طرابلس 15 ديسمبر 2020 (وال) – قال عبد الرحمن شلقم، وزير خارجية ليبيا ومندوبها الأسبق لدى الأمم المتحدة، إن “العقول المؤممة تستعملها الدولة كأداة لإنتاج السيطرة على البشر وكل ما يملكون، بما في ذلك ما في رؤوسهم”.
وأضاف شلقم، في مقال له نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن “العقل المبدع يصير جزءاً من ممتلكات الدولة التي تستعملها وفقاً للملاءة التصنيعية المحدودة”، لافتًا إلى أنه؛ “في الدول الرأسمالية، تتسابق المختبرات والشركات الصناعية على شراء كل ما يبدعه عقل الإنسان من علم وأدب وفن، من داخل بلادها وخارجه”.
وأردف أنه “في البلاد الرأسمالية التي يحكمها قانون السوق الذي يرتكز على قاعدة العرض والطلب، يكون العقل هو الأغلى ثمناً؛ لأنه هو الذي يصنع كل شيء، بل هو الذي يبدع مسارات الحياة، ويحكم أسواق كل ما فيها من دفع وتدافع”.
وأوضح أن “تأميم العقول لا يتمُّ بقرار سياسي أو آيديولوجي فقط وفي مراحل محددة، بل لا يخلو منه زمان أو مكان”، مستطردًا أنه “قد يكون التراث قوة مؤممة للعقل، وكذلك قيادات الجماعات الدينية المتطرفة التي يستولي الفرد الزعيم فيها على إرادة التابعين والمريدين الذين يرتضون طوعاً أن يتحولوا إلى جثة ميت بين يدي مغسلها يقلبها كما يشاء، وهي طيعة له من دون حراك”. (وال – طرابلس) س س