بنغازي 07 يونيو 2022 (وال) _ انتشر في الفترة الأخيرة الحديث عما يعرف بجدري القرود، فقامت _ وكالة الأنباء الليبية _ بحاور مع (أحمد فرج الحاسي) مستشار في الأمراض المعدية ورئيس قسم الأمراض السارية بمركز بنغازي الطبي، للإجابة على أهم التساؤلات والأكثر شيوعاً حول هذا المرض.
هذا وحدثنا الحاسي عن تاريخ المرض قائلا: إن جدري القرود أو المعروف ب (Monkeypox) هو مرض بدايته من نهاية الخمسينات، عندما ظهرت أعراض الجدري البشري على القرود في المعامل الخاصة في جدري الإنسان، بعدما كانوا يحاولوا وقتها تصنيع لقاح لجدري الإنسان ,ومن هنا جاءت التسمية لأن القرود أصيبت في المعامل.
وتابع: أول الحالات البشرية لجدري القرود ظهرت في السبعينات في المناطق الموجودة غرب أفريقيا، فكانت الأكثر دولة الكونغو من حين إلى آخر, وبصفة عامة جدري البشري وجدري القرود وجدري البقري جميعها تنتمي إلى عائلة فيروسية واحدة .
وبالحديث عن كيفية إنتقال المرض بين البشر أوضح الحاسي: أن جدري القرود في الأساس مرض يصيب الحيوانات من فئة القرود وما شابه، ولكن الإنسان عندما يكون هناك تلاصق مع هذه الحيوانات عن طريق الرذاذ القطيرات أو لمس القرود المصابة أو الافرازات، فيتنقل من الحيوانات للبشر, وبالنسبة للبشر ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي والبثرات الموجودة على جسم الشخص المصاب خاصة اذ كان أصيب الجسم بالتقيح، وظهور بعض السوائل من الجسم وممارسة العلاقات غير الشرعية.
فترة الحضانة
و عن فترة الحضانة للفيروس وقبل ظهور الأعراض بشكل واضح قال الدكتور أحمد الحاسي: أن فترة الحضانة تبدأ من أسبوع إلى أسبوعين، وفي بعض الحالات قد تمتد إلى ثلاثة أسابيع، بعدها تبدأ ظهور الأعراض على المصاب والمتمثلة في:
• الحرارة (الحمى)
•التعب والإجهاد
• السعال
• انتفاخ الغدد اللمفاوية سواء في الرقبة أو في الإبط.
• وظهور البثرات بعد ثلاث أو أربع أيام من الإنتفاخات وهذه البثور خاصة بجدري القرود.
وبين الحاسي: أن البثرة أو ال الإلتهاب الجلدي يظهر في نفس المرحلة، وينتقل بنفس الشكل وبعدها يتم جفاف هذه البثرة و تطير الجلدة المعدية، وقد تصيب ندبه في المكان نفس الجدري البشري، والفرق بين الجدري البشري وجدري القرود هو ظهور الغدد اللمفاوية تحت الإبط وفي الرقبة وهي التي تختص جدري القرود وليس البشري.
وأكد الدكتور أحمد أن حالات الوفيات بسبب جدري القرود هي نسبة منخفضة جداً تكاد تكون من 10% في أسوء الظروف، وهذا ما يختلف عن الجدري البشري الذي كان يحصد مئات الأرواح.
وعن كيفية تشخيص مرض جدري القرود أشار إلى أن أولاً يتم تعريف الحالة إذ كانت (الاشتباهية _ شبه مؤكدة _ مؤكدة)، والحالة المؤكدة تؤكد بتوفر الأعراض، وبعد أخذ العينة من الحلق أو الإفرازات.
لا يوجد علاج خاص بجدري القرود
وأكمل الدكتور أحمد الحاسي: أنه لا يوجد حالياً علاج لجدري القرود، وكل ما يتم إعطاءه للمريض مخفضات الحرارة والسوائل، وبعض الدراسات تسمح بإعطاء بعض العقاقير المضادة للفيروسات وبعضها أظن باستخدام الأمصال المضادة لجدري القرود (في حالة محددة).
طرق الوقاية من جدري القرود
وقال: يمكنك المحافظة والوقاية بعدم الإلتصاق بمن مشتبه بهم بالإصابة بجدري القرود، وضرورة عزلهم وعدم السفر إلى المناطق المنتشر بها المرض.
واختتم الحاسي: أن من تلقى تطعيم ضد الجدري الإنساني حتى نهاية السبعينات بالتحديد إلى 1976، كونت لديهم أجسام مضادة تشبه الأجسام المضادة لجدري القرود، وبالتالي نسبة إصابتهم بجدري القرود قليلة جداً.
وأكد الحاسي أن جدري القرود هو مرض معدي يتنقل بين الحيوانات والبشر وبين البشر والبشر، و حالياً نسبة الحالات حول العالم بسيطة، ونسبة الوفيات قلية جدآ إلى هذه اللحظة نحتاج فقط للانتباه والتبليغ في حالة وجود أي حالات اشتباه. (وال _ بنغازي)
حوار: حواء سعد