ورفع المشاركون عدة شعارات مناهضة للانقلاب، مثل “الشعب يريد العودة للدستور”، و”الدستور خط أحمر”، و”لا لتطويع القضاء”، و”متمسكون بحق رضا بوزيان”، و”دعم الحرية واجب”.
وقال عضو مبادرة “مواطنون ضد الانقلاب” الأمين البوعزيزي، في تصريح لمصادر صحفية، إن حراك المبادرة كسر حاجز الخوف وكذّب مقولة التفويض الشعبي، كما كذب نقاد الحراك وكل من اعتبره حراكا نخبويا يحمل مطالب حقوقية ويدافع عن الحريات الديمقراطية فقط، مبينا أن “الملف الاجتماعي حاضر وبقوة ويتمظهر في الجهات، وبالتالي التوجه للجهات هو ترجمة بأن الحراك في جوهره اجتماعي وليس نخبويا”.
وأكد أن الملف الاجتماعي لا يحل بالانقلابات، مدللا على ذلك بزيادة الأوضاع سوءا بعد مضي (6) أشهر على قرارات 25 يوليو، إذ إن “عددا كبيرا من التونسيين عاجزون عن الحصول على أجورهم ولا يجدون العديد من المواد الأساسية”.
وأضاف البوعزيزي أن وصول “مواطنون ضد الانقلاب” إلى قابس يحمل رسالتين، الأولى أن الحراك في جوهره اجتماعي، وأن المبادرة لم تعد فقط في العاصمة، أما الرسالة الثانية، فهي دليل على أن الحراك ليس نخبويا لا في مطالبه ولا في مكانه، مشيرا إلى أن “اختيار قابس التونسية يأتي باعتبارها مكاناً رمزياً فقط ونقطة رابطة بين مناطق الجنوب، ولأنها تجمع عديد المدن، وهو جزء من تحرك يضم توزر وصفاقس وقبلي ودوز”.
وقال البوعزيزي إن “هذا التحرك سينتقل إلى الشمال أيضا، وقد نجده في بنزرت أو الشمال الغربي”، وأكد أن “السطو على البرلمان والدستور عزل البلاد دوليا ومحليا، وأن هناك شبه إجماع على عدم التعامل مع حكومة غير شرعية وبلد ليس فيه برلمان”.
وقال المتحدث “كل شيء معطل، وسلطة الانقلاب لا تقول ذلك للناس، فالمنقلب عزل تونس، حتى المؤسسات عاجزة عن اتخاذ القرار؛ وبالتالي، هناك حالة شلل”، مؤكدًا أن العودة للديمقراطية تعني عودة الآمال إلى مؤسسات الدولة التي تمكن التونسيين من استئناف حياتهم المعطلة.
من جهته، قال القيادي في “مواطنون ضد الانقلاب” نور الدين الغيلوفي، في كلمة توجه بها للمحتجين، إن “الشعب التونسي الذي طرد الرئيس المخلوع بن علي لا يمكن أن يصبر على منقلب تسلل مستغلا أوجاع الشعب من خلال الخلافات، ليسطو على الأحلام والأمال”، مضيفا أن “الانقلاب سيسقط المنقلب عبث بكل شيء واختطف كل شيء، وجند أي شيء وجده، حتى الأزمة الصحية، لتتحول اللجنة العلمية إلى لجنة سياسية تطارد الحريات”.
بدورها، قالت عضو “مواطنون ضد الانقلاب” المحامية مبروكة الزيدي إن الشوارع تجمع المتظاهرين مجددا، مضيفة في كلمة لها أمام المحتجين “سنكون بالمرصاد للمنقلب حتى لا يعبث بمؤسسات الدولة”، فيما أشارت إلى أن الحراك اليوم يأتي إحياء للذكرى الثامنة للمصادقة على الدستور، وبهدف التضامن مع المجلس الأعلى للقضاء الذي يحاول قيس سعيّد استهدافه.
وقال العميد السابق للمحامين عبد الرزاق الكيلاني إن الدستور الضامن لكل الحقوق والحريات، والذي جاء بنظام ديمقراطي، بات اليوم مهددًا، مشيرًا إلى أن” رئيس الانقلاب يريد السطو على كل السلطات التنفيذية والتشريعية القضائية”.
وأضاف الكيلاني أن “بن علي المستبد استعمل القضاء سابقا لتكريس منظومته الفاسدة والمستبدة، ولكن لن يسمح اليوم بذلك، وسيتم التصدي للمنقلب والدفاع عن المكاسب التي تحققت”.(وال قابي) س خ.