دمشق 10 فبراير 2022 (وال) -صدر حديثا عن وزارة الثقافة السورية، الهيئة العامة للكتاب للناقد أنور محمد كتاب “جدل الصوت والصورة في الدراما التلفزيونية السورية”.
ومما جاء في مقدمته: كثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية السورية، أو التي صنعها مخرجون أو كتاب أو ممثلون أو فنيون سوريون، كانت مساراتها الفكرية على غاية من النبالة والفروسية مثل: خان الحرير، أخوة التراب، باب الحديد، سيرة آل الجلالي، هولاكو، الزير سالم، عائد إلى حيفا، التغريبة الفلسطينية، وغيرها.
أعمال عبرت عن حماسة حقيقية للحياة، وليس عن حماسة مبتذلة كما في غيرها من المسلسلات العربية التي تقوم بنيتها وصراعها على حبكة فيها قسوة ووحشية تحركها بواعث عاطفية فردية.
مسلسلات تعمل على تجريد، نزع، تهديم جدار الصلابة النفسي (الروحي والأدبي) للإنسان العربي تجاه قضاياه الوطنية والقومية بحجة أن السياسة تتعارض مع الفن، أو أن الجمال لا يلتقي مع السياسة، بل هما على تضاد، في حالة نزاع، حالة صراع يجب الفصل بينهما، لأن السياسة تحرض على العنف، تغذي الشهوة على اقتراف أفعال الاغتصاب والانتقام، وربما تخلق، تدفع للتطرف تمغنطنا، نتمغنط، فيمتزج الخيالي بالواقعي، ونصير إرهابيين.
هي مؤامرة؟ أم هي على حد تعبير أميركا إمبراطورة العالم الجديد: حرب على الشر العام-حرب على الإرهاب؟ طبعا ليس المطلوب من الدراما السورية أن تشن حربا على الإرهاب، بل المطلوب وحتى ترضي الرقابات أن تكف عن أن تكون مروجة للإرهاب، مروجة لحب الوطن، لحب الأمة، لحب فعل الخير ونشره، وبهذا الورع، بهذا القدر من التشويق، بهذا الإحساس والإخلاص لقيم الحق والجمال.
التي سبق ورأيناها في أعمال لهيثم حقي، ونجدت أنزور، وحاتم علي، وباسل الخطيب، وسمير حسين، الذين ما زالوا يمثلون عجلة القوة في الدراما السورية، والذين سنمر على أعمالهم في هذا الكتاب، والذي قسمناه إلى قسمين: الأول تناولنا فيه بعض النماذج من المسلسلات السورية التي أثارت قضايا اجتماعية تاريخية وسياسية، فيما القسم الثاني كان قراءة لقيم القبح والجمال في هذه الدراما.(وال دمشق) ح م / س خ.