الدار البيضاء 27 سبتمبر 2021 (وال) صدر حديثًا عن دار الفاصلة للنشر كتاب بعنوان “على خطى بازوليني.. شهيد السينما والفكر”، من تأليف الدكتور معزوز عبد العلي، أستاذ الفلسفة والجماليات في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، ويقع في 200 صفحة.
والكتاب عبارة عن دراسة مونوغرافية حول باولو بازوليني، السينمائي الإيطالي الشهير من زوايا نظر متعددة: سينمائية وشعرية وروائية وسياسية.
ومما كتبه المؤلف في تقديم الكتاب: نَدُرتْ، إنْ لَمْ نَقُلْ شَحَّتْ، الكتابات عن السينمائي والروائي والمفكر بازوليني باللسان العربي.
أما إذا بحثنا عن المبررات فلا نعدم العثور عليها في جرأة وجسارة أفلامه وكتابته ورواياته وأشعاره إلى الحدِّ الذي يتعدَّى التَّصور، أو يتجاوز التمثُّل.
مثَّلتْ أفلامه تحدِّيًا قويًا للقواعد البصرية السينمائية السائدة، وتمرُّدًا على الرموز البصرية المُتواضَع عليها.
ما دواعي الكتابة عنْ سينمائي استثنائي أسال كثيرًا من المداد في إطار الثقافة السينمائية المُعاصرة، ولم يَكَد يُكتب عنه في لغة الضَّاد سوى ما تفرق من مقالات؟ ثمة حاجة مُلِحَّة إلى بازوليني، ليس فقط لأنه علامة فارقة في تاريخ السينما الأوروبية والعالمية، وإنما لأنه، أيضًا، اقترح رؤية جديدة للسينما، وصاغ مفهومًا مُبتَدَعًا للإخراج السينمائي.
ليس هذا وحسب، وإنما أعاد في أفلامه وكتاباته ابتكار مفاهيم من قبيل المقدس والجسد، وأعاد النظر نقديًا في مفهوم السلطة وروح الفاشية.
وأضاف المؤلف: ألَّفْتُ هذا الكتاب منذ البداية بِنِيَّةِ هَنْدَسَتِهِ على أن يكون مُؤَلَّفًا متماسك البُنْيَانِ، وليس فقط تجميع مقالاتٍ مُتفَرِّقةٍ من أجل تحقيق ما سعيْتُ له من وحدة الموضوع وانسجام الإشكاليات.
واحتوى كلُّ فَصْلٍ على مَلْمَحٍ من فكر بازوليني، وعلى جانب من جوانب شخصيته الفكرية والإبداعية، منها كاتب السيناريو، والمُنَظِّر، والمُخْرِج، والروائي، والشاعر، والمُساجِلِ السياسي، والمُشاكس المثقف، أو كما وصَفَهُ صديقُهُ ألبيرتو مورافيا بالشاعر المدني.
كما احتوى الكتاب بين دَفَّتَيْهِ مقاربات فلسفية وإستتيقية ونقدية وسينمائية جمالية لِأفلامه ـ وكُلُنا يعلم كَمْ هي غنية هذه الفيلموغرافية ـ مبيِّنًا جِدَّتها وطرافة إبداعها.
لم أكتف بذلك، بل تطرقت إلى جوانب غفلنا عنها، مثل شعره وقصائده ورواياته التي نالت شهرة واسعة في حياته وبعد مماته، والتي خَصَّصْتُ لها فصولًا كاملة.
إن ما أقترحه في هذا الكتاب هو: مونوغرافية (Monographie) مُتكاملة لفكره متعدد التَّجَلِّيات ومتنوِّع الأشكال.
ولعلَّ ما جذبني إلى بازوليني روح التَّمرُّد التي اتَّسمت بها شخصيته، وإصراره وعدم تنازله عن أفكاره، ودفاعه عن مبادئه مهما كلَّفَهُ ذلك من ثمن.
كما أَملْتُ من وراء تأليف هذا الكتاب تعريب معجمه اللغوي والسينمائي والشعري، وتطويع اللغة العربية لاستقبال مضامينه المعاصرة، من تقنيات سينمائية، ومفاهيم فلسفية، ومصطلحات جمالية (وال ـ الدار البيضاء) ح م / ك و