الكويت 25 فبراير 2022 (وال)- صدر حديثًا للشاعر العُماني سيف الرحبي “الأعمال الناجزة”؛ ضمن منشورات دار العائدون للنشر والتّوزيع، عمّان، الأردن. وهي تضم أعمال الشاعر من نصوصه الشعرية والنثرية، وبعض مقالاته، وشهادات عدد من المبدعين عن تجربته، وجاءت الأعمال في ثلاثة مجلّدات، وبلغ عدد صفحاتها 900 صفحة من القطع الكبير، وصمّمت الغلاف الفنانة التشكيلية بدور الرّيامي.
وكتب المحرّر الأول في دار “العائدون”، الشاعر عمر شبانة، على غلاف الكتاب تحت عنوان “سيف الرحبي: تراجيديا الكون والكائنات”:
يبدو الشاعر سيف الرّحبي، في “أعماله الناجزة” هذه، كما نعرفه في حياته، جوّاب آفاق. لكنّ الآفاق هنا ليست جغرافيا وحسب، وليست مدنًا وقطارات ومقاهيَ فقط، إنّها آفاق الإنسان بكل ما تعنيه العبارة. الآفاق المفتوحة على الغيب والشكّ، والإنسان المشتبك في التجارب، في الحياة والموت جوهريًّا، ثم في الحب كما في العذاب، في الترحال والتشرّد كما في الإقامة المُضجرة. الإنسان في قصيدة الرحبي هو الإنسان الكونيّ، لا تحيط به الهويّات، ولا تحدّده ملامح وسِمات محدّدْ ثابتة، هويّته الوحيدة أنه “إنسان” لا غير. لذا يذهب بنا الرّحبي في عوالمه، ما بين الوقائع اليومية، والرسائل الأسطورية، وما بينهما من النكهة الشعرية الإنسانية، والطبيعية، وكلّ ما من شأنه أن يجعل الحياة أقلَّ وَحشةً، بل أشدَّ جَمالًا، فكلّ ما يعنيه هو هذا الجَمال النابع من روح الإنسان. شيء أساسيٌّ يطبع تجربة الرّحبي، كما تتبدّى في هذه “الأعمال”، هو السياقات الخارجة على المألوف التي تقتحم عوالمنا، فهو يأخذنا إلى أقاصي الكون، وأقاصي الأشياء، يهجو الخراب بقسوة، يعزف وينحت ويلوّن ويحكي، بالهذيان والتأمّل، راقصًا كفراشة، ومغنيًا مثل غزال شاردٍ في برية. يتفقّد رعاياه من المُهمّشين والأيتام، فترتفع أبراج مملكة شعريّة هي أمُّ الممالك. سيف الرحبي، هنا، هو حارس إنسانيّتنا، المثقّف والشاعر العُضويّ الملتحم بإنسانيّته أوّلًا، وبالشعر والإبداع في كل حين. وأعماله هذه سوف يُخلّدُها التاريخ. (وال) ح م/ ر ت