جنيف 22 مايو 2022 (وال) -تتناقل وسائل الإعلام، ظهور مرض جديد يثير العالم، بعد انتشار فيروس كورونا الذي خلف الأعداد الهائلة من الضحايا، وهذا المرض هو “جدري القرود”، الذي أعلنت العديد من الدول في أوروبا وأمريكا، وجود حالات مصابة بهذا المرض الخطير، كما أبدت منظمة الصحة العالمية قلقها من هذا المرض، الذي يعد من أخطر أمراض القرن.
–ما هو جدري القرود؟
جدري القردة مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (ُينقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان)، وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدة، ومع أن الجدري كان قد استؤصل في عام 1980 ، فإن جدري القردة لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا، وينتمي فيروس جدري القردة إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.
-تاريخ اكتشافه
كشف لأول مرة عن جدري القردة بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية، لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استؤصِل منها الجدري في عام 1968، وأبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا، وخصوصا في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تعتبرمن أكثر المناطق انتشارا لهذا المرض، حيث اندلع فيها المرض في عامي 1996 و1997، بشكل كبير.
وفي خريف عام 2003 عن وقوع حالات مؤكدة من جدري القردة في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، مما يشير إلى أنها أولى الحالات المبلغ عنها للإصابة بالمرض خارج نطاق القارة الأفريقية، وتبين أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة حميمة.
كما اندلع في عام 2005، تفشي للمرض في ولاية الوحدة بالسودان وأبلغ عن وقوع حالات متفرقة في أجزاء أخرى من أفريقيا، وفي عام 2009، قامت حملة توعية في أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى تحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدري القردة، فيما جرى احتواء ( 26 ) حالة ووفاتين في إطار اندلاع للمرض بجمهورية أفريقيا الوسطى في الفترة الواقعة بين أغسطس أكتوبر 2016.
-انتقال المرض
تنجم العدوى بالمرض من الحالات المخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، وقد ثبت في أفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، حيث تعتبر القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس، ومن المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيدا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به.
ويمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي، أو من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة للإفرازات التنفسية لشخص مصاب بعدوى المرض، أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء ملوثة بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات.
-علامات المر ض وأعراضه
تتراوح فترة حضانة جدري القردة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) بين 6 أيام و16 يوما، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوما.
ويمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين كالتالي:
-فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة).
-فترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى)، والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان، ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%).
-يتطور الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية (آفات ذات قواعد مسطّحة) إلى حويصلات وبثرات، تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماما.
ويتراوح عدد الآفات بين بضع آفات وعدة آلاف منها، وهي تصيب أغشية الفم المخاطية (في 70% من الحالات) والأعضاء التناسلية (30%) وملتحمة العين (20%)، فضلا عن قرنيتها (مقلة العين).
ويصاب بعض المرضى بتضخم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.
-العلاج واللقاح
لا توجد أي أدوية أو لقاحات محددة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، ولكن يمكن مكافحة تفشيه، وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة (85%) في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحا للجمهور بعد أن أوقف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم، ورغم ذلك فإن من المرجح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مسارا أقل خطورة.
-الصحة العالمية تعلن ارتفاع الإصابات
أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة الماضي، عن وفاة ( 58) شخصا بجدري القرود، وإصابة أكثر من ( 1200 ) آخرين في الكونغو الديمقراطية منذ مطلع السنة الجارية.
كما ذكرت إن حالات الإصابة بمرض جدري القردة لدى البشر، في الدول غير الموبوءة ارتفعت إلى 92 حالة، مع عدم تسجيل أي وفيات نتيجة لذلك.
وبحلول يوم 21 مايو، تلقت منظمة الصحة العالمية تقارير من 12 دولة من البلدان المشاركة غير الموبوءة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، لا ترتبط حالات جدري القرود المبلغ عنها بالسفر إلى المناطق الموبوءة.
وبحسب المعلومات الأخيرة، كانت حالات الإصابة بشكل رئيسي، ولكن ليس حصريا، بين الرجال الذين مارسوا الجنس مع رجال.
تم الإبلاغ أيضا عن تسلسل الجينوم من عينة مأخوذة في البرتغال أظهر ارتباطا وثيقا بفيروس جدري القرود الذي تسبب في التفشي الحالي للحالات الواردة من نيجيريا إلى بريطانيا والاحتلال الصهيوني وسنغافورة في الفترة من ( 2018 و 2019).
-تفشي المرض بأوروبا وأمريكا
أعلنت إسبانيا والبرتغال وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا واليونان، أنها سجلت حالات إصابة مؤكدة أو يشتبه في أنها بمرض جدري القردة، وهو مرض نادر في أوروبا.
كما ظهرت حالات مشابهة أيضا في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.
-دول عربية تعلن الاستنفار
دعا مركز أبوظبي للصحة العامة، المنشآت الصحية العاملة في الإمارة إلى ضرورة التقصي عن مرض جدري القردة، والإبلاغ عن أي حالة مشتبه فيها أو محتملة أو مؤكدة عبر نظام التبليغ الإلكتروني الخاص بالأمراض السارية.
كما أعلنت السعودية عن استنفار لرصد جدري القرود قبل موسم الحج، حيث وضعت خططا علاجية، وطالبت المواطنين بإجراءات وقائية
وأكدت وزارة الصحة السعودية، أنه لا توجد أي حالات إصابة أو مشتبه بإصابتها بفيروس “جدري القرود”.(وال جنيف) س خ.