بنغازي 19 أكتوبر 2022 (وال) -نظمت اليوم بقاعة (سيدي خريبيش)، وضمن فعاليات معرض بنغازي الدولي للكتاب، ندوة حول ( تحديات نشر الكتاب ودور المكتبات في الوطن العربي)، وجاءت الندوة بمشاركة عدد من الناشرين الليبيين والعرب، وأساتذة من جامعة بنغازي.
– الكتاب الإلكتروني منافسا للكتاب الورقي
بدأت الندوة بمحور حول التحديات التي تواجه دور النشر على المستوى المحلي والعربي والدولي، قدمها الأكاديمي رافع الفاخري.
حيث قال: هناك تحديات كبيرة لها الآثر في عزوف وابتعاد دور النشر عن المحافل الثقافية كالمعارض، ومن أحد التحديات ظهور الكتاب الإلكتروني، الذي يعد منافسا للكتاب الورقي، وأثر بشكل كبير على انتشاره.
أيضا ارتفاع تكلفة الأحبار والورق، التي تعتمد عليهما صناعة الكتب، وبالتالي ساهم في ارتفاع ثمن الكتاب الورقي وسبب صعوبة لدى القارئ في الحصول عليه.
بالإضافة إلى اهتمام فئة الشباب بشبكة الإنترنت، وبالتالي أصبح من السهل الحصول على الكتاب الإلكتروني أسرع من الورقي، مما أثر سلبا على إنتاج الكتاب الورقي.
ومن التحديات أيضا يرى الفاخري أن المشاركات الدولية كالمعارض مثلا، ترتفع فيه أسعار التذاكر والنقل والإيجار وغيرها، والتي تؤثر على سعر الكتاب، وتؤدي إلى خسارة دور النشر.
ويضيف ساهم عدم الاستقرار السياسي في المنطقة، على صناعة الكتب بشكل كبير ، كما ساهمت انتقائية القارئ في صناعة الكتاب، من حيث رواج بعض الكتب دون غيرها وفي فترات معينة، أو رواجه في دول دون أخرى، حيث يرتبط ذلك برأي القارئ ومزاجه.
كما لعبت الرقابة، وأيضا القرصنة التي لا تراعي حقوق الكتاب الخاصة بالكاتب والناشر، إلى تراجع نشر الكتاب، وأصبح الناشر يبحث عن دور النشر المحصنة للمحافظة على حقوق الكتاب.
ويختتم الفاخري بمقترحات تنهض بالكتاب منها: دعم دور النشر الكبيرة للمكتبات، من خلال الإعلانات والأمسيات الأدبية، والدعاية للكتاب، وبالتالي يسهم في نشره، كما يؤكد على ضرورة البحث عن السوق الذي يحترم حقوق ملكية الكاتب والناشر، للكتاب الإلكتروني.
– الكتاب الإلكتروني لا يقتل الكتاب الورقي
أضاف الناشر زياد إبراهيم من دار الياسمين المصرية قائلا: الكتاب الإلكتروني لا يقتل الكتاب الورقي، والمطلوب هو تقليل المنصات الإلكترونية فقط.
موضحا أن هناك منصات إلكترونية مثل ( أبجد-أمازون) تتعاقد مع الناشر، حيث أن القراء بعضهم يفضل الورقي وآخرين الإلكتروني، ويرى أن تبديل الكتب الإلكترونية إلى صيغة (Pdf)، هو ما يضمن استمرارية الكتاب.
– معدل نشر الكتاب العربي ضئيل جدا
رئيس المكتبات والمعلومات بجامعة بنغازي دكتور عبدالكريم قناو فتحدث قائلا: معدل نشر الكتاب العربي ضئيل جدا في السوق الدولية، حيث يصل إلى حوالي (70) ألف سنويا، مقارنة ببريطانيا التي تصدر سنويا ربع مليون كتاب.
كما أن معدل طباعة الكتب بالعربية ينشر منه نسخة واحدة، لا يتجاوز عددها (5) آلاف نسخة في الطبعة الأولى، بينما في الدول الغربية يصل عددها إلى (85) ألف نسخة، وتبلغ نسبة النشر العربي في سوق النشر العالمي (1.1)، كما أن الكتاب يمر بعدد (25) محطة رقابية حتى يتم نشره بالدول العربية.
وبالتالي يرى بأن هناك تحديات كبيرة، لا يمكن أن توجه للكاتب أو الناشر فقط، مشيرا أن عدد المعارض المعتمدة بالوطن العربي يصل عددها إلى (16) معرض، ومنها الصغيرة المتوقفة، رغم دورها الكبير في النشر بدول أخرى.
-لابد من الحكومات دعم دور النشر
رئيس اتحاد النشارين الأردنيين فذكر أن النشر الإلكتروني قد يؤثر على الكتاب الإبداعي فقط كالقصص والروايات والدواوين الشعرية، لكن لا يؤثر على الأكاديمي من وجهة نظره، حيث يتم سحبه وطباعته لقراءته والاطلاع عليه.
كما يرى أن أهم مشكلات النشر الإلكتروني تتمثل في القرصنة، داعيا إلى ضرورة تفعيل القوانين الخاصة بذلك، لحماية الناشر، والكاتب، والقارئ أيضا.
ويشير أن النشر في الوطن لا يدعم من قبل الحكومات، وبالتالي أصبح صناعة، وتحول الناشر إلى صانعا للكتاب، وبالتالي لابد من تضافر الجهود لآلية التفاعل بين الناشر والكاتب والكتاب.
– التحدي الأكبر يتمثل في وجود القارئ
مدير دار الكتب الوطنية ببنغازي والأستاذ بكلية الإعلام جامعة بنغازي صالح الشلماني قال: التحديات لا تتمثل فقط في الجانب المادي، أو الورقي والإلكتروني، بل التحدي الأكبر يتمثل في وجود القارئ، متسائلا هل بالفعل يوجد قارئ يتلقى الكتاب؟
وأضاف أن دار الكتب الوطنية أضافت قواعد بيانات (برودكست، وسبرينج)، للناشرين الإلكترونيين، فوجدنا أن نسبة الدخول عليها (0%).
مضيفا أن ما تم نشره بإيداع دولي بلغ عدده في عام 2022 بلغ عدده (690) كتاب، وهذا رقم بسيط جدا، كما بلغت نسبة القراء بالوطن العربي ( 2%)، ويرى أنه يجب إعادة البناء من جديد من خلال الاهتمام بالمكتبات المدرسية مثلا، حيث غياب اهتمام القارئ بالكتاب، هو أكبر تحدي يجب أن تتم مواجهته. (وال بنغازي) س خ.
-اعداد: سليمة الخفيفي.