لندن 19 سبتمبر 2022 (وال) -وصل نعش الملكة إليزابيث الثانية إلى مثواه الأخير في قلعة ويندسور، أحد المقرات الملكية المفضلة للملكة، لتدفن إلى جوار زوجها الراحل الأمير فيليب الذي توفي في أبريل العام الماضي، وذلك بعد تشييع جنازتها الرسمية في كاتدرائية ويستمنستر آبي في لندن.
وشاركت المملكة المتحدة بتأثر واضح في جنازة مهيبة للملكة إليزابيث الثانية، وانتهت بدقيقتي صمت في ويستمنستر، بحضور العشرات من قادة دول العالم في مراسم ترقى إلى مستوى شعبيتها العالمية، بحسب “فرانس برس”.
وأفادت شبكة “سكاي نيوز” بأنه تم نقل تابوت الأمير فيليب من الخزانة الملكية التي وضع فيها في 17 أبريل 2021 أسفل قلعة ويندسور، تمهيدا لدفنهما سويا.
وعقدت مراسم دفن خاصة في كنيسة الملك جورج السادس والد الملك إليزابيث الثانية.
ودفن الأمير فيليب مؤقتا العام الماضي في الخزانة الملكية، حتى وفاة الملكة إليزابيث ليدفنا سويا بعد زواج دام (73) عاما.
وصنع نعش الملكة قبل 30 عاما، وهو نفس النعش الذي وضع فيه الأمير فيليب، وسيدفن جثمان الملكة وجثمانه في كنيسة الملك جورج السادس لتنضم إلى والدها ووالدتها وشقيقتها مارجريت.
ولكن مارجريت كسرت التقاليد الملكية وطلبت أن يحرق جسدها بعد وفاتها.
ودخل نعش إليزابيث الثانية إلى كاتدرائية ويستمنستر، بعدما نقل على أنغام مزامير القربى وقرع الطبول عزفها عناصر من البحرية الملكية من قصر ويستمنستر، حيث كان مسجى منذ خمسة أيام، وحمل النعش الملفوف بالراية الملكية والذي يعلوه تاج الإمبراطورية ثمانية عناصر من الحرس الملكي ووضع على عربة مدفع في مسيرة إلى كاتدرائية ويسمتنستر، بحسب “فرانس برس”.
ووصل النعش في مسيرة ومشى وراءه نجلها الملك تشارلز البالغ (73) عاما، وأبناء الملكة الآخرون آن، وأندرو، وإدوارد ووريث العرش وليام الذي بات أمير ويلز، والأمير هاري باللباس المدني نظرا إلى انسحابه من نشاطات العائلة الملكية في 2020.
وانضمت إليهم داخل الكاتدرائية قرينة الملك كاميلا وزوجة وليام أميرة ويلز كايت، وميجان زوجة الأمر هاري، ومشى الأمير جورج (9) سنوات، والأميرة شارلوت (7) سنوات، وهم طفلا الأمير وليام وراء نعش الملكة لدى دخوله الكاتدرائية.
وانتهت المراسم بدقيقتي صمت في كل أرجاء البلاد، ومن ثم النشيد الوطني الجديد “جود سايف ذي كينج” (ليحفظ الرب الملك).
واصطف عشرات الآلاف في الشوارع، لمشاهدة مرور نعش الملكة من قاعة ويستمنستر التاريخية في البرلمان، إلى كنيسة ويستمنستر القريبة، ثم في النهاية إلى قلعة وندسور، حيث سيتم دفنها إلى جانب زوجها الراحل الأمير فيليب.
وسيمثل ذلك نهاية فترة الحداد في أنحاء بريطانيا، على الرغم من أن حداد الأسرة المالكة سيستمر لسبعة أيام أخرى.(وال لندن) س خ.
وكان من بين المشاركين الرئيس الأميركي جو بايدن الذي نعى الملكة التي رحلت عن عمر ناهز 96 عاماً بعدما قضت أطول فترة بين ملوك بريطانيا على العرش.
وقال بايدن: “كنتم محظوظين بوجودها لمدة 70 عاما… وكذلك كنا جميعاً”.
ووسط الحشود التي توافدت من أنحاء بريطانيا ومن خارجها، تسلق البعض أعمدة الإنارة ووقفوا على الحواجز لإلقاء نظرة على الموكب الملكي.
الملك تشارلز الثالث (وسط)، والأميرة الملكية آن (يمين)، والأمير هاري (يمين خلف)، وأمير ويلز ويليام (يسار خلف)، يسيرون خلف نعش الملكة إليزابيث الثانية – لندن – 19 سبتمبر 2022 – REUTERS
الملك تشارلز الثالث (وسط)، والأميرة الملكية آن (يمين)، والأمير هاري (يمين خلف)، وأمير ويلز ويليام (يسار خلف)، يسيرون خلف نعش الملكة إليزابيث الثانية – لندن – 19 سبتمبر 2022 – REUTERS
وشاهد ملايين آخرون عبر شاشات التلفزيون في منازلهم الجنازة الاثنين، والذي أعلن عطلة رسمية.
ولم يسبق بث جنازة لملك بريطاني على التلفزيون من قبل.
وقبيل بدء مراسم الجنازة وصل عدد ضخم من الملوك والأمراء والرؤساء بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته، ورؤساء وزعماء دول الكومنولث. وإضافة إلى الزعماء الأجانب، حضر رؤساء الوزراء البريطانيون السابقون، ورئيسة الوزراء الحالية ليز ترس، وزعيم حزب العمال كير ستارمر.
وقدم إمبراطور اليابان ناروهيتو والإمبراطورة ماساكو إلى لندن في الرحلة الأولى لهما إلى الخارج منذ اعتلائهما العرش عام 2019.
الأميران هاري وويليام يسيران خلف نعش الملكة إليزابيث الثانية خلال رحلته إلى كنيسة ويستمنستر لإقامة مراسم الجنازة – لندن – 19 سبتمبر 2022 – AFP
الأميران هاري وويليام يسيران خلف نعش الملكة إليزابيث الثانية خلال رحلته إلى كنيسة ويستمنستر لإقامة مراسم الجنازة – لندن – 19 سبتمبر 2022 – AFP
وشارك في الجنازة أمير موناكو ألبير الثاني، وزوجته الأميرة شارلين، والملك الهولندي فيليم ألكسندر، والملكة ماكسيما، والأميرة بياتريكس، وملك بلجيكا فيليب، وملك النرويج هارالد الخامس، إضافة إلى ملكة الدنمارك مارجريت الثانية وهي حالياً الملكة الوحيدة الحاكمة في أوروبا.
وحضر أيضاً الملك الإسباني فيليب السادس، وكذلك شقيقه الملك السابق خوان كارلوس الأول الذي تنازل عن العرش عام 2014.
وانتهت الفترة المخصصة للمشيعين الراغبين في وداع الملكة بقاعة ويستمنستر في البرلمان عند الساعة 6:30 (5:30 بتوقيت جرينتش) من صباح الاثنين.