بغداد 19 أبريل 2022 (وال)- صدر حديثًا عن سلسلة “فلسفة” في دار الحوار للنشر والتوزيع كتاب “ابن رشد .. نقد الفلاسفة في مسائل الطبيعة” من تأليف سامي إبراهيم الجبوري.
وجاء في تقديم الناشر:
من الكثير الذي يتميز به ابن رشد نُعدّد عقلانية فكره، وإيمانه بموسوعية المعرفة، والروح العلمية النقدية الاجتهادية، واتساع أفقه المعرفي، وانفتاحه على الحقيقة أينما تبدت، كذلك توكيده على تحقيق المدنية التي تقتضي ألّا يميَّز الإنسان بدينه، أو مذهبه، بل بكفاءته وقوته العقلية، ودعوته إلى الفكر الحر الجريء المفتوح. تأسيسًا على ما تقدّم، يأتي هذا الكتاب ابتداءً بمسائل السماع الطبيعي التي أثارت خلافات كبيرة بين ابن رشد والفلاسفة، ومنها الخلاف مع الإسكندر، وابن سينا، في مسألة مبادئ العلم الطبيعي، والخلاف مع الفارابي وابن سينا في مسألة تناهي الحركة والزمان. وسوف تتضح معرفة ابن رشد بالظواهر الطبيعية ومقاربتها بالظواهر الجوية عبر دراسته لمسائل السماء والعالم. ويتواصل الاختلاف مع ابن باجه وجالينوس، وفي مسائل النفس والحواس واللمس، وفي مسائل المعاد والاتصال التي يخالف فيها متكلمي الإسلام في المشرق والمغرب.
كما ضم هذا الكتاب مسائل السماء والعالم، التي كانت محور اهتمام ابن رشد، ومسائل عدة شكلت المحور الرئيسي لكتاب (الآثار العلوية). ومن خلالها ستتضح لنا معرفة ابن رشد بالظواهر الطبيعية ومقارنتها بالظواهر الجوية، إضافةً إلى مسائل النفس التي اختلف فيها ابن رشد مع بعض الشراح والفلاسفة، فهو يفرق بين القوة الناطقة والقوى الأخرى، وصولًا إلى القوة الوهمية التي اختلف فيها مع ابن سينا، وكذلك في مسائل الحواس، حيث رأى أن ابن سينا يرتكب أخطاء أخرى، مما يدفعه إلى التردد بين حدوث العقل الهيولاني من جهة، وأزليته من جهة أخرى. وفي مسألة الزروع، يعلن ابن رشد أن الحرارة الغريزية ليست هي النفس كما ظن جالينوس، وإنما هي أحد أفعال النفس. وينقد فكرة الإسكندر وثامسطيوس في مسألة الإبصار، إذ إن عملية الإبصار عنده تقتضي ألا يكون الضوء جسمًا. ونلاحظ اتفاق ابن رشد مع ثامسطيوس بعض الشيء في مسألة اللمس، واختلافه مع جالينوس.
وفي النهاية، لم يكن ابن رشد مجرد مفكر تابع لأرسطو، ولم يكن موقفه موقفًا استقاه من أصول يونانية، وهذا يظهر في مذهبه النقدي، الذي استطاع به أن يتجاوز جميع فلاسفة الإسلام، ويتمكن من فهم الفكر اليوناني وتوظيفه لخدمة الفكر الإسلامي، لقد استطاع ابن رشد من خلال منهجه النقدي أن يتمسك بخصائص الفكر الفلسفي؛ ذلك أن فكره قائم على النقد والتمحيص، لا مجرد المتابعة لآراء الآخرين. (وال) ح م/ ر ت