بنغازي 6سبتمبر2021(وال)-تنسب في كثير من الأحيان ـ الجرائم المتعددة من مشاجرات وعمليات سطو مسلح، وحالات قتل ، إلى تأثير المخدرات بشتى الأنواع وسيطرتها الكاملة على عقول الشباب والمراهقين، الذين أصبحت تتوافر لديهم الفرص بدون أي جهد في الحصول على أنواع المخدرات التي يريدونها.
وكالة الأنباء الليبية، تحدثت مع المحاضر والمدرب في مجال المخدرات العقيد محمد الكرغلي عن هذه الآفة وقال “إن 90%، من الجرائم مسببها الأول المخدرات، والمؤثرات العقلية وأن البلاد منذ أحداث ثورة 17فبراير، ودخولها في حالة من الفوضى الأمنية، أصبح الحصول على المخدرات وتداولها أمرا منتشرا بشكل واضح، بسبب وقوع الشواطيء والصحراء والحدود البرية الليبية، تحت قبضة عصابات وتجار المخدرات.”
وأوضح أن الخطر الحقيقي الذي تشكله المخدرات الصناعية كالترامادول، والمتداول، أنها تحجب العقل، وأن أول خلية في جسم الإنسان تذهب إليها عند التعاطي هي الذاكرة، فيحدث حجب لعملية الذاكرة وفي هذه اللحظة يفقد المتعاطي عقله وتركيزه؛ ليكون بذلك مستعد للقيام بأي جريمة كانت، فهي شديدة الخطورة وتهدد المجتمع، حيث تجعل الإنسان عنيف جدا عند التعاطي وذو سلوكيات إجرامية خطيرة على نفسه وعلى من حوله.
ضرورة إنشاء مراكز علاجية
يؤكد العقيد “محمد الكرغلي”، على ضرورة إنشاء عدة مراكز ومصحات خاصة فقط بعلاج الإدمان وإعادة التأهيل لما تلعبه من دور هام جدا في مساعدة من كانوا يعانون الإدمان ومساعدتهم على الانخراط في المجتمع من جديد.
حيث نذكر مبادرة، الدكتور “علي الرويعي” رحمة الله، عندما قام بتخصيص جزء من مستشفى النفسية في مدينة بنغازي وتخصيصه لعلاج الإدمان كحل موقت.
وأكد “الكرغلي ” أن الأقراص الطبية المؤثرة عقليا، كانت تدخل للبلاد سابقا بالأعداد القليلة، أما الآن، فإن حوالي 60 مليون قرص تدخل إلى ليبيا سنويا. وقد شددّ “الكرغلي”، على أن البلاد في حال لم تهتم بالشكل العاجل لظاهرة انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية، فإن ليبيا في القريب ، سوف تصبح دولة منتجة ومصدرة للمخدرات.
ومن الجانب النفسي تقول الأخصائية النفسية الدكتورة “سعاد المجبري”، لوكالة الأنباء الليبية_ أن المخدرات العدو الأول للبشرية بصفة عامة ولأبنائنا المراهقين والشباب بصفة خاصة .
وقالت بأن المخدرات أصبحت تتوفر بأنواع وأشكال متباينة، بعدما كانت تقتصر على أنواع محددة.
المسؤولية كبيرة مقسمة للحفاظ على الشباب
تشير المجبري، أن مسؤولية تربية الأبناء وتعليمهم تقع على والديهم بالدرجة، ولا تقتصر المسؤولية على الوالدين وحدهما، بل تتعداها إلى المعلمين والمعلمات والمربين القائمين على رعاية الشباب، وأجهزة مكافحة المخدرات على اختلاف مسؤولياتها.
ويجب أن يتعامل الآباء مع أبناءهم على زيادة وتنمية الوعظ الديني والحس الضميري، وبث وتعزيز القيم الأخلاقية، وتعزيز التفاعل الاجتماعي، وتعويد الأبناء على التوجه السلوكي الصحيح، وعدم إشعارهم بالنقص وضرورة المتابعة المستمرة، والانتباه في بعض الأحيان إلى التغيرات المفاجئة التي تحدث مثل الإهمال في المظهر بشكل واضح ،وتدني في المستوى الدراسي عند المعدل الطبيعي المتعود عليه ونقص الوزن، وكثرة طلب المال.
ونبهت ” المجبري” إلى أنه قد تحدث أضرار صحية ونفسية واجتماعية، وكل ذلك تم ملاحظته من خلال متابعتنا لبعض الحالات في المستشفى، فيجب علينا أن نعي كيف نحمي أبناءنا من أخطار المخدرات ونتمنى السلامة والصحة لشبابنا؛ لأنهم عماد الوطن.
تدارك أزمة قبل فوات الأوان
تروى والدة الشاب (م ، و) البالغ من العمر 25، أنه كان يتعاطى المخدرات بجميع أنواعها وقد بدأ مؤخرا في سرقة أغراض من المنزل، وقام بخلع الأبواب والنوافذ لغرض توفير المادة التي يدمن عليها .
تتابع والدة الشاب أنه أصبح كثيرة المشاكل والعدوانية مع الجيران، وبدأت الأعراض المرضية واضحة عليه، بالإضافة إلى شعوره بالعزلة والانطواء.
تقول والدته أنه وبسبب سوء حالته واضطرابها، أصيب والده بجلطة، وتدهور حالته بسبب قلقه على ابنه وخوفه عليه، وبدأت الرقابة الأسرية تضعف تدريجيا، حيث سببت كثرة افتعاله للمشاكل، قمنا بوضعه في المستشفى للعلاج.
وتقول والدة الشاب، لما بدأنا في العلاج، كان هناك تغيير واضح وتحسن ملحوظ، بداية من تحسن ملامح وجه ابني وانسحاب آثار الادمان منه، عن طريق زيادة الاهتمام بالتغذية، بالإضافة إلى تحسن عملية نومه، وتخلصه من الأرق الدائم، وقد استوعب أخيرا بعد مشاهدت حالته في فترة الإدمان والمصير الذي يكون غالبا نهايته السجن أو الموت أو مستشفى النفسية.
تضيف، حاليا يتردد على الطبيب المعالج لصرف العلاج النفسي، وأن وضعه جيد تحت متابعة الأخصائي النفسي لاستكمال الجلسة العلاجية.(وال ـ بنغازي) ك و
تقرير /مروة نصر ــ فاطمة الورفلي