بغداد 18 نوفمبر 2022 (وال)- صدر حديثًا عن دار المدى للنشر كتاب “في البحث عن الزمن” (دراسة) لمؤلفه دان فالك بترجمة عربية أنجزتها د. رشا صادق.
ومما جاء في مقدمة الكاتب:
أنتَ تكتب كتابًا عن… ماذا؟!!. قل للناس إنّك تؤلّف كتابًا عن الزمن، وستتلقّى ردود أفعال مدهشة! سيحتار البعض منهم، أو يهزّون أكتافهم بلا مبالاة ويسألون: “وماذا عن الزمن؟!”، وكأنّ من الصعب وجود ما يكفي من الأمور المشوّقة لتأليف كتاب كامل عنه (ألا يمرّ الزمن فحسب؟!)، أمّا البعض الآخر فيبدو أنّهم يفهمون إغراءه على الفور، ويتساءلون عن مواضيع محدّدة: “هل ستكتب عن السفر عبر الزمن؟!”، “طبعًا” أجيبهم، وأؤكّد لهم أنّني سأخصّص فصلًا بأكمله للسفر عبر الزمن، رغم أنّه مستحيل كما أخبرهم، لكنّه يطرح أسئلة ساحرة عن طبيعة الزمن نفسه وعن الفضاء وقوانين الطبيعة. بعض الناس يخمّنون أنّني أؤلّف “كتابًا عن الفيزياء”، ولا بدّ أنّه سيكون تقنيًّا متخصّصًا، فيه الكثير عن الإنتروبيا وحدود العالم وما إلى هنالك. كلّا، أطمئنهم، على الأقلّ ليس “كتاب فيزياء” فحسب، هدفي هو مقاربة أوسع للغز الزمن من اتّجاهات متعدّدة، يحمل كلّ منها وجهةَ نظره وبصيرته الخاصّة، وسِجلَّ نجاحاته وخيباته. في الواقع، يجب أن نقارب الزمن من عدّة زوايا، إذ لا يوجد “جواب” بحوزة أيّ فرع من فروع العلوم مهما كان. أدركتُ ذلك عندما ألقيتُ نظرة على الكتب التي تصطفّ على رفوف مكتبة بيتي (سأقوم برحلات عديدة إلى مكتبات مختلفة، لكنّ إحدى مزايا إنشاء مجموعة كتب رائعة في المنزل، هي أنّ جزءًا ضخمًا من البحث يُنجَز حتّى قبل أن يتصدّى المرءُ لتفاصيله). أوّل رفّين من رفوف مكتبتي يضمّان كتبًا عن تاريخِ وفلسفةِ العلوم: فيهما أبحث عن الكلاسيكيّات مثل برونوڤسكي وبورستِن وغامو، ومجموعة من عناوين كارل ساغان، والأعمال الأحدث التي كتبها تيموثي فيريس ودينيس دانيلسون مثلًا. تحتهما، الكتب التي تتناول سيرة حياة العلماء: “غاليليو” لدرايك وسوبل، “نيوتن” لويستفول وغليك، “آينشتاين” لبايس، فولسنغ، وإيزاكسون، بالإضافة إلى العديد من الكتب التي تركّز بشكل خاصّ على نظريّات أولئك المفكّرين العظماء. (وال) ح م/ ر ت