسلحة”.
وتابعت وليامز: “هم من يتسببون في تدفق السلاح إلى بلادكم، وبلادكم ليست بحاجة إلى مزيد من الأسلحة، وجودهم في ليبيا ليس لمصلحتكم، بل هم في ليبيا لمصلحتهم “ديروا بالكم”، هناك الآن أزمة خطيرة في ما يتعلق بالوجود الأجنبي في بلدكم، لقد حذرتكم سابقًا من تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، وحقيقة أننا نتوقع في غضون شهر واحد، بالضبط في يناير 2021، سيكون هناك 1.3 مليون ليبي من مواطنيكم بحاجة إلى مساعدة إنسانية”.
وتابعت وليامز: “هناك انخفاض حاد في القدرة الشرائية للدينار الليبي، وأزمة السيولة عادت بالكامل، وثمة نقص في السيولة النقدية المتداولة، وهناك أزمة كهرباء رهيبة الآن، ولست بحاجة لتذكيركم بمدى فظاعة انقطاعات الكهرباء في الصيف الماضي، وذلك بسبب الفساد الفظيع، وسوء الإدارة في جميع أنحاء البلاد، وأنا لا أشير بأصابع الاتهام إلى أحد بعينه، وهذه أزمة يُعاني منها الغرب والشرق، لديكم أزمة فساد، ولديكم أزمة سوء إدارة، والآن هناك 13 محطة كهربائية عاملة فقط من أصل 27 محطة، ونحتاج إلى مليار دولار أمريكي بشكل فوري، لاستثمارها في المرافق الأساسية لشبكة الكهرباء؛ من أجل تجنب الانهيار الكامل للشبكة الكهربائية في بلدكم”.
وتابعت وليامز: “ذلك أمر في غاية الصعوبة الآن؛ بسبب الانقسامات في المؤسسات، وبسبب وباء الفساد، وهذه الطبقة من الفاسدين المصممين على البقاء في السلطة، ويُرافق ذلك تفاقم أزمة جائحة كورونا، ولديكم الآن ما يقرب من 94000 حالة في ليبيا، ونعتقد أن هذه التقديرات منخفضة، وأن العدد الفعلي أعلى من ذلك، إلا إن هناك نقصًا رهيبًا في اختبارات الفيروس في البلاد”.
وتابعت وليامز: “هناك فاعلون أجانب يتصرفون في ظل إفلات تام من العقاب، وهنالك جهات فاعلة محلية تنخرط في فساد مستشر واستغلال للمناصب لتحقيق منافع شخصية، وهناك سوء إدارة في الدولة، فيما يتزايد انعدام المساءلة، ومشاكل حقوق الإنسان على أساس يومي، حيث تصلنا تقارير عن عمليات اختطاف واحتجاز تعسفي، واغتيالات على أيدي التشكيلات المسلحة في مختلف أنحاء البلاد، وفي حين أن هناك الكثير من السياحة السياسية المتجهة إلى دول وعواصم مختلفة، إلا أن عامة الليبيين يُعانون في ظل غياب أية مؤشرات على تحسن أوضاعهم”.
وتابعت وليامز: “ونعتقد .. وأخال أن الكثير منكم يُشاطرني نفس الاعتقاد؛ بأن أفضل سبيل للمُضي قُدمًا هو من خلال هذا الحوار السياسي، حيث يُعد هذا الحوار ملتقى واسعًا وشاملا لاتخاذ القرار والناس يعوّلون عليكم، ولقد قطعنا شوطًا طويلا في تونس حيث حددنا موعدًا للانتخابات”.
وتابعة المبعوثة الأممية: “من الضروري إخضاع جميع المؤسسات المسؤولة عن إجراء الانتخابات إلى المساءلة، ولكن هناك أزمة حكم أيضًا، وأفضل طريقة لمعالجة أزمة الحكم؛ هي توحيد مؤسساتكم، توحيد مصرفكم المركزي الذي يحتاج إلى عقد اجتماع مجلس إدارته لمعالجة أزمة سعر الصرف على الفور، أعلم أن هناك الكثير ممن يعتقدون أن هذا الحوار يتعلق فقط بتقاسم السلطة، لكنه في حقيقة الأمر يتعلق بمشاركة المسؤولية من أجل الأجيال القادمة، ورجائي منكم خلال مناقشات اليوم، أن تمضُوا قُدمًا، لأني أقولها وأكررها: الوقت ليس في صالحكم”. (وال- تونس) ر ت