الشارقة 05 ديسمبر 2022 (وال) _ صدر حديثًا للكاتب أحمد مصطفى لطيف كتاب بعنوان “الإمبراطورية الأميركية ووهم الخلود”.
يقول الكاتب في مقدمته:
من الطبيعي أن تطمح الأمم إلى تحقيق الرخاء والنماء لشعوبها، وفي الوقت نفسه تسعى جاهدة لأن تتبوأ مكانة مرموقة بين الأمم الأخرى من خلال نسق حضاري خاص بها يجعلها قبلة عصرها… في الماضي البعيد، والقريب والحاضر، نشأت حضارات مثلتها إمبراطوريات نجحت في بسط نفوذها على من سواها، ليس فقط بما أفرزته من معطيات حضارية، ولكن بما انتهجته من سياسات استعمارية، لذلك طوّرت تكنولوجياتها العسكرية، وآلياتها الإعلامية، وتراكماتها الرأسمالية، لتنصهر معًا وتشكل اليد الباطشة… وعندما تصبح القوة الغاشمة هي الأيديولوجية التي تتبناها الإمبراطوريات، ستتسرب تلك الفكرة إلى داخل الإمبراطورية نفسها، وستصبح السيطرة والاستحواذ هي جوهر العلاقة بين مكونات المجتمع الداخلي، فتنشأ جماعات المصالح التي ستتبارى في بسط نفوذها، سواء بقوة المال، أو الدين، أو العرق، أو غيرها من مظاهر السيادة المجتمعية التي ستؤدي إلى التناحر، وتآكل الإمبراطورية داخليًا في الوقت الذي تكون فيه بدأت بالفعل تتهاوى عناصر قوتها خارجيًا.
تتطرق فصول الكتاب إلى مجريات الأمور في واقع الإمبراطورية الأميركية، بداية من ترحيل مساجين أوروبا، والذين اعتنقوا مذهب البطش في القضاء على الهنود الحمر، وهم السكان الأصليون لتلك الأراضي المكتشفة حديثًا بحثًا عن الثروة، ثم إشعال حرب الاستقلال والحروب الأهلية، إلى أن أصبحت هناك دولة شعبها يؤمن بأنه شعب الله المختار، وأنه مخول باستعمال القوة للحصول على كل ما هو فيه خير له على وجه الأرض، ثم الحقب الزمنية المختلفة بداية من الحرب العالمية الأولى إلى الأحداث المعاصرة.(وال _ الشارقة) ح م