بنغازي 10 نوفمبر 2022 (وال) _ أثار استمرار إغلاق الموقع الإلكتروني الربحي المعروف (بستار لايك) منذ شهر سبتمبر الماضي، غضب بعض المشاركين فيه، وذلك بعد دفعهم مبالغ مالية كرسوم اشتراك أولية، مما أدى إلى تعرضهم للخسارة المادية والاحتيال.
موقع نصب واحتيال
هذا ومع إطلاق عدد من المنصات الرقمية المختصة بالتجارة الإلكترونية وخبراء في مجال التكنولوجيا، تحذيرات بشأن عدم مصداقية هذا البرنامج الذي حقق شهرة كبيرة في الآونة الأخيرة، بعد استعراض عدد من المشتركين فيه لأرباح مالية تحصلوا عليها، إلا أنه لاقى رواج واشتراك الكثيرين به، بالرغم بأن ليس له موقع رسمي أو مكان معين بأي منطقة، ومقتصر فقط على الفضاء الالكتروني، وفكرة الربح السريع.
وكالة الأنباء الليبية التقت محمد سعيد أحد المواطنين الذين تعرضوا للخسارة المالية من هذا الموقع، حيث أكد: أن كل الشباب الذين دخلوا كانوا يعلموا بأن هناك مخاطرة كبيرة، نظراً لكون البرنامج مجهول المصدر ولكنهم جازفوا، فالبرنامج بدأ يشيع صيته فور إطلاقه و بدأت فئة كبيرة من الشباب يشتركون فيه.
إدراج المشتركين
وأضاف سعيد: بالرغم من التأكيد على الامتناع في البداية من دفع أي قيمة مالية، إلا من خلال الاشتراكات التي كانت عبارة عن مهام مقسمة لمراحل، تستطيع بعد إنهائها الوصول لقيمة معينة وسحبها بدون دفع أي قيمة، إلاّ أن التقدم في المراحل وتزايد المهام المطلوبة، ارغامته على دفع نسب بسيطة في مراحل معينة للحصول على قيمة أكبر.
وتابع: بدأ البرنامج برفع سعر الاشتراك، بحيث أن المشترك كل ما يقترب من حصوله على القيمة المالية يتم إبعاده بطرق غير مباشرة عن الاستلام، حتى تصل لمرحلة دفع قيمة لترقيتك، و بعد إنزالهم لإعلان أنه سيتم رفع الأسعار إذا لم يتم الإسراع في الاشتراك، حيث استطاعوا خلال فترة وجيزة من زيادة عدد المشتركين ودعوة أصدقائهم وذويهم للاشتراك، ولكن بعدها أغلق البرنامج وسحبت كل أرصدتنا، ولا توجد أي معلومة بخصوص التعويض.
وفي ذات السياق، أوضح متخصص في مجال التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي المهندس محمد عامر لمراسل (وال): أن الموقع فكرته تعتمد علة التسويق الشبكي وجلب أكثر عدد من الأشخاص للاشتراك فيه، بمعني “يأخذ منك ويعطي لغيرك”، وذلك من خلال الاشتراك والبدء بإنجاز بمهمات يومية ومقابل كل مهمة يقوم المشترك بإتمامها ليتحصل على مقابل USDT “، بمعني أداة مالية خاصة بالموقع”، بداية من حصول المشترك على مكافئة لتسجيله الدخول، ليبدأ البرنامج بالتعقيد بعد مرحله المهمات، و عندما يريد المشترك سحب المبلغ لابد من أن يضطر لترقية حسابه من “VIP 0″ الى VIP1″ ” التي ستكلفه مبلغ مالي يدفعه ويحتاج شهراً تقريبا لاسترجاع رأس ماله.
وأكمل عامر: عندما تقوم بالترقية تزيد مهامك وتزيد أرباحك اليومية، ليبدأ المشترك الدخول في مرحلة الإغراء الذي سيدفعه لأن يشحن “VIP3” ذات التكلفة العالية ليتم إعطاءه المزيد من المهام، في صورة تشعر أن المشترك يقوم بعمل معين مقابل مبلغ مادي، تترجم عند انتهائه بأرباح يومية، ليدفع المشترك لمرحلة شحن أخيرة، ليأتي دور الحملات الترويجية التي تستعرض الأرباح الخاصة بالمشتركين، عبر فيديوات تثبت سحب مبالغ مالية عبر وسيطين.
مجهول المصدر
وحول خطورة هذا البرنامج أوضح المهندس: خطورة البرنامج في أن الموقع مجهول المصدر وبصلاحية استضافة سنة، وليس لديه “KYC” أي العملية التي تقوم أي مؤسسة من خلالها بالتحقق من هوية عملائها لمنع أي عمليات احتيال، و هذا الشي بحد ذاته كان يعتبر مصدر خوف من عدم مصداقية الموقع.
وبين: بحسب تقييم نظام “DNS”فلتر، وهو نظام يقوم بتخزين المعلومات الموجودة في قاعدة البيانات الموزعة على الإنترنت، حيث يوفر طريقة سهلة للمستخدم للتعامل مع عناوين الشبكة والاتصال بها، أن هذا الموقع كارثي جدآ وهو ضار ويقوم بتغيير موقع مصدره دائما، وبحسب بعض المصادر على الأغلب إدارة الموقع في روسيا، ومن الممكن أن يكون الممول له مافيا ما.
إغلاقات متكررة
و يسترسل عامر بحديثه: أما بخصوص الإغلاق النهائي الذي سبقه عدة إغلاقات متكررة قام بها البرنامج، كانت عبارة عن دراسة حالة يقوم الموقع بإطلاقها لمعرفه رد فعل المشتركين ومدى صبرهم، وعندما يعاود الفتح يقوم بعملية تحليل بيانات لمعرفة عدد الأشخاص الذين قاموا بسحب نقودهم، وعدد الذين ازداد شحنهم للباقات لكسب الثقة، فحتى وإن عاد الموقع وفتح من جديد الإغلاقات تكررت، ليستفيد بأكبر قدر ممكن من الاشتراك تبعد العودة واكتساب الثقة.
وعن ازدياد عمليات النصب الإلكتروني عبر مواقع مجهولة المصادر، يلفت الخبير النظر، بأن وعي الناس وقلة خبرتهم ساهم كثيراً في انتشار هذه الظاهرة، برغم من أن مجال التسويق الإلكتروني أصبح مهم للغاية في مجال التطور التكنولوجي الذي تشهده البلاد، ولكن غياب الرادع القانوني المتخصص في هذا المجال، ساهم بشكل كبير في جعله محط استغلال للمكاتب والتجار غير الموثوقين، فيجب إقامة حملات توعية لمكافحة عمليات النصب الإلكتروني من قبل متخصصين بذلك.
مكافحة الجرائم الإلكترونية
أما بخصوص الجهة التي يستطيع الشخص اللجوء لها في حال تعرضه للنصب إلكترونيا يقول: وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية الجهة الوحيدة التي يتم اللجوء لها، ولاكن المعضلة أن هذه الوحدة لايزال تنقصها الخبرة الكافية في فهم عمليات الاحتيال الحاصلة في الأوساط، وكيفية كشفها وتتبع مرتكبيها.
تجارة مضمونة
وعن أنواع التجارة الإلكترونية التي تعتبر نوعاً ما مضمونة يشير عامر، إلى أن التسوق الإلكتروني والتداول، تقل فيها نسب النصب من غيرها، فالاستثمار، والتداول بأقسامه كتداول ع الفوركس (السلع والذهب والعملات المحلية) وتداول بالعملات الرقمية وعلى الأسهم جميعها مضمونة، مع وجود ثغرات في كل منها وطرق للغش والاستغلال التي لابد من الانتباه لها.
واختتم حديثه، لابد من زيادة الوعي ورفع من مستوى معرفة المواطنين وأصحاب التجارة الإلكترونية حول هذه الظاهرة، لمحاولة التقليل من فرص عمليات النصب والاحتيال والخسائر المادية الفادحة. (وال _ بنغازي)
تقرير: فاطمة الورفلي