بنغازي 25 يوليو 2022 (وال)- اختتم بمركز تنمية إبداعات الطفل والإرشاد الأسري ببلدية بنغازي اليوم الإثنين، سلسلة محاضرات توعوية وثقافية حول “التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال”، في دعوة عامة حضرها عدد من المهتمين.
وقال رئيس وحدة التأهيل الحياتي بمركز الأمل لمتعددي الإعاقة أستاذة علم النفس في كلية التربية بجامعة بنغازي فوزية الهادي – لمراسل “وال” – إنها ركزت خلال محاضرتها الأولى على التعريف بالتحرش الجنسي ومسبباته، وأن المحاضرة الثانية تناولت الآثار النفسية المترتبة على الاعتداء على الطفل والتي ألقتها الأستاذة إيمان بوسنينة، كما ألقت الأستاذة سعاد الجهاني محاضرة عن الإدمان وأضراره.
وأضافت الهادي أن الدكتور عبد الرحيم الفاضلي؛ ألقى محاضرة عرض فيها بناء الشخصية وأثاره الوقائية، فيما تناولت الحقوقية كاميليا المزوغي الجانب القانوني حول قضايا التحرش الجنسي على الأطفال.
من جانبها، دعت الحقوقية كاميليا المزوغي، مؤسسات التعليم إلى تدريس منهج “التربية الجنسية” أسوةً بدول الجوار، وهو عامل مساعد في زيادة الوعي والإدراك بخطورة التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال.
وتناولت كاميليا خلال محاضرة ألقتها الجانب القانوني والتشريعات الليبية بخصوص التحرش الجنسي، لافتة إلى أن القضية تُعد من أهم القضايا التي تهم فئة الأطفال وتتعلق بمستقبلهم.
وأكدت كاميليا أنه لا توجد مواد واضحة وصريحة تخص حقوق الطفل في القانون الليبي، خاصة فيما يتعلق بجرائم التحرش الجنسي عليهم، قائلة: “يجب على الدولة سنّ تشريع خاص بهذه الجريمة، يُعاقب مرتكبها بشكل سريع وعلني وشديد، فيكون العقاب رادعًا لكل من يرتكبه”.
وتطرقت كاميليا في محاضرتها للتعريف بالتحرش الجنسي من الناحية القانونية، قائلة: “هو سلوك غير مشروع أو فعل إجرامي ضد الأخلاق، لإستيعابه للأفعال الفاضحة والجارحة للحياء الشخصي وكذلك الحياء العام”.
وتنقسم سن التعرض للتحرش الجنسي بالأطفال إلى قسمين، الأولى ما بين العامين إلى الخمسة أعوام، وقالت كاميليا: “في هذه السن يكون المعتدي في الغالب ممن يتولون الرعاية للطفل دون رقابة، مثل الخدم والمراهقين في العائلة والجيران والأقارب”.
وأضافت: “القسم الثاني يشمل الأعوام ما بين السادسة إلى الثانية عشر، وهذه المرحلة تشمل كل من يختلط بهم دون وجود رقابة، مثل الإنترنت”.
كما عرضت الحقوقية كاميليا، أنواع التحرش الجنسي بالأطفال، من بينها التحرش بالنظر أو التفحص، والتحرش اللفظي، والتحرش الجسدي، مشيرة إلى أن الأخير يُعد الأخطر؛ حيث يقوم عبر خداع الطفل بقصص كاذبة حتى يستسلم الطفل للمتحرش.
وأوضحت كاميليا أنه “يجب على ذوي الطفل الضحية الإبلاغ عن الحادثة ومن ثم تحديد مكانها، فإذا كانت في مكان عام يجب البحث عن كاميرات المراقبة، فهي أدلة “قوية” لإثبات الجريمة، مؤكدة أن قضية التحرش تبدأ بمرحلة التبليغ وتنتهي بفرض العقوبات”.
وأشارت كاميليا إلى أن هناك حالة من الانفلات الأمني؛ دفعت الكثير من الشباب والشابات إلى ارتكاب تصرفات خارجة عن القانون مثل التحرش بكل صوره.
ونوهت إلى أن جرائم التحرش وقعت في مؤسسات تعليمية وخدمية وكذلك على الطرقات، والسكوت عنها خوفًا من الفضيحة شجّع على تزايدها، وأن سجلات مراكز الشرطة “خالية” من بلاغات تتعلق بهذه الظاهرة.
كما نوهت إلى “تنامي” هذه الظاهرة؛ هو ما دفع بمؤسسات أممية مثل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إلى التحذير بشأن تداعيات التحرش الجنسي وخطورته.
وأضافت: “نحن في حاجة إلى تكاثف الأفراد ومؤسسات المجتمع التعليمية والتربوية والأجهزة الأمنية والإعلامية، وأجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية، من أجل مواجهة هذه الظاهرة التي أخذت تزداد وتستفحل يومًا بعد يوم”. (وال) ف م/ ر ت