البيضاء 26 أكتوبر 2021 (وال)- أصدرت اللجنة العليا للإفتاء بدولة ليبيا اليوم الثلاثاء، بيانًا بشأن توقيع مذكرة تفاهم في المساواة بين الرجل والمرأة.
وقالت اللجنة – في بيان – جاء فيه:
“تابعت اللجنة العليا للإفتاء بدولة ليبيا ما انتشر من أخبار حول توقيع الحكومة الليبية مع هيئة الأمم المتحدة؛ على مذكرة تفاهم بشأن تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، وما أشيع وأذيع عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، والتي تضمنت العديد من المخالفات الجسيمة المصادمة لأصول ديننا الإسلامي الحنيف، والتي تخدش الحياء وتنزع الحشمة ولباس الفضيلة ورداء العفاف عن المرأة المسلمة التي أعزها الله بالإسلام وشرّفها وصانها وأكرمها غاية الإكرام”.
وتابع البيان: “إن ما نُسب لهذه المذكرة من مخالفات شرعية، إذا اعتقدها المسلم أو أقرها خرج عن دائرة الإسلام عياذا بالله ومن أبرزها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
- الدعوة إلى حرية اختيار الجنس (ذكر أو أنثى)، والله جل وعلا ذكر في كتابه أن الشيطان قال: {لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ ولأمرنهم فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ ولأمرنهم فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}.
- الدعوة إلى زواج المثليين (الرجل من الرجل والمرأة من المرأة)، والله عز وجل يقول: (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ).
- الدعوة إلى الحرية الجنسية (الزنا)، والله جل وعلا يقول: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).
- الدعوة إلى مصاحبة النساء للرجال واتخاذهم أخداناً، والله جل وعلا يقول: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ).
- الدعوة إلى التبرج والسفور ونزع الحجاب، والله جل وعلا يقول: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا).
- إسقاط ولاية الرجل وقوامته على المرأة، والله جل وعلا يقول: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ).
- نسبة الأبناء لأمهاتهم، والله جل وعلا يقول: (ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ).
- المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، والله جل وعلا يقول: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ).
- الدعوة إلى إبطال العدة والرضاع والنفقة وأحكام الطلاق والرجعة وغيرها من الأحكام الشرعية مساواة منهم بين المرأة والرجل، والله عز وجل يقول: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى)، والنصوص والأدلة كثيرة لا يسع المقام لذكرها.
إن ما ذكر آنفًا من تلك المخالفات المصادمة لصريح النصوص القرآنية وصحيح السنة النبوية وإجماع الأمة، إذا اعتقدها المسلم أو أقرها أو دعا إليها يخرج من دائرة الإسلام والإيمان، والله جل وعلا يقول: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)، ويقول سبحانه: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، ويقول سبحانه: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا).
واللجنة العليا للإفتاء إذ تبين هذا فإنها تُحذر الليبيين حكومة وشعبًا، رؤساء ومرؤوسين؛ من خطر الانجرار خلف الدعوات الكفرية التي تسعى لهدم الإسلام ونشر الرذيلة والانحلال والتفسخ الأخلاقي والتفكك الأسري بدعوى الحرية والعدل زعموا!!.
ودعت اللجنة الموقعين على هذه المذكرة إلى سحب التصديق عليها، وعدم الانضمام إليها والبراءة منها، وإعلان ذلك في وسائل الإعلام الرسمية بالدولة، وليعلموا أن عزهم ونصرهم إنما يكون بتمسكهم بدينهم القويم، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله)، سائلين الله جل وعلا أن يحفظ علينا ديننا وعقيدتنا وأخلاقنا، كما نسأله سبحانه أن يكتب لنا الأمن والأمان والسلامة والاطمئنان في ربوع بلادنا الحبيبة، وأن يوفق ولاة أمورنا للعمل بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة رضي الله عنهم. (وال) إ م