بنغازي 21 ديسمبر 2021 (وال) _ يعتبر العمل التطوعي وخدمة وتنمية المجتمع من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي، ويكتسب العمل التطوعي أهمية متزايدة يوماً بعد يوم، فهناك قاعدة مسلم بها مفادها أن الحكومات، سواء في البلدان المتقدمة أو النامية، لم تعد قادرة على سد احتياجات أفرادها ومجتمعاتها.
ومع تعقد الظروف الحياتية ازدادت الإحتياجات الاجتماعية وأصبحت في تغيّر مستمر، ولذلك كان لا بد من وجود جهة أخرى موازية للجهات الحكومية تقوم بملء المجال العام، وتكمّل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الإحتياجات الاجتماعية.
فمن أهم وأقدم هذه الجهات في ليبيا، الحركة العامة للكشافة والمرشدات، حيث شهد العمل التطوعي في الحركة الكشفية عدّة تغيّرات وتطورات في مفهومه ووسائله ومرتكزاته، وذلك بفعل التغيرات التي تحدث في الاحتياجات الاجتماعية والإنسانية عل حد سواء.
فبعد أن كان الهدف الأساسي هو تقديم الرعاية والخدمة للمجتمع وفئاته، أصبح الهدف الآن تغيير وتنمية المجتمع، وبالطبع يتوقف نجاح تحقيق الهدف على صدق وجديّة العمل الاجتماعي وعلى رغبة أبناء الحركة الكشفية في إحداث التغيير والتنمية بالمجتمع.
ولعلى من أبرز واخر الأنشطة التي تشارك فيها الكشافة وبالأخص لجنة خدمة وتنمية المجتمع، هي حملة التطعيمات المقامة في مدينة بنغازي بمجمع سليمان الضراط.
ويشار إلى أن لجنة خدمة وتنمية المجتمع كان لها دورا فعال ومهم منذ بدء جائحة كورونا، وتم إطلاق عدة خدمات توعوية وتثقيفية وصحية ودعم نفسي أيضا من أجل أهالي بنغازي.
بخصوص مشاركة مرشدات مفوضية بنغازي والمتمثلة في لجنة خدمة وتنمية المجتمع كان _ لوكالة الأنباء الليبية _ حوار خاص مع القائدة حنان القرش، قائدة البرنامج لتطلعنا على آخر مستجدات الحملة.
البداية والإنطلاقة
قالت القائدة حنان القرش قائدة حملة التطعيمات: أن البداية كانت باجتماع مع وزارة الصحة، طرح خلاله انطلاق حملة للتطعيمات على مستوى ليبيا، وطلب من مفوضية كشاف ومرشدات بنغازي المشاركة لتنظيم وترتيب آلية سير عمل الحملة, وأن المرشدات عليهن مسؤولية النساء فقط في حين تكفل الكشافين بالرجال.
وتابعت: انطلقت الحملة فعليا يوم 25_8_2021 ومستمر إلى أواخر شهر ديسمبر من العام الجاري، وقابلة للتمديد في حال استمرار الحملة، والمستهدفين في الحملة من متطوعين الحركة الكشفية.
وأوضحت القرش أن المشاركة في الحملة كانت متاحة للجميع من منتسبات الحركة الكشفية، ولكن بآلية تنظيمية وتوزيع معين، حيث تم استهداف قائدات من مفوضية مرشدات بنغازي إضافة إلى حلقة الدليلات، وتم تكوين طلائع للعمل لفترتين, فترة صباحية من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 1 ظهرا والفترة المسائية من الساعة 1 ظهرا وحتى الساعة6 مساء.
الاقبال المجتمعي
ذكرت القرش أن إقبال المواطنين جيد جداً وبمختلف الفئات العمرية، خاصة بعد توفر الجرعة الثانية مشيرة إلى أن قد يصل إلى ألف مواطنة يومياً تتلقى اللقاح ( هذا في الجزء المخصص للنساء فقط )، ناهيك عن أقسام الرجال, مشيدة بالوعي المجتمعي العالي لافراد الشعب الليبي.
وتابعت: أن في مطلع ديسمبر بدأ استهداف فئة عمرية جديدة، وهي من 12 عام فما فوق لتلقي اللقاح وهذا مازاد الإقبال على مركز التطيعم، مشيرة إلى أن التطعيمات واللقاح المتوفر حاليا،
وبالنسبة لتطعيم سينوفاك تعطى في حال مرور ستة أشهر أو أكثر من تلقي الجرعة الأولى.
وبينت القرش أنه يتم بالمركز إعطاء التطعيمات التالية: (تطعيم سينوفارم جرعة أولى وثانية، تطعيم استرازينيكا جرعة ثانية، ويتم أيضا إعطاء استرازينيكا كجرعة ثانية لمن تلقوا الجرعة الأولى من لقاح سـبوتنيك الروسي وأتموا ثلاثة أشهر أو أكثر).
وسام رسل السلام
وقالت القرش (أن عدد المتطوعات من الدليلات قرابة 65 دليلة، إضافة إلى 15 قائدة تقريباً وعدد من الرائدات, مستمرات بشكل دائم منذ بداية انطلاقة الحملة، وأن مفوضية مرشدات بنغازي ستشرع في خطوتها التالية، في تقديم وسام رسل السلام للمتطوعات ،وهو وسام عالمي من أهم شروطه أن تقضي المنتسبة 10 ساعة تطوع، وأن المشاركات في حملة التطعيمات من مفوضية بنغازي وصلن وتجاوزن 100 ساعة تطوع بحسب ما صرحت به قائدة الحملة).
تقرير: حواء سعد