بنغازي 04 يناير 2022 (وال) -ظهر فيروس كورونا كأخطر أنواع الفيروسات التي عرفتها البشرية، وأصبح العالم في هلع كبير كونه الأسرع انتشارا والأكثر فتكا، نتيجة لمتحوراته المتسارعة التي تزداد معها خطورته.
وأخر تلك المتحورات، والتي سجلت من خلاله أول إصابة بسلالة “B.1.1.529″، التي أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية لاحقا اسم “أو ميكرون”، كان في بوتسوانا يوم 11 نوفمبر2021، لدى مواطن من جنوب أفريقيا، ثم تم رصد العدد الأكبر من المرضى.
-سرعة الانتشار
أكدت منظمة الصحة العالمية أن سلالة “أو ميكرون” من فيروس كورونا تنتشر بشكل أسرع من سابقاتها، وتحمل هذه النسخة عددا قياسيا من المتحورات حيث يبلغ ( 50) طفرة، بما في ذلك أكثر من ( 30 ) طفرة في بروتين سبايك، الذي يتسلل من خلاله الفيروس إلى جسد الإنسان، وسط مخاوف واسعة من أن هذه السلالة، التي صنفتها منظمة الصحة العالمية “بالمثيرة للقلق”، وأكثر عدوى من سابقاتها وقادرة على مقاومة اللقاحات، حيث تبلغ فترة حضانة متحور ألفا نحو (4 إلى 5 ) أيام، ومتحور “دلتا” (4) أيام، لكن فترة حضانة “أوميكرون” قد لا تتجاوز ( 3 ) أيام.
كما ذكر العلماء في علم الأوبئة، أن فترة الحضانة تلعب دورا حاسما في مدى انتشار سلالات فيروس كورونا المتحورة، فكلما كانت فترة الحضانة أقصر، أصبح الشخص معديا أكثر، وتفشى المرض بشكل أسرع.
-المتحور “أو ميكرون” صورة جديدة ومقاومة أكبر
_ وكالة الأنباء الليبية _ كانت متابعة لهذا المتحور من حيث الفرق بينه وبين فيروس كورونا من حيث الأعراض والعدوى؟
وهل اللقاحات التي تم إعطاؤها للمواطنين لها فاعلية في مجابهة هذا المتحور؟ وما أكثر الفئات العمرية التي يصيبها كما يشاع بأنه يصيب الشباب والأطفال؟ ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطورة هذا المتحور؟
حول كل هذه التساؤلات صرحت رئيس قسم الإيواء ببرج الأمل الدكتورة نجلاء الصور (لوال):”بداية حول الفرق بين فيروس كورونا و”أو ميكرون”، قالت “كلاهما واحد، لأنه “أو ميكرون” متحور من متحورات كورونا، كما أن كورونا كانت لها متحورات أخرى، منها “ألفا” و”بيتا” و”دلتا”، و “أو ميكرون” أحداها، وهناك متحورات أخرى لكنها ليست بأهمية تلك المتحورات”.
وتابعت: أما أعراضه نفس أعراض الإنفلونزا، وهو أخر متحور، والإصابة به ليست خطيرة، لأن كل المصابين به كانت إصابتهم تشبه الانفلونزا العادية، ولا توجد إصابة وصلت للرئة أو دخلت للعناية، لأن فيروس هذا المتحور يصل للحلق ويتوقف، حيث حدث تحور في البروتين الخاص به جعلته أقل خطورة، ولكن تكمن خطورته في سرعة انتشاره، وهو أكثر المتحورات انتشارا للأن ولا يوجد متحور كسرعته.
وأضافت وجد أن كل ثلاثة أيام تتضاعف به الإصابات، وهنا الخطورة تكون، فعندما يصاب به عدد كبير من الناس، رغم أن الإصابة خفيفة بالنسبة للأشخاص ذوي المناعة الجيدة.
لكن لو أصيب ألف شخص، وكان من بينهم (300) شخص مناعتهم ضعيفة، فإنهم يتعرضون لمضاعفات خطيرة، وقد يدخلون المستشفى، ويؤدي بهم إلى الوفاة.
-اللقاحات و “أو ميكرون”
من حيث تأثير اللقاحات التي تم أخذها ذكرت الصور أن أغلبها قلت فاعليتها مع “أو ميكرون”، فاللقاحات التي كانت تعطي نسبة حماية ( 80% ) تقريبا، مع هذا المتحور وصلت حمايتها ( 30 %)، لذا اعتمدت جرعة ثالثة، بصرف النظر عن الجرعات السابقة التي أخذت، ويفضل أخذ لقاح فايزر أو مودرنا، حسب التوصيات الأمريكية والبريطانية، ونحن لدينا فايزر، ولم يصلنا مودرنا .
–الفئات العمرية المعرضة للمتحور
أما الفئات العمرية تقول الصور: يصيب الجميع، وليس مقتصرا على الأطفال والشباب، أو فئات عمرية معينة، مثلما حدث مع “دلتا”، أصيب بها الأطفال ومازالت موجودة.
وتنوه بأن الإصابات الموجودة حاليا ليست جميعها “أو ميكرون”، توجد “دلتا” أيضا وهي خطيرة جدا، وأدخلت الكثير من الأشخاص إلى المستشفى، وبالتالي فإن الإصابات الجديدة بكورونا احتمال تكون “أوميكرون ” أو تكون “دلتا”.
-التطعيمات التعزيزية
و عن التطعيمات التعزيزية، ذكرت: نتيجة التحور في الفيروس، كانت كفاءتها ( 80 و90 %)، نقصت فاعليتها، مع المتحور والجرعة التعزيزية تهدف إلى رفع نسبة الوقاية وفاعلية التطعيم، وبالتالي فأن الفيروس كلما تحور يحاول التغلب على الجسم، وعلى الأجسام المضادة التي تحصل عليها، سواء بإصابة سابقة أو بالتطعيم، وهذا سلوك الفيروسات عامة كفيروس الإنفلونزا، الذي تؤخذ له تطعيمات سنوية، بسبب تغير الفيروس وتحوره.
وأكملت: التحور الأخير لفيروس كورونا من ألطاف الله، لأنه لم يعد يستطيع الدخول إلى الرئتين، نتيجة لتغير البروتين الخارجي له، وأصبح يتواجد فقط في الأنف والحنجرة، وأعراضه كما ذكرت تشبه الإنفلونزا العادية سيلان وتغير في الصوت، واختفت أعراض فقدان الشم والتذوق، التي كانت في المتحورات السابقة.
وأشارت إلى أنه لو تمكن الفيروس ودخل الرئة سيكون “دلتا” وليس “أو ميكرون”، وعندما تسوء الحالة سيكون لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، كمصابي الإيدز، ومرضى الكلى، ومن يتلقون العلاج الكيمائي للسرطان، وهنا فإن الجرعة التعزيزية مع وجود مناعة جيدة، تعد مهمة جدا للوقاية من “أو ميكرون”.
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة، سجلت أمس الإثنين، مليون إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، في حصيلة قياسية غير مسبوقة بالبلاد، كما شهدت فرنسا وبريطانيا وتركيا ارتفاعا في أعداد المصابين.(وال بنغازي)
تقرير: سليمة الخفيفي