بنغازي 31 مايو 2022 (وال) -وقفت السيدة صالحة علي حسن الحوتي، على قارعة طريق شارع أحمد رفيق المهدوي، والمعروف محليا باسم “بحر الشابي”، حاملة في يديها عصا تنتهي بحبائل من “النايلون”، تهش بها حول صناديق معبأة بأنواع مختلفة من الأسماك، وبتجاعيد وبشرة سمراء طبعتها أشعة الشمس الحارقة على ملامح وجهها البشوش.
وكالة الأنباء الليبية التقتها، وبابتسامة رحبت بحوارنا معها.
تقول صالحة والتي كانت تعول أبناءها العشرة بعد وفاة زوجها: أنها مارست تجارة بيع الأسماك منذ قرابة (15) عشر عاما مضت، حيث كانت حينها تشغل محلا في حي الزريريعية “الصابري”، وتوقفت عن مزاولة تجارتها في أعوام النزوح، جراء سيطرة الإرهابيين على الحي، بالإضافة إلى تعرض منزلها لأضرار جسيمة.
ولم يمنع سقوط نصف المنزل حسب قولها، من أن تعود للسكن فيه، كون ارتفاع إيجار البيوت بات مرهقا خاصة على أصحاب الأجور الضعيفة، وتضيف أنها لم تتمكن من الرجوع إلى محلها السابق القريب من بيتها، بعد سيطرة إحدى الشركات الخاصة على الموقع بالكامل، رغم امتلاكها لمستندات رسمية تثبت أحقيتها في شغله.
وأشارت صالحة إلى أنها باشرت نشاطها في تجارة بيع الأسماك في شهر رمضان الماضي، على الرصيف الملاصق لأسوار منارة بنغازي، وتقضي قرابة (9) ساعات بجوار شاحنة خاصة بنقل اللحوم “ثلاجة متنقلة” استأجرتها لتحفظ فيها بضاعتها، سعيا منها وراء “الرزق الحلال والعيش الكريم”.
وعن طريقة حصولها على الأسماك هل تصطاد السمك الذي تبيعه تقول: أقوم بشراء الأسماك بأنواعها ومادة الثلج، من تشاركيات الصيد التي تتخذ من حي جليانة و”البانكينة” مقرا لها.
وفي ختام حوارنا معها، لم تبخل علينا السيدة صالحة، بدعوتنا إلى تذوق وجبة سمك، من صنع يديها، مؤكدة أنها تجيد طهي جميع أنواع السمك، كونه بات مصدر قوتها، ومأكلها الوحيد.(وال بنغازي) أ س، ف م / س خ.