الجفرة 28 أغسطس 2022 (وال)- بدأ المزارعون في مناطق الجفرة ( هون – ودان – سوكنة – زلة )، في جني محصول تمر الرُّطب خلال الأسبوع الماضي، وهو الموسم السنوي الذي يبدأ فيه التمر بالتلوّن والنضج لعدة أنواع من بينها الخضاري والتغيات والتامج فيما تتأخر أنواع أخرى مثل الدقلة وحليمة والمجهول.
وأفاد مراسل وكالة الأنباء الليبية بمنطقة الجفرة، بأن منتجي التمور شرعوا خلال هذه الأيام في تسويق منتوجهم من التمور من خلال السوق السنوي المستحدث بمدينة سوكنة والذي يتوافد إليه المزارعين والتجار والسماسرة ويستمر لقرابة ثلاثة أشهر تعرض فيه أجواد وأشهر الأصناف التي يقبل عليها الليبيين.
وأوضح المراسل أن الساحة المحاذية للمتحف التاريخي بسوكنة تشهد سنويا معرض السوق التجاري لبيع التمور والتي تبدأ فعالياته من شهر أغسطس وتستمر حتى شهر نوفمبر، يستعرض خلاله المزارعون والتجار أنواعًا من التمور مختلفة التسميات والأنواع بدرجات تصنيف من الممتاز إلى الجيد .. منها ما يخزنه التجار والسماسرة إلى موسم شهر رمضان الذي يشهد إقبالا على التمور لدى الليبيين بشكل عام.
وحسب مراسل ( وال) فإن من أشهر هذه الأنواع من التمور بسوكنة والتي تعد الأجود والأغزر إنتاجًا على غرار كافة واحات الجفرة خصوصًا ودان وهون الدقلة والخضراي والتغيات وحليمة والتامج والصعيدي و (المجهول، يعتقد انه موطن شجرة النخيل فلسطين) إضافة إلى العشرات من الأنواع الأخرى من بين أربعمائة صنف تزرع في واحات الجفرة.
وأشار إلى أن هذا السوق التجاري يشهد إقبالاً من التجار في المناطق الساحلية خصوصًا من زليتن ومصراتة وطرابلس وترهونة وبنغازي وغيرها لشراء مئات الأطنان من التمور ذات الجودة العالية وبأسعار معتدلة تبدأ من الدينارين لأنواع الخضراي والتغيات وابل للكيلو الواحد فيما يتراوح سعر الكيلوجرام الواحد من الدقلة بين( 4 و5 ) دنانير، ويبلغ سعر الكيلو الواحد لتمور المجهول ( 30 ) دينارا لكمياته المحدودة ونوعيته العالية الجودة وكذلك تمور حليمة.
وأشار إلى أن البعض من التجار القادمين من المناطق الأخرى يقومون بشراء منتوج التمور في أمهاته بمبالغ تصل ما بين مائة ومائتين ألف دينار ليبي، أما لتخزينه إلى حين شهر رمضان وتسويقه بسعر مرتفع جدا يصل أحيانا إلى خمسة عشر دينارا للكيلوجرام من النوعيات ذات الجودة العالية خصوصا تمور الدقلة من الدرجة الأولى واخرين يصدرون النوعيات ذات المواصفات العالية الى خارج ليبيا.
وصرح عضو اللجنة العمومية لاتحاد منتجو التمور وأحد كبار المزارعين الشيخ أبوبكر الأشلم لوكالة الأنباء الليبية إن مناطق الجفرة يوجد بها ما يزيد عن مليون نخلة من أصناف متنوعة تنتج سنويا أكثر من عشرين ألف طن من التمور ذات الجودة العالية منها ما يسوق داخليا عبر الأراضي الليبية ومنها ما يصدر للخارج.
وأشار إلى أن الاتحاد بدأ يقوم بخطوات جريئة لصالح المزارعين من خلال الاتصال بالجهات الرسمية في الدولة مثل وزارة الاقتصاد التي ساندت بشكل مباشر الفلاحين بإصدارها قرار منع استيراد التمور من الخارج مما يعطي الأولوية لمنتج التمور الليبية، كذلك يعمل الاتحاد على تحديد المواصفات الجيدة لأنواع الأسمدة ومبيدات الحشرات الضارة بأشجار النخيل واستيرادها من الدول المصنعة لها.
وأشار الأشلم في تصريحه لـ (وال) إلى أن بعض المزارع تعرضت في فترة سابقة لإضرار بسبب الحشرة القشرية الخضراء والسوسة الحمراء والتي تم القضاء عليها وتدارك الأمر من قبل متخصصين من منطقة الجفرة الذين يعملون بإمكانيات جدًا محدودة، وذلك للمحافظة على هذه الثروة القومية التي تعتبر إحدى روافد الاقتصاد الليبي ولما لشجرة النخيل من قدسية لدى الليبيين. (وال)