وادي الكوف 18 سبتمبر 2021 (وال) _ تابعت وكالة الأنباء الليبية آخر التطورات في ما يخص حالة جسر “وادي الكوف” التاريخي، والذي يقع غرب مدينة البيضاء بحوالي 19 كم، ويربط بين مدينتي البيضاء و المرج، ويعتبر أكبر جسر (خرساني) في البلاد، ويبلغ ارتفاع عموديه 160 متراً تقريبا فوق سطح الوادي.
وحول هذا الموضوع قال المهندس المتطوع مع اللجنة المكلفة من الحكومة المؤقتة السابقة” ناصر الورشفاني” لوكالة الأنباء الليبية”: أنه قام بزيارة تطوعية رفقة الدكتور “ياسر مضوة “، لمعاينة جسر وادي الكوف وإلقاء نظرة على فاصل التمدد المتحرك.
ظهور تشققات في الكوابل الرئيسية
وأكد الورشفاني بعد زيارته السابقة ومعاينة حالة الجسر مبدئياً، أنه لاحظ ظهور بعض التشققات في الكوابل الرئيسية في اتجاه البوابة وقام بتصويرها لتوثيقها.
وأضاف الورشفاني أن هذا الأمر يدعو إلى القلق مطالباً الجهات المختصة بوقفة جادة اتجاه هذا الجسر التاريخي على حد وصفه، خصوصاً بعد ماتم إهمال كل التوصيات التي وضعها المهندس” زكريا سعد نتفة” رفقة باقي الفريق المكلف من مصلحة الطرق والجسور منذ عام 2015
وشدد: على ضرورة التحرك والإسراع في معالجة هذه المشكلة قبل أن يستفحل أمرها حيث أكد أن بعد المعاينة التي جرت خلال سنة 2015 لوحظ اتساع فاصل التمدد المتحرك من جديد.
تكليف سابق لدراسة وتقييم الجسر
وتابع أن مصلحة الطرق والجسور التابعة للحكومة المؤقتة السابقة، قامت بتكليف إحدى الشركات الهندسية الإستشارية بإعداد دراسة فنية لتقييم جسر وادي الكوف وتحديد إذا ما كان الجسر يحتاج إلى صيانة واستخدم الفريق المكلف طريقة الفحص البصري المستخدمة من قبل الجمعية الأمريكية لمهندسي الطرق والنقل (2010) AASHTO Bridge Element Inspection Manual.
وأوضح الورشفاني: أن نتائج التقييم خلصت إلى عدة مشاكل يعاني الجسر منها، وهي زيادة اتساع فاصل التمدد المتحرك فحسب الخرائط الأصلية للجسر يبلغ مقدار اتساع هذا الفاصل 10 سم، والآن مقدار اتساعه 16 سم بتاريخ السابع عشر من أكتوبر لسنة 2015 ميلادي والذي أعتبره فريق التقييم ضمن الحدود المقبولة.
مراقبة حالة الجسر
هذا وقد شدد فريق التقييم على ضرورة مراقبة مقدار اتساع الفاصل خلال الفترة القادمة وقياسه خلال فترة مختلفة عند درجات الحرارة القصوى والدنيا، وفي حالة إستمراره بالاتساع يجب إقفال الجسر وعمل صيانة طارئه له.
كما أشار الفريق في تقريره الخاص بتقييم حالة الجسر إلى بعض الأجزاء المفقودة من الغطاء المطاطي لفاصل التمدد المتحرك، مما يسبب إصطدام إطارات المركبات بشكل مباشر بالفاصل، وذلك قد يؤدي إلى حدوث أضرار بالفاصل أو تعرض المركبات للضرر أو قد يتسبب بحدوث حادث سير على الجسر، و بالتالي حدوث أضرار بالجسر إضافة إلى توقف منظومة المراقبة عن العمل.
تأكل طبقة الإسفلت السطحية
ومن ضمن المشاكل التي حذر الفريق منها في تقريره: تأكل طبقة الإسفلت السطحية والتي توجد بها بعض الحفر، فهي تحتاج إلى استبدالها بشكل مستعجل قبل أن تتسبب هذه الحفر في حدوث حوادث سير على الجسر مما قد يعرض سلامة الجسر للخطر.
كما أستغرب الفريق من عدم وجود علامات لتوضح السرعة المحددة للسير على الجسر، وكذلك الحمولة القصوى المسموح بها على الجسر والتي تم تحديدها من قبل الشركة التي قامت بالصيانة السابقة، حيث أن السرعة لا تتجاوز 40 كم ساعة والحمولة القصوى المسموح بها على الجسر 26 طن للمقطورة Trailer و24 طن للشاحنة المفردة Isolated Truck و 12 طن المحور الاحادي Single Axis.
صيانة عاجلة للجسر
وقد أوصت الدراسة بأن تتم صيانة عاجلة للجسر تشمل صيانة وإعادة تركيب الغطاء المطاطي للفاصل المتحرك، وتركيب علامات على طرفي الجسر تمنع حركة المرور الثقيل على الجسر، إضافة إلى تركيب علامات على طرفي الجسر تحدد السرعة القصوى للحركة على الجسر وهي 40كم/ ساعة، و إعادة تركيب جهاز الحاسوب على منظومة المراقبة وتسجيل بيانات أجهزة المراقبة بشكل دوري ومراقبة اتساع فاصل التمدد المتحرك، وفي حالة استمرار اتساع الفاصل يجب إقفال الجسر.
ومن ضمن التوصيات التي حث الفريق على جعلها في الإعتبار إزالة المطبات الموجودة على الطرف الشرقي للجسر على أن يتم التفتيش على طرفي الجسر، بحيث يتم تفتيش المركبات القادمة من الشرق على الجانب الشرقي للجسر والمركبات القادمة من الغرب على الجانب الغربي للجسر، لمنع مرور الشاحنات، وكذلك لمنع وقف السيارات على الجسر.
كما أوصى المهندسين بصيانة سطح الرصف بإصلاح الحفر الموجودة في طبقة الرصف الإسفلتي، بالإضافة إلى أن تتم عملية الفحص بشكل دوري على الأقل كل 3 سنوات كما هو متبع في معظم الدول لنفس هذا النوع من المنشآت
يُذكر أن جسر وادي الكوف يحتل المرتبة الثانية كأعلى جسر في أفريقيا بعد جسر “بلوكرانس” في جنوب أفريقيا، حيث قام بتصميم الجسر المهندس والمعماري الإيطالي “ريكاردو موراندي” و يبلغ الطول الإجمالي للجسر المعلق الخالي من الدعائم نحو 447 متراً فيما، يبلغ طوله الرئيسي 282 متراً وهو باتجاهين وعرضه 2 × 97 متر وعند الإنتهاء منه حوى هذا الجسر أطول كابل شد خرساني في العالم.
و يُشار الى أن الشركة التي فازت بعطاء إنشائه هي شركة “كونسترتسيوني ستراداليتا تشيفيلي” المساهمة أو سي. إس. سي. وذلك بمبلغ بلغ 1,600,000 جنيه ليبي (نحو 5,300,000 دولار). واستمر العمل في إنشائه بين عامي 1965 و 1971. (وال _ وادي الكوف)
تقرير: عبدالسلام المشيطي