بنغازي 26 فبراير 2021(وال) اتجه عدد لا بأس به خلال السنوات الأخير؛ إلى تسجيل وتعليم أبنائهم في المدارس الخاصة؛ ويرجع ذلك لأسباب كثيرة لعل أهمها ازدحام الفصول بالطلبة في المدارس العامة.
وكالة الأنباء الليبية، حاورت الدكتور المتخصص في علم الاحصاء “عبدالغفار المنفي” ليزودنا بمعلومات دقيقة عن هذا الموضوع .
المقارنة يجب أن تكون شاملة
في بداية حديثه قال ” المنفي” إنه عند دراسته للمؤشرات، التي تم حسابها من خلال بيانات تعليم بنغازي، وثم مقارنتها مع المؤشرات ذاتها في دولة مصرـ حتى تكون المقارنة أكثر فايدة ـ كان يجب أن تكون على مستوى الدولة الليبية، ولكن لصعوبة الحصول على البيانات، تم الاكتفاء بهذه البيانات في مدينة بنغازي، كنموذج وأعتقد أن المؤشر لن يختلف كثيرا.
أمر مثير للدهشة
وأوضح “المنفي” أن ما لفت انتباهه هو الكم الهائل من الطلاب في التعليم الخاص، حيث بلغت نسبة الطلاب في التعليم الخاص (41.6 %) والتعليم العام حوالي (58.4%)
وأضاف أن ما يثير الدهشة، أنه لايوجد تعيينات في القطاع الخاص، بل يعتمد هذا القطاع على متعاونين من القطاع العام، وهناك مدارس خاصة أثبتت كفاءتها عن القطاع العام.
أسباب اللجوء إلى القطاع الخاص
وبين “المنفي” أن هناك العديد من المدارس العامة، لديها كفاءة وكادر تعليم متمكن، ولكن قد يكون لجوء بعض أولياء الأمور إلى الخاص ، ربما يكون مرد ذلك عدم انتظام الدراسة في القطاع العام في السنوات السابقة، وقلة الاهتمام به.
واسترسل ” المنفي” أنه ربما هناك أسباب أخرى غير مرئية تحتاج إلى دراسة علمية حقيقية؛ للوقوف على الأسباب الكامنة وراء هذا التغيير في تفكير المواطن والصورة المنطبعة عنده.
ليست مشكلة كفاءة
ومن جهته قال المدير المكتب الإعلامي للتعليم “وسام العشيبي” إن نسبة اتجاه الطلبة إلى المدارس الخاصة في ظل جائحة كورونا ( كوفيد 19) وتقسيم الطلبة إلى خمسة عشر طالب في كل فصل المدارس كبير ، و يمكننا القول، إن نسبة نجاح الشهادات العامة الإعدادية والثانوية على مستوى الحكومة الليبية في التعليم الخاص أكثر من العام، وهذا يدل أن هناك معلمين ذو كفاءة عالية يدرسون في المدارس الخاصة.
ووضح ” العشيبي” أن هناك عدة أسباب لاتجاه الطلبة نحو التعليم الخاص، كازدحام المؤسسات التعليمية العامة وأيضا التحصيل العلمي.
وبين “العشيبي” أن أولياء الأمور الذين يعملون في التعليم ، يدركون جيدا أن هناك مدارس في القطاع الخاص لها جودة عالية جدا؛ لأن أغلب المعلمين هم من المدراس العامة بنسبة تقدر بحوالي 90
وأشار ” العشيبي ” إلى نقطة مهمة متعلقة بالجانب المادي عند المدرس، فهو يتقاضى في المدرسة العامة مرتبا أعلى من المدرسة الخاصة، ولكنه لا يكتفي بذلك فيلجأ إلى إعطاء الدروس الخصوصية في المدراس الخاصة.
وأضاف ” العشيبي” أن المدارس الخاصة تتميز باتباع الإجراءات الاحترازية بشكل كبير، وهذا ما يجذب أولياء الأمور.
الخاص يواكب ويتطور
هذا ويرى مدرس بمدرسة خاصة “عبدالسلام الفيتوري” إن توجه الطلبة من العام إلى الخاص؛ بسبب قلة الامكانيات في الكادر وأعضاء هيئة التدريس، حيث أصبحوا في المدارس الخاصة أكثر من العامة، والسبب الثاني إن الكثافة الطلابية في المدارس العامة أصبحت أكثر، فتصل إلى 40 طالب في الفصل الواحد على عكس المدارس الخاصة نجدهم 20 طالب في الفصل الواحد، إلى جانب الاهتمام والنموذيجيه أكثر.
وأوضح “الفيتوري” أن التعليم الخاص في كل سنة يكون فيه تجديد في طرق التعليم والتقنيات المتقدمة الطالب.
وأشار” الفيتوري” إلى أنه في السنوات الأخيرة أدى اختيار الطلبة للمدارس الخاصة عن العامة إلى تدني تحصل طلبة المدارس العامة على التراتيب الأولى على مستوى ليبيا وعلى مستوى المنطقة الشرقية، حيث في آخر سنتين تحصل على الترتيب الأول طالب من مدرسة نور الموهوبين الخاصة ومن خلفه 11 طالب من مدرسة المتفوقين الخاصة
مابين الخاص والعام
أجرت وكالة الأنباء الليبية استطلاع رأي للمواطنين حول هذا الموضوع، حيث قال المواطن “أحمد صالح” أننا نلجأ للتعليم العام؛ بسبب ارتفاع أسعار الخاص ومجانية التعليم في العام ، فالوضع المعيشي يحتم علينا المدارس العامة.
وتابعت المواطنة “أمينة يوسف” فيما يتعلق بالتعليم الخاص، المدارس الخاصة بعض منها مخرجاتها ممتازة وأفضل من المدارس العامة، وفي نفس الوقت البعض الآخر يعمل على إنجاح الطلبة دون المستوى العلمي أو المتعثرين او اللامباليين لتلقي العلم والمعرفة، وهمهم فقط الحصول على الشهادة بدون أي مجهود أو عناء ويصاحب ذلك الواسطة والتغاضي من قبل المعلمين والمدراء المشاركين في تدمير مستقبل الأجيال.
وأوضحت المواطنة ” أمينة” أن ضعف مستوى التحصيل في المدارس العامة، يعود أيضا للكثافة العددية أما المدارس الخاصة كل من لديه ضعف في المستوى العلمي، يتجه لتلك المدارس لضمان نجاحه ، وأصبحت في نفس الوقت من مظاهر التباهي بين أولياء الأمور. (وال ـ بنغازي) م ن / ع م