بغداد 20 مايو 2022 (وال) -أعلنت وزارة الثقافة العراقية، اليوم الجمعة، عن وفاة الشاعر مظفر النواب، عن عمر ناهز (88) عاما، بدولة الإمارات، وصرح مدير عام دائرة الشؤون الثقافية عارف الساعدي لوكالة الأنباء العراقية “أن النواب توفى في مستشفى الشارقة التعليمي بالإمارات”.
-ولادته وبداياته
ولد مظفر النواب في العاصمة العراقية بغداد عام 1934، من عائلة “النواب” التي كانت تحكم إحدى الولايات الهندية الشمالية قبل احتلال بريطانيا للهند.
قاومت عائلته الاحتلال البريطاني في الهند، فاستاء الحاكم الإنجليزي من موقف العائلة المعارض والمعادي للاحتلال، فعرض الحاكم على العائلة النفي السياسي، فاختارت العراق.
درس بجامعة بغداد، وعرف جده لوالده بقرض الشعر بالعربية والفارسية، وتعود الشرارة الأولى لموهبة النواب بإكمال بيت شعري أعطاه شطره الأول أحد أساتذته في المرحلة الابتدائية، معتمدا على ما كان يحفظه من اختيارات جده في منزلهم من قصائد ومختارات أدبية، ساعدته في نظم الشعر وترتيبه، إلى أن تمكن من نظم القصائد في المرحلة الثانوية، وناشرا لها بالدوريات والمجلات الحائطية المدرسية.
النواب شهرة أدبية لنفسه من خلال كتابته للشعر بالعربية الفصحى، إضافة إلى اللهجة العامية المتداولة بالعراق، معززا رصيد شهرته بانتقاده ومعارضته للأنظمة السياسية العربية عموما، والعراقية تحديدا، وهذا ما ساهم في غربته ونفيه من موطنه طوال حياته، حوالي نصف قرن تقريبا بين دمشق وبيروت والقاهرة وطرابلس والجزائر والخرطوم، وسلطنة عمان، وإريتريا وإيران، وكذلك فيتنام وتايلند واليونان، وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، فضلا عن فنزويلا والبرازيل وتشيلي.
-شهرته الأدبية
تعد قصيدة “قراءة في دفتر المطر” التي نظمها عام 1969، أولى محطات الشهرة للنواب، ثم فتح باب الشهرة للنواب عند الجمهور العربي بنظمه ملحمة شعرية حملت عنوان “وتريات ليلية” وكتبت خلال 1972-1975، مؤكدا فيها التزامه التام بقضايا العرب القومية السياسية والاجتماعية، وأصبح تغنيه بها سمة ظاهرة في شعره.
-شاعر قضايا الوطن
برز النواب كشاعر معبرا عن الهموم والقضايا العربية، فتناول في قصائده بلغة شعرية لاذعة صراعات المنطقة، إذ لم يركز شعره على العراق وحده الذي كتب فيه بالعامية العراقية قصائد مؤثرة، بل تناول أحوال الوطن العربي في أشعاره، التي تميزت بروح التمرد والثورة على الديكتاتورية والسلطوية.
تعاطف النواب مع قضايا الفقراء والبسطاء والعدل ومناهضة الاستغلال والاستعمار وأنظمة الحكم السائدة، كما اشتهر بقصائده القوية والنداءات اللاذعة ضد الطغاة العرب، وأثارت قصائده المشاعر ضد الأنظمة القمعية والفساد السياسي والظلم، مستخدما في ذلك لغة شديدة القسوة.
-أبرز أعماله
تريات ليلية، القدس عروس عروبتكم، الرحلات القصية، المسلخ الدولي وباب الأبجدية، بحار البحارين، قراءة في دفتر المطر، الاتهام، بيان سياسي، رسالة حربية عاشقة، اللون الرمادي، في الحانة القديمة، جسر المباهج القديمة، ندامى، اللون الرمادي، الريل وحمد، أفضحهم، زرازير البراري.
-العودة إلى أرض الوطن
في مايو 2011، عاد النواب إلى العراق، وهو مصاب بمرض الشلل الرعاش، بعد فراق عنه دام لأكثر من ( 40 ) عاما، واستقبله آنذاك الرئيس الراحل جلال الطالباني بمكتبه في قصر السلام وسط بغداد.(وال بغداد) س خ .