طرابلس 17 نوفمبر 2021م (وال) ـ أجرت وكالة الانباء الليبية اليوم الأربعاء مقابلة حصرية مع سفير الولايات المتحدة الأمريكية والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لدى ليبيا ” ريتشارد نورلاند” تحدث خلالها عن الانتخابات المزمع إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل ، والمعوقات التي تواجهها ، والمساعدة التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة لليبيين لإنجاز هذا الاستحقاق وإخراج البلاد من الأزمة التي تمر بها.
وقال السفير “نورلاند” في المقابلة الصحفية ، إن العملية السياسية في ليبيا تشهد تقدما إلى الأمام ، وإن المرحلة القادمة هي الانتخابات التي يتعين على الليبيين أن يقرروها ويضعوا شروطها.
وأضاف السفير الأمريكي أن موقف بلاده هو العمل على ضمان سلامة العملية الانتخابية بالشكل الذي يدفعها للسير قدما ، وبأن يكون هناك موقف واضح بشأن أولئك الذين يثيرون العنف أو يمنعون الناس من التصويت بأنهم سيدفعون الثمن ، مشددا على أن نزاهة العملية الانتخابية سيضمن للناس أن تكون هناك نتائج طيبة لليبيا.
وأبدى “نورلاند” تفهمه بشأن المخاوف حول بعض المرشحين للانتخابات الرئاسية والجدل الذي يدور حولهم ، مؤكدا أن بلاده تؤيد إجراء الانتخابات دون أي إقصاء.
وتابع قائلا “نحن على علم بجهود التشويه والتضليل لتوظيف الفضاء الإعلامي لجعل البيئة الانتخابية أكثر صعوبة واستغلال البيئة الانتخابية”، مشيرا إلى أن بلاده ستقوم بدعم الجهود من أجل جلب مراقبين دوليين ليتسنى لهم مراقبة العملية الانتخابية.
واستطرد “نورلاند” قائلا إنه منذ وقت ليس بالبعيد تعرضت مدينة طرابلس للقصف ، وكانت هناك صراعات حقيقية ، ونحن الآن في مرحلة حيث إن هناك عملية سياسية تتقدم إلى الامام ، والمرحلة القادمة هي الانتخابات” ، مضيفا أنها “السنة الثالثة التي أقضيها كسفير للولايات المتحدة في ليبيا ، ولم أظن خلال السنتين الماضيتين أننا سنصل إلى مرحلة يمكننا فيها الحديث ، ليس حول متى وما إذا كنا سنقوم بإجراء الانتخابات ، ولكن كيف سنجري هذه الانتخابات”.
وبيّن السفير الأمريكي في مقابلته مع ( وال) أنه تحدث اليوم مع رئيس المفوضية الوطنية للانتخابات “عماد السائح” حول موضوع الإعداد الفني الذي يشهد تقدما مضطردا وبشكل مهني، كما عقد ما يشبه ندوة للمرشحين نظمتها إحدى المنظمات غير الحكومية لصالح مكتب ليبيا لوزارة الخارجية ، حيث تحدثوا عن آرائهم حول العملية الانتخابية.
وتابع “نورلاند” قائلا إنه يتحين الفرصة للحديث مع المرشحين والاستماع إلى آرائهم حتى يتسنى لليبيين الاستماع إلى آرائهم وأولوياتهم لخدمة ليبيا ، وكيف سيقودون البلاد في الاتجاه الصحيح وبناء مستقبل أفضل لكل الليبيين ، لافتا إلى أنه استمع إلى بعض المرشحين الأذكياء ، وكان بينهم امرأة ، وهي أول مرشحة من النساء لمنصب رئيس الدولة ، وأن هؤلاء المرشحين تعهدوا بأنهم سيدعمون نزاهة العملية الانتخابية وسيحترمون نتائجها ، مؤكدا على أنه بغض النظر عن الفائزين والخاسرين في الانتخابات هناك اتفاق بأن مصلحة ليبيا والليبيين هي الأولى ،معتبرا أن كل المؤشرات تدل على أن هذه العملية يمكن أن تمضي قدما .
وحول تأمين العملية الانتخابية ، قال “نورلاند” إن من المهام الرئيسة لحكومة الوحدة الوطنية هي تمهيد الطريق لإجراء انتخابات ناجحة ، وإن على الحكومة ووزارة الداخلية مسؤولية كبيرة في تأمين الانتخابات ، ولذلك عندما نسمع بمراكز انتخابية قد تم قفلها فإننا نتوقع من الحكومة أن تقوم بشيء حيال ذلك .
وأكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية ومبعوثها الى ليبيا ” ريتشارد نورلاند ” على الدور الهام لحكومة الوحدة الوطنية ووزارة الداخلية في تأمين الانتخابات وتمكين الناخبين من الوصول إلى مراكز الاقتراع ونزاهة الانتخابات ، مشيرا الى أن المراقبين الدوليين سيلعبون دورا مهما جدا فيها ، لافتا إلى أن هناك مؤشرات على أن ألفين أو ثلاثة آلاف من المراقبين الليبيين على الأقل سيكون لهم دور مهم ، إضافة الى مراقبين من الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي و”مركز كارتر” في الولايات المتحدة ، وكلهم أعربوا عن رغبتهم في إرسال مراقبين للانتخابات في ليبيا .
وأوضح أن من المظاهر الهامة هو وجود مراقبين دوليين قبل بداية الانتخابات ، بالإضافة إلى مراقبة الفضاء الاعلامي والأعمال التي يقوم بها البعض لتخويف الناس وإحداث بلبلة وتشويش ، وإرسال رسائل بأن الخطوات المختلفة ستؤدي إلى إحداث أزمة ، وهناك أشخاص مصممون على استغلال الفضاء الإعلامي.
ونبه السفير ” نورلاند ” إلى أهمية التركيز على الفضاء الاعلامي ، داعيا المواطنين الليبيين عند مشاهدتهم لما ينشر على قنوات التواصل الاجتماعي التوقف والتأمل والقيام ببعض التحليلات ، والتي سيدركون بعدها أن هؤلاء يحاولون استغلالهم للإبقاء على استمرار عدم الاستقرار في ليبيا ، مؤكدا أن مصلحة الولايات المتحدة والمجموعة الدولية هي في رؤية ليبيا ناجحة ومستقرة.
وأعرب السفير الامريكي عن اهتمام بلاده بدعم جهود التأمين السيبراني للانتخابات ، لأن هناك من يحاول استغلال الفضاء الاعلامي ، وإنه من واجب المواطنين الليبيين التحلي بالمسؤولية في معالجة المعلومات التي يتلقونها ، وعدم السماح بأن يتم استغلالهم من هؤلاء.
وأشار السفير الامريكي خلال المقابلة الى أن ما سمعه اليوم من عدد من المترشحين شيء جميل لقيامهم بخطوات شجاعة ودخولهم إلى العملية السياسية ، وما سيصاحبها من تحديات لهم .
وقال إن هؤلاء المترشحين كانت لديهم آراء صريحة حول العملية الانتخابية ، ولدينا إحساس بأنه في المرة القادمة التي سنتقابل فيها معهم وآخرين سيكون بمقدورنا أن نسمع آراء مشجعة فيما يخص ليبيا ومستقبلها وأولوياتهم بالنسبة للاقتصاد والسياسة الخارجية.
واختتم السفير الأمريكي مقابلته مع (وال) بالتأكيد على أن العملية السياسية التي تجري في ليبيا حاليا والاستعدادات للانتخابات لا تتعلق بالمجموعة الدولية ولا بالدبلوماسيين ، بل تهم الشعب الليبي الذي ستتيح له الفرصة للتعبير عن رأيه ، معربا عن الأمل في أن تجرى العملية الانتخابية ويقوم خلالها الليبيون بالاستماع إلى كل المرشحين ، وباتخاذ قراراتهم بانتخاب من يريدون ، واستبعاد من لا يريدونه، وعدم السماح بأن يتم استغلالهم من قبل أولئك الذين يحاولون تخريب العملية الانتخابية.(وال – طرابلس)