غات 08 يناير 2023 م (وال) – تعيش الكثير من المدن والقرى والبلدات في الجنوب الليبي أوضاعا معيشية صعبة في بيئة قاسية صحراوية أو شبه صحراوية تعود بالأساس، بحسب شهادات سكان تلك المناطق، إلى عدة أسباب معقدة منها التهميش منذ عقود خلت، وتفاقم الصراع على السلطة حاليا، والانقسام السياسي، وعمليات التهريب الواسعة، والجريمة المنظمة، وانتشار السلاح.
ورصدت موفدة لوكالة الأنباء الليبية (وال) على هامش تغطية مهرجان غات الدولي السنوي، ضمن زيارة مع عدد من أعضاء مجلس النواب إلى قرية “ابالول” بالقرب من ايسين على الحدود الليبية الجزائرية (أقصى جنوب غرب ليبيا)، الأوضاع المعيشية الصعبة والسيئة لحوالي ( 20 ) عائلة ليبية تعيش في قلب الصحراء في بيوت من الطين سقفها من سعف النخيل، وتبعد أقرب مدرسة وأقرب مستوصف عن هؤلاء المواطنين حوالي (10) كيلومترا، في بركت وغات.
وقال أحد المواطنين في تصريح لموفدة (وال) إن الكثير من الوفود الحكومية والرسمية زارت في السابق وحاليا هذه المنطقة وغيرها من المناطق في الصحراء الليبية وأطلقت الكثير من الوعود إلا أن الأوضاع بقيت على حالها.
ويعاني الجنوب الليبي المتاخم للصحراء منذ عقود من التهميش ويعتبر اليوم أكثر المناطق الليبية تأثراً بالفوضى الأمنية وحالة الانقسام السياسي التي تعصف بالبلاد.
وتشكو هذه المناطق بالفعل من انعدام الاستقرار والنزاعات الأهلية والقبلية ونقص الخدمات الأساسية وتفشي التهريب وانهيار البنى التحتية وضغط الهجرة غير الشرعية.
وعلى الرغم من الخيرات والثروات التي يزخر بها باطن الأرض في الجنوب إلا أن السلطة الحاكمة في السابق إلى حد ما، والحكومات المتعاقبة منذ 2011 إلى حد كبير، أهملت هذه المنطقة وتركتها فريسة للنزاعات والتهريب.
وتواجه مدن الجنوب اليوم أوضاعاً معيشية صعبة وتحديات خطيرة بسبب انعدام الوقود وغاز الطهي وشح المياه الصالحة للشرب ونقص الأدوية وتردي الاتصالات وانهيار البنية التحتية الطرقية وتعطل معظم الخدمات وشلل المؤسسات الاقتصادية وتفاقم البطالة والفقر.
وأرجع مصدر مسؤول في أوباري في تصريح لموفدة (وال) السبب الرئيسي في الأوضاع الصعبة التي يواجهها الجنوب بعد غياب سلطة الدولة والاحتقان السياسي والصراع على السلطة، إلى عمليات التهريب الواسعة، مؤكدا أن عمليات التهريب واسعة ولا تقتصر على أشياء معينة فتشمل تهريب الحبوب والبنزين والدقيق والمواد الغذائية، والسلع المعمرة عبر الجغبوب إلى دول الجوار مثل النيجر وتشاد والسودان وحتى مصر.
وقال المصدر الذي – فضل عدم ذكر أسمه – إن التهريب يشمل كذلك تهريب الذهب عن طريق القطرون ومرزق وعبر ما يسمى بـ “مثلث برمودا” أو “مثلث الموت”، وتهريب حبوب الهلوسة والمخدرات التي تدخل إلى الجنوب الليبي عبر الدروب الصحراوية قبل تهريبها إلى دول أخرى في الخليج وأوروبا.
وأضاف فيما يتعلق بمشكلة الهجرة غير الشرعية أن هؤلاء المهاجرين لم يعودوا يدخلون إلى ليبيا عبر دروب الصحراء الوعرة بل من خلال المنافذ الرسمية بسبب انتشار الفساد.
واستطرد المصدر قائلاً أن تهريب السلاح عملية رائجة في الجنوب خاصة على مستوى الجغبوب والكفرة وعبر السلاسل الجبلية على ضهور الإبل مؤكدا أن تهريب السلاح والذخائر يتم علنا بسبب سطوة المهربين الذين يسيطرون اليوم على الأوضاع في المنطقة الجنوبية بالكامل. (وال _ غات)