الدوحة 22 مايو 2022 (وال) _ صدر حديثًا في الدوحة عن “دار جامعة حمد بن خليفة للنشر” كتاب “حكايات شعرية” للشاعر اللبناني سلمان زين الدين.
ويشتمل على خمسَ عشرةَ حكايةً شعرية للأطفال تنطوي كلٌّ منها على حكمةٍ معيّنة، وتُعبّرُ عن قيمةٍ إنسانيّة مُحَدّدة، أوْ أكثرَ.
وهذهِ الحكايات مستلّة من التراثين العربي والعالمي، أعاد الشاعر صياغتها شعرًا، مُلتزمًا خطوطَها العريضة، مُتصرِّفًا بكثيرٍ من التفاصيل.
بهذا المعنى، نُصبِحُ أمامَ حكاية شعرية جديدة تنتمي إلى صائغِها بقدرِ انتمائِها إلى الأصل، وتجمعُ بين الحكايةُ والقصيدةُ، أو السّردُ والشعرُ، ما يَجعلُها تُخاطِبُ المخيّلةَ والأُذُنَ في الوقتِ نفسِهِ، فَتُحرّكُ الأولى، وتُطرِبُ الثانية. ولعلّ هذا ما يمنحُها القدرةَ على جذبِ القارئِ اليافعِ، بعدَ أنْ شطَّ بِهِ المزارُ عن القراءة، وسرقَتْهُ وسائلُ التَّواصلِ الحديثةُ منْ نفسِهِ.
وفقًا للناشر، يَسْعى الكتاب، أوّلًا، إلى المساهمةِ المتواضعةِ في محاولةِ جَسْرِ الفَجْوَةِ بينَ القارئِ اليافعِ وتراثِهِ الحكائي، الكتابي والشّفاهي، فهذهِ الحكاياتُ مُسْتَقاةٌ، في معظمِها، منْ التراث العربي، وبعضُها مُسْتَقًى منَ التُّراثِ العالمي. والإلمامُ بها منْ شأنِهِ أن يُعيدَ التَّواصلَ بينَ القارئِ العربيِّ اليافعِ وتراثِهِ الحكائي، وأنَ يَسمَحَ لَهُ بإطلالةٍ خجولةٍ على التراثِ الحكائيِّ العالمي، وَيَسْعى، ثانيًا، إلى المساهمةِ في مصالحةِ الجيلِ الناشئِ معَ القراءة، بعدَ إعراضِهِ عنْها، وغرقِهِ في رمالِ وسائلِ التَّواصلِ الحديثةِ المتحرّكة. ويَسْعى، ثالثًا، إلى إعادةِ الاعتبارِ إلى الاستظهار، أحَدِ فروعِ مادَّةِ اللُّغةِ العربية، الذي همّشَتْهُ مناهجُ التَّعليمِ العامِّ في بلادِنا العربية، إلى حدٍّ كبير.
منْ هُنا، يحاول زين الدين في كتابه كسرِ الخشبيّة اللّغويّةِ التي تسود في نصوص الاستظهار، ويقوم بتقديمِ حكاياته الشعريّة، أو قصائده السرديّة، بلغةٍ طازجة، قوامها المفرداتِ المأنوسةِ والتراكيبِ البسيطة، ويستخدم البُحورَ الشّعريّةَ الخفيفةَ المجزوءةَ التي تُوائِمُ بينَ الإيقاعِ والصُّورةِ والفكرة، كي يصل إلى القارئِ اليافع، ويُصيبُ منْهُ مَوقِعًا، وهذهِ المهمّةُ صعبةٌ، لكنّها ليسَتْ مُسْتَحيلَة، وهيَ تَستحِقُّ شَرَفَ المحاولة، بالتّأكيد.
ويضيف الناشر: في “حكايات شعرية”، تلعبُ الحيواناتُ أدوارَ الشُّخوص، وهذا ما يُشكِّلُ قيمةً مُضافةً إلى الحكايات، سواءٌ في أصولِها النّثريّةِ، أو في صيغتِها الشّعريّة، وَغَنيٌّ عن التّعبيرِ ما تُشكِّلُهُ الحيواناتُ للقرّاءِ، بِشَكْلٍ عام، وللأطفالِ والنّاشئةِ منْهُمْ، بِشَكْلٍ خاص، ما يُذكّر بكتابِ عبدالله ابن المقفّع “كليلة ودمنة”، معَ فارقِ أنّها حكايات مُستقلَّةٌ بعضُها عن بعض، ولا يَتناسَلُ بعضُها من بعض، كما هيَ الحالُ في “كليلة ودمنة”،ولذلك، نقع في الحكايات على عناوين من قبيل: السلحفاة والأرنب، الصرصور والنملة، الثعلب والغراب، الليث والفأر، القبّرة والفيل، الحمامة والنملة، النملة والفيل، القرد والغيلم، الثعلب والليث، القنفذ والصياد، وغيرها.
صممت الرسوم للكتاب شيرين سعيد.(وال _ الدوحة) ح م / ه ع