برلين 23 يونيو 2021 ( وال ) اعرب رئيس حكومة الوحدة الوطنية ” عبد الحميد الدبيبة ” عن شكره للمستشارة الألمانية ” انجيلاء ميركل ” ووزير الخارجية “هايكو ماس” على دعوته للمشاركة في مؤتمر برلين في نسخته الثانية مثمنا دورهما الرائد في إنجاح مؤتمر برلين في نسخته الاولي .
وقال الدبيبة في الكلمة التي القاها اليوم الاربعاء امام مؤتمر برلين (2 ) ” كم يختلف اليوم عن الامس في 19 يناير 2020 أطلق المجتمعون في هذه القاعة حزمة من التوصيات والتعهدات ، في وقت كانت الحرب مازالت سيدة الموقف ، وصوت المدفع يعلوا على صوت الحوار ، و كانت دماء الليبيين لازالت تنزف “.
واضاف “بعد مضي سنة ونصف أقف الان في هذه القاعة موكلا من الليبيين – ممثلا لحكومة واحدة – مثقلا بالمهام المناطة إلينا أعمل على وحدة بلادي وسيادتها في ظروف غاية في الصعوبة، وفي وقت يتطلب منا مواقف حاسمة وتاريخية.
واضاف قائلا ” نقف اليوم في مرحلة ما زالت حرجة ولكنها مليئة بالأمل – الأن نستطيع أن نقول بصوت واحد – لا عودة للحرب – لا للعبث بثروات ليبيا – لا للخلاف خارج طاولة الحوا ر – أقف اليوم أمامكم لكي نراجع سويا تعهدات مؤتمر برلين الأول ، و إنجازات هذه المرحلة التي هي بالفعل كثيرة ، ولكنها أيضا غير كافية ، فالمخاطر ما زالت تحدق بنا وبمسيرتنا للوحدة الفعلية لبلادنا واستقرارها ، وأن تكون دولة ديمقراطية ذات سياد ة/ فاعلة دوليا و إقليميا.
واشار الدبيبة في كلمته الى انه وبعد سنة ونصف من مؤتمر برلين حققت ليبيا نجاحا بمساعدة المجتمع الدولي وبالدور الايجابي للأمم المتحدة ، بدء ا من ” غسان سلامة “إلى مجهود ستيفاني وليامز المميز وإلى العلاقة البناءة التي تستكمل ا لان مع ” يان كوبيتش ” في الوصول إلى وقف دائم للحرب ، وإلى إبعاد شبح التقسيم والتفتت ، وتوحيد السلطة التنفيذية، وإلى إعادة التئام مسيرة عمل المؤسسات وخصوصا مجلس النواب، ووقف العبث الاقتصادي وقفل تصدير النفط الذي أنتج عقابا جماعيا على كل الليبيين من دون استثناء، بل أكثر من ذلك، نحن نستعد لضم الشرق إلى الغرب من خلال فتح الطريق الساحلي الرابط بينهما ، ونستكمل هذه الجهود ونتوجها بزيارة الحكومة وعقد اجتماع مجلس الوزراء من بنغازي ومدن الجنوب في ا لأسابيع القليلة القادمة .
و استطرد قائلا ” نقف اليوم أمام الشعب الليبي محملين بأمانة غالية وثمينة ، وهي إعادة القرار إلى الشعب عبر السماح له بالتوجه للانتخابات في موعدها المحدد التزاما بمخرجات الحوار الليبي وخارطة الطريق ، و إنني لن أ د خر جهدا في العمل على تذليل كل العقبات ، لنصل إلى هذا التاريخ في أجواء مناسبة تتيح للشعب أن يعيد اختيار من يمثله، وأنا موجود هنا اليوم لكي أطلب العون من أصدقاء ليبيا لتجهيز المسيرة نحو24 ديسمبر، وتجاوز العوائق الامنية المشتركة ، المتمثلة في مكافحة الارهاب والجرائم العابرة للحدود ، و الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية ، وسياسات و ممارسات بعض الاطراف الدولية ، والتي أدت إلى تعميق ا لأزمات في ليبيا وخروجها عن السيطرة.
و اكد دبيبة على انه من أهم مخرجات مسار برلين هو جمع الدول المؤثرة في ليبيا في إطار مشترك لتقريب وجهات النظر ، ويبقى الأن أن يكون الصوت الليبي هو الأساس في هذه الاطر و الهيكليات الدولية. . وأنا على ثقة بصدق النوايا بين المشاركين فيما يتعلق بليبيا ، و أرحب من هذه المنصة بكل تواصل وانفتاح وتقارب بين الدول المجتمعة.
وقال ” الان يفصلنا عن موعد الانتخابات المرتقبة 6 أشهر ، وللأسف مازال الخلاف الداخلي والمصالح الضيقة تعيق المسيرة ، ورغم التحسن الذي ظهر على عمل المؤسسات ، ما زالت الموازنة لم تعتمد من مجلس النواب، والمناصب السيادية لم تو حد بعد” .
واعلن دبيبة انه لم يأت إلى أي منصب حب بالبقاء بل إيمانا بأن النهج الذي يمثله هو الأسلم لقيادة ليبيا في هذه المرحلة الحساسة ، ولن يقف شهود زور على عرقلة البعض لحق الليبيون في تحديد مصيرهم.
وأعلن الدبيبة انه من موقع المسؤولية سيطرح في هذا الاجتماع عناوين مبادرة ” استقرار ليبيا ” للوصول إلى الانتخابات المرتقبة والتي يتطلع فيها الليبيين الى دعم من المجموعة الدولية .
- العنوان الأول وهو الأمن : موضحا انه بالرغم من التقدم في توحيد المؤسسات الأمنية ، إلا أن المزيد من العمل يجب القيام به في هذا المجال ، و أيضا في سبيل توحيد المؤسسة العسكرية ، هناك مخاوف أمنية على العملية السياسية ترتكز على السيطرة المسلحة المباشرة للمرتزقة في بعض المناطق و تواجد قوى عسكرية لها أبعاد سياسية في عدد من المناطق الليبية، ووجود لبعض العناصر الارهابية باشرنا في تحضير خطة أمنية شاملة لتأمين الانتخابات ، وننتظر صدور قانون الانتخابات المرتقب لتنفيذها، ومساعدتكم في البدء بالتعاون من أجل سحب المرتزقة والمقاتلين ا لأجانب من الأراضي الليبية وتطبيق قرارات مجلس ا لأمن خصوصا قرار 2570 و 2571.
وأضاف ان هذه هذه الخطة تظل أيضا في حاجة إلى ميزانية وآليات ومعدات ، كما ينطبق هذا على كل الخطوات الضرورية لتجاوز هذه المرحلة.
- العنوان الثاني وهو العملية القانونية:
موضحا ان هذه العملية خارجة عن صلاحيات الحكومة ، ولكنها القاعدة الأساسية التي تبنى عليها الانتخابات ، وللأسف لم نرى إلى الآن الجدية اللازمة من الأجسام التشريعية للمضي قدما في هذا المسار .. عليه ندعوا كافة المعنيين بالقيام بواجباتهم للوصول إلى القاعدة الدستورية وقانون الانتخابات المرتقب.
العنوان الثالث وهو المصالحة الوطنية:
قال دبيبة بالخصوص لقد بدأنا العمل على هذا الملف فور استلام الحكومة لمهامها ، و أهنئ هنا العمل الذي يقوم به المجلس الرئاسي في هذا المجال ، ونعلم أن المصالحة الوطنية هي مسار وليست حدث ، ولا يجب أن تستخدم كشرط من شروط تحقق الانتخابات ، بل يجب أن تكون عنوان المرحلة القادمة وبوابة الدخول إلى العمل السياسي في ليبيا _ وأؤكد انطلاقا من هذا المبدأ ، ضرورة الإسراع في عودة النازحين والمهجرين داخل وخارج ليبيا إلى مناطقهم ، وجبر الضرر ، والسماح للجميع بالمشاركة الفعالة في العملية السياسية من دون أي اقصاء داخلي أو خارجي لهذه المشاركة.
- العنوان الرابع وهو الخدمات والاستقرار الاقتصادي:
وقال اننا نعلم أن أولويات الحكومة تكمن في حلحلة القضايا الانية والعاجلة والمتعلقة بحياة الليبيين وأمنهم واستقراراهم ، ولكننا نعلم أيضا أن كل ما تقوم به الحكومة هو ما سيحدد ملامح المستقبل.. عليه لابد من أن نعمل على الحاضر دون إهمال للمستقبل ، والتنصل من الحلول الصعبة برمي الكرة إلى ا لأمام.
عليه وجدنا من الضروري البدء بمعالجة التوزيع العادل للواردات ، وزيادة مستو ى ا لإنتاج وتوفير الخدمات في جميع ربوع ليبيا ، وخلق التنمية المكانية من خلال نظام المقاطعات الذي لا يزال طور التحضير ويعد بمثابة التقسيم الإداري للتخفيف من وطء المركزية على حياة الليبيين _ في الثلاثة الأشهر الأولى تمكنا من توفير استقرار نسبي للخدمات ، واستئناف برامج الصيانة لبعض المنشأت ، بالإضافة إلى تيسير وصول السيولة للمواطنين ، وأيضا مكافحة جائحة كورونا وتوفير اللقاح بقدر المستطاع.
أما فيما يتعلق بملف المشاريع المتوقفة / الملف السهل الممتنع / قمنا بحصر وتحديد المشاريع التنموية التي تتمتع بنسب إنجاز عالية / بشكل عادل يغطي كافة المناطق في ليبيا ( كالمستشفيات والمدارس ومركبات الجامعة والطرق ) ، مع تشجيع سيطرة الدولة على الدين العام ، وزيادة احتياطات المصرف المركزي من العملة الصعبة ، وإرساء أسس الاستثمار في الثروة الليبية من خلال الدعم الفعال والسريع لوزارة النفط ومؤسساتها ، وتأمين صيانة النهر الصناعي ، و حماية ا لأصول الليبية والعمل على الاستفادة من الاستثمارات المنتجة.
هذه المحاور الأربعة تغطي بإيجاز أ طر العمل التي لا يمكن تجاوزها ، و التي يجب العمل عليها لاستقرار ليبيا ، والوصول الى انتخابات حرة وشفافة ونزيهة ، و لا شك أن كل هذه المسائل ضرورية ، محتاجة الى إمكانيات مالية متوفرة ومجمدة ، وإلى ميزانية جاهزة غير معتمدة – أقولها بصراحة إلى الأطراف الليبية المعنية _ أوقفوا سياسة العبث و التعطيل المستتر ، أوقفوا سياسة استعمال الاستحقاقات كرهينة ، و اسمحوا للناس بأن تعمل ، فنحن ذاهبون و ليبيا باقية – تحملوا مسؤوليتكم التاريخية ليرحمكم الشعب والتاريخ ، و أقول للمجتمعين هنا التزموا بتعهداتكم ، كونوا على الموعد ، ساعدونا على ردع المعرقلين بشكل واضح وتشاوري ومقنع.
وأيضا لأصدقائنا المجتمعين اليوم أقول – نحتاج أن تكونوا مقتنعين أن ليبيا الموحدة المعافاة هي خير صديق لكم ، وهي ستكون شريك أوروبا ، وقلب نابض في العالم العربي ، و صديق طبيعي لدول الحوض المتوسط و الدول الإسلامية ، ودولة مؤسسة وأصيلة في الاتحاد الأفريقي ، مع عمق استراتيجي تاريخي ومتواصل ، وأخ تاريخي للأصدقاء التاريخيون عبر السنين ، و الأصدقاء الأكثر حداثة نريد دعمكم للوصول الى الانتخابات، والى تحصين المسارات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية ، إلى حينه نقول لكم إننا لسنا فاقدي الرشد ، و أن على المجتمع الدولي الاستماع بجد وندية إلى المطالب الليبية الدولية ، واحترام سيادة ليبيا الداخلية ، و مشاركة ليبيا للوصول إلى بر الأمان. (وال – برلين)