القاهرة 24 ديسمبر 2022 (وال) _ صدر حديثًا للدكتور هشام عقيل من البحرين عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب بعنوان “رأس المال الكولونيالي: نحو نظرية علمية للتبعية”.
في تذييله لكتابه يقول المؤلف:
افتتحتْ النظرية الكولونيالية قارات جديدة مجهولة في عالم العلم التاريخي، ووجدته أكبر مما كنا نتصوّره؛ والوصول إلى هذه القارات الجديدة تطلّب شكلًا خاصًا للقطيعة الإبستمولوجية تؤدي إلى قطيعة كونية، ولا يُمكن افتراضها كتحصيل حاصل، وإنما يتوجب فرضها وإحداثها، إذ إن القطيعة التي قادها ماركس وإنجلز كانت (ولأسباب مفهومة تمامًا) قطيعة إقليمية أو جزئية فقط، ولم تكتمل أبدًا.
فلما كان تحليل نمط الإنتاج الكولونيالي هو الذي أدّى إلى هذا الاكتشاف، فلا يُمكن لهذه الدراسة أن توفّر النظرية المحضة للعمران، وإنما ذلك محله في دراسة أخرى تمامًا، أي إن النظرية الكولونيالية هي بداية مشروع متكامل لإنجاز وإتمام علم العمران كعلم، والذي يتطلّب عملًا جماعيًا لإنجازه كُلّيًا.
لأول مرة نجد أن مفهوم العمران قد اكتسب معناه الكامل، حيث إن علم التاريخ هو علم العمران، أي لأول مرة نفهم أن العمران هو البنية الاقترانية التي تتضمن أشكالًا متعددة، قد تكون لامتناهية (في حدود أن التاريخ هو لا متناهٍ) لتمفصل العناصر التي تمهد لأشكال مختلفة من الزمانيات، والتزمّنات، والتمكّنات، والتحقّلات.
شخصيًا لم أقع على كتاب أو كاتب، ولعلّه قصور مني، قد سبر غور العمران بهذا المعنى؛ ولهذا فإن الانقطاع الإبستمولوجي الذي جاءت به نظرية نمط الإنتاج الكولونيالي، أي في حدود أنها أدّت إلى تثوير “الماركسية” كعلم العمران، هو عبارة عن انقطاع كوني أو شامل.
الحلقة المفقودة من علم التاريخ الماركسي، تلك الحلقة التي حالت دون اكتماله كعلم متكامل، تكمن في عدم اكتشاف مفهوم الأبنية الاقترانية، أي العمران، وبالتالي حال ذلك دون صيرورة قطيعته الإبستمولوجية قطيعة كونية.(وال _ القاهرة) ح م