24 أكتوبر 2022 (وال) -نظم اليوم بقاعة (سيدي خريبيش) بمدينة بنغازي، وضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض الدولي الأول للكتاب، ندوة حول (الشعر الشعبي) قدمها الأديب (جمعة الفاخري).
وقد تناول الفاخري في الندوة عدة محاور في التراث الشعبي الذي يتنوع بين الشتاوة والغناوة والطبيلة، ومدى البلاغة التي يتميز بها شعراءه.
وقال أن الأمم تعطي أهمية للتراث وتعتني به كثيرا، وتعلمه للناشئة، وتوصي بها لأكاديميات والجامعات، وتنشر حوله الدراسات ورسائل الماجستير، وفي ليبيا يعتبر الناقل لحركة الجهاد ضد الاستعمار العثماني والإيطالي، مثل القصيدة الشهيرة ( مابي مرض غير دار العقيلة) للشاعر الشاعر رجب بوحويش، والتي حملت في تفاصيلها وبصورة حقيقية كل أنواع القمع والتعذيب التي تعرض لها أجدادنا في تلك المعتقلات القاسية.
حيث ذكر الشاعر أكثر من (67) مرضا من خلال أبيات تلك القصيدة، ويرى أن الشعب الليبي كتب تاريخه بالشعر والأغنية.
وعن البلاعة التي يتميز بها الشعر الشعبي فيقول: أنها بلاغة عفوية، فالشعر الشعبي الليبي له لغته ومفرداته الخاصة المميزة، ويحدث الآثر في مستمعيه، حيث يعتمد على النقل السمعي، والشاعر الشعبي ينتهج طرائق البلاغة، ويحقق الدلالات البلاغة بشكل تام دون درايته بقواعد البلاغة.
ويضيف أن للصحراء أيضا تأثيرها على الشاعر البدوي من خلال ما تقدمه من صور مختلفة من الجمال.
ويعد وهبي البوري من أمثلة الشعراء الذين قدموا الشعبي الليبي بصورة جعلته في مصاف الشعر العربي الجيد.
كما تحدث الفاخري عن صور الشعر المختلفة لدى بعض الشعراء مثل مفتاح الفاخري، وحسن لقطع، وعمروشيش الزواوي، الذي لديه قصيدة تجاوزت المائة عام.
وعن غناوة العلم كصورة من صور الشعر الشعبي، فيقول يعود تاريخها تقريبا لأكثر من (500) عام، وهي منجز ليبي ويذكر خلالها سبعة أفعال متتالية.
واسمها يعود للغناي الذي يكثر من الترداد، وأيضا لأنه يدرب هذه المخيلة على الانجاب الشعري المستمر، يشبهها كالرصاصة تصيب في مقتل، مستعرضا صورا مختلفة للغناوة.
أما الشتاوة كصورة من صور الشعبي أيضا، فيقول أنها جزء من المجرودة، أي تأخذ جزءا منها، وفرع من الطبيلة.
ويختتم ان الأجيال الحالية تبتعد عن التراث، بالرغم من أنه الهوية التي تعكس تاريخ المجتمع وأصالته.(وال بنغازي) س خ.