بنغازي 23 أكتوبر 2022 (وال) -تجول في أروقة معرض بنغازي الدولي للكتاب في نسخته الأولى، رئيس جامعة بنغازي سابقا منصور محمد الكيخيا.
وعبرالكيخيا عن المعرض قائلا ” المعرض يعتبر البداية والانطلاقة الأولى، ونرجو أن تتكرر مثل هذه المعارض، واعتبره ضخما بالنسبة لمدينة كمدينة بنغازي، أما من حيث الترتيب وحسن الاستقبال للضيوف فاعتبره جيد جدا، هذا المعرض قد لا نتوقع منه نتائج مبهرة من المرة الأولى، لكن مع التكرار لمثل هذه الفعاليات سيكون له الآثر الطيب.
-وحول تعدد الأوجه العديدة للكتاب من ثقافية وعلمية وترفيهية، ومن خلال أراء بعض الناشرين أن هناك إقبالا كبيرا على الكتب الأكاديمية، بالمقابل هناك أربع مشاركات من جامعات ليبية، وبالسؤال عن ضعف الإنتاج الجامعي ذكر الكيخيا أن أسبابه أن الجامعات الليبية تعتبر حديثة العهد والتكوين، وأغلبها مشروعات تجارية، والجامعة العريقة هي جامعة بنغازي وهي أول جامعة ليبية، كان لها سابقا قسم منشورات قوي وفعال، وله مشاركات عربية ودولية أيضا.
ويرى أن ما مرت به البلاد والجامعة تحديدا، وما حدث بها من تدمير وعدم رجوعها إلى ما كانت عليه، كان له دور كبير، ونأمل أن تعود الجامعة إلى مكانتها السابقة، ولا ألوم الجامعات الليبية حاليا لأنها جامعات حديثة التكوين وضعيفة الإمكانيات، ويصعب أن يطلق عليها لقب جامعة.
فالجامعة الليبية كانت امكانياتها أقوى الجامعات، ثم أصبحت هناك جامعتي طرابلس وبنغازي، ثم تفرعت جامعة بنغازي إلى عدة جامعات في كل منطقة هذا التفتت أضعفها، فهو يتم بطريقة جغرافية وليست علمية تخصصية، لو قسمت على تخصصات مثلا كالعلوم الإنسانية والتطبيقية، كان أفضل، وبالتالي فتت الجهد.
و نحن في الحياة الاكاديمية، نعتبر دولة حديثة، حيث بدأنا في عام 1955، هناك دول خاضت هذا المجال منذ قرون، ونحن مازلنا في البدايات.
وعن دار الكتب الوطنية والمكتبة المركزية كمنارات علم أختفى دورها، بسبب ما مرت به البلاد من حرب على الإرهاب، يقول: الحرب دمار رغم أن نتائجها قد تكون إيجابية، وتنقذ البلاد من الكثير من المآسي، لكن مخلفاتها متعبة، وبالتالي ما مرت به بنغازي ودرنة، لا يمكن أن تتعافى منه بشكل سريع، ودمار البنى التحتية في بنغازي، وبعض المباني العامة كمكتبة الجامعة ودار الكتب الوطنية، التي تعتبر منارات تدل على أن بنغازي مدينة الثقافة والعلم، وتضررهم جراء الحرب وما تم من نهب وضياع، خطوة تراجعت بالوضع الثقافي في بنغازي خطوات واسعة للخلف.
ولكي تكون هناك ثقافة وتكون بنغازي عاصمة الثقافة، لابد أن يعمل كل المسؤولين وغير المسؤولين على استرجاع تلك المنارات، والا ستتأخر الثقافة والتعليم ببنغازي خطوات كبيرة أخرى للخلف.
وحول انطباعه حول المعرض قال: المعرض يبشر بالخير، واعجبني من حيث العناوين وسعة المشاركة، وتم بجهود من القوات المسلحة والجهات المسؤولة عن الثقافة، وهذا يدل أنه كلما تعاونت الهيئات والأفراد كان الإنتاج مثمر، وبالتالي أنتج هذا العمل الجميل.
وأرجو ان يكون هذا نموذج لكل الجهات المسؤولة أن تتعاون، وتكون له سعة صدر ومد يد، لتقديم ما هو أفضل، والدعم لا يكون مادي فقط بل دعم الجهات لتكوينها مثل دور النشر، و وزارة الثقافة، ومجلس الثقافة العام وغيرها، التي تحتاج إلى دعم ويكون دورها أكثر بروزا.
واختتم قائلا: أتمنى أن يستمر المعرض، لأن الاستمرارية هي التي تشجع دور النشر والجامعات على نشر الكتب، رغم أن الكتاب الورقي يواجه صعوبات جمة لقلة زبائنه، لكن الكتاب لا يفقد قيمته، ومن سبقونا في دول أوروبا وأمريكا، أي الدول المتقدمة صناعيا، ولهم خبرة وتطور كبير في التجربة الحديثة للكتب والنشرات الرقمية، ولكن مازال لديهم الصحيفة الورقية، وكما قال الشاعر: خير جليس في الزمان كتاب، فالكتاب بينك وبينه اتصال روحي، لقيمة الكتاب الكبيرة”.(وال بنغازي) س خ.