هذا و بثت تفاصيل الحادثتين واعتراف المجرمين، من قبل جهاز البحث الجنائي بنغازي عبر موقعهم الرسمي بمواقع التواصل الاجتماعي، في إشارة واضحة للأثار الخطيرة التي بدأت تنتج عن انتشار التعاطي ومدى خطورته على المجتمع.
و جاء في نص البيان الذي تحصلت وكالة الأبناء الليبية على نسخة منه:-
حول قضيتي الخطف والاغتصاب اللتين حصلتا في الأيام الماضية بالمدينة، يستهجن ويستنكر مكتب الأوقاف والشؤون الإسلامية بنغازي، بأشد العبارات هذه الحوادث المشينة والتي تعد أخطر وأشد الأفعال بشاعة ومخالفة للفطرة السليمة والعقول المستقيمة، وأنها من أعظم الأسباب التي تؤدي على مثل هذه الجرائم البشعة انتشار ورواج بيع الخمور والمخدرات بشتى أنواعها بصورة علنية ظاهرة.
وإن مثل هذه الأمور لتستوجب وتستجلب غضب الله وأليم عقابه وظهور الفتن والمحن والفساد في البلاد.
من هذا المنطلق فإن مكتب الأوقاف والشؤون الإسلامية بنغازي يحث جميع الجهات الأمنية والمختصة والقضائية والعسكرية، ووجهاء القبائل، وأعيان المدينة على تقوى الله والتأزر والتكاثف على مكافحة مثل هذه الجرائم والقضاء عليها.
المخدرات المتهم الأول
وفي هذا الشأن تواصلت وكالة الأنباء الليبية مع عضو اللجنة العليا للإفتاء والشؤون الإسلامية الشيخ إبراهيم بالأشهر، والذي أوضح: إن الله سبحانه وتعالى ما حرم شيئآ إلا فيه خير ومصلحة للعباد، ومن ذلك تحريم الخمر وما في حكمها من المخدرات وغيرها مما يذهب العقل، فإن هذه المخدرات تفسد العقل وتجعل الإنسان يتصرف تصرف مغيب العقل ويُتوقع منه أن يحصل منه أي أمر منكر ومحرم، ولذلك نسمع عن أمور فظيعة وجرايم بشعة يرتكبها هؤلاء المتعاطون للمخدرات، وهذا مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال (الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر من شربها وقع على أمه وخالته وعمته)رواه الطبراني.
وأضاف الشيخ بالأشهر: الزنا كبيرة من الكبائر التي حرمها الله بل حرم القرب منها، وإن كان الزنا محرما بين عموم الناس، فإن حرمته أشد أذا وقع على المحارم، قال ابن حجر الهيتمي (واعظم الزنا على الإطلاق الزنا بالمحارم)، وأما عقوبة من فعل ذلك فجمهور الفقهاء مالك والشافعي وابوحنيفة اجتمعوا على أن حده حد الزاني، وذهب الإمام أحمد في رواية عنه أنه يقتل قال ابن قدامة المقدسي (اخُتلف في حده فرُوي عن أحمد انه يقتل على كل حال وبهذا قال جابر بن زيد واسحاق وأبو ايوب وجمهور الفقهاء، على الزاني بإحدى محارمه هو كالزاني باجنبية).
و تابع بالاشهر: ننبه إن إقامة الحدود على من وقع منه ذلك، هي من اختصاص الحاكم وولي الأمر ولها شروط وانتفاء موانع، وننصح من إبتلي بذلك أن يرجع إلى ربه ويتوب توبة نصوحا، ويبتعد عن الأسباب المسببة لمثل هذه الفواحش والمنكرات ومن أعظمها تعاطي الخمور والمخدرات.
الأثار النفسية
من جانبها، أوضحت الاستشارية النفسية الدكتورة آمال القنة _ لمراسل وكالة الأنباء الصليبية _ الآثار النفسية المتوقع أن تصيب الضحية، وبالأخص ضحية الاغتصاب من قبل الأب، فقالت: الأثر النفسي والاجتماعي يختلف في شدته على درجة قرابة المعتدي (زوج / أخ / ابن /مدرس، إلخ..)، فكلما كان المعتدي يمثل مصدر من مصادر الأمان والحماية للضحية، يكون الأثر النفسي أعمق وأشد للضحية، وتكرار مرات الاعتداء والمكان الذي حدث فيه الاعتداء، فكلما تكرر الاعتداء كلما زادت عمق الصدمة النفسية التي تتعرض لها، تشعر الضحية بالتفكك، أيضآ المرحلة العمرية التي حدث فيها الاعتداء، تلعب دورا في أثر الصدمة.
وبينت: أن مرحلة الطفولة والمراهقة تختلف آثارها النفسية والاجتماعية عن مرحلة الشباب والنضج، فالطفل في هذه المرحلة يبدأ في تكوين منظومة للأمان والحماية وهذه الصدمة تدمر المنظومة في مهدها، فإن التركيبة البنائية لشخصية الضحية التي تمتلك متانة نفسية عالية ومساندة أسرية واجتماعية تستطيع التعافي من هذه الصدمة بيسر أكثر من غيرها التي تعاني من الوحدة والرفض.
وذكرت الدكتورة: ما واجهته أيضآ الضحية هو الخوف من عواقب تقديم بلاغ ضد المعتدي، وسهولة اتهامها بالمسؤولية فيما جرى، ورد فعل المجتمع المتعارف عليه ضدها من رفض فتصبح (فضيحة)، فالحكم المسبق على الضحية بأنها أحد أهم الأسباب في وقوع هذا الاعتداء (نتيجة لملابسها أو طيبتها وغيرها من التبريرات التي ترجع إلى ثقافة الاغتصاب)، فهذي الآثار السلبية ستستوجب ضروري معالجتها بشكل سريع حتى تكون الضحية إنسانة متزنة في المستقبل.
وأشارت الاخصائية النفسية أمال القنة إلى الأبعاد الخطيرة التي ستقع على أخوة الفتاة التي تعرضت للاغتصاب من أبيها والذين وبحسب رواية الضحية، كانوا قد شهدوا مرات عديدة على ذلك، وكانوا يتحدثون مع أبيهم محاولين منعه، بأن رؤية الأطفال لممارسة جنسية فهم لا يفهموها لذلك قد تؤدى إلى لعدم التوازن في شخصيتهم، لأن طبيعة الأطفال يعتقدون أن من يكبرهم يكون دوماً على حق، ولكن الوضع غير طبيعي وغير منطقي لهم.
وأكملت: يؤدى ذلك إلى عدم الشعور بالأمان، إظهار خوف من والدهم، سلوكيات انحطاطية وأحيانا إباحية، والتبول اللاإرادي، و السرحان و التوتر، بالإضافة إلى تغير في السلوك كأن يلمح بوجود سر يخفيه، وتغير في المزاج، كوصفه لنفسه بأنه سيء أو قذر أو يضع نفسه بمواقف حتى يتعرض للضرب (بسبب شعوره بالذنب)، الشراهة في الأكل، وفي حالات متقدمة عديدة محاولات انتحار، الهروب من البيت. الألفاظ النابية، حركات والسلوكيات الجنسية غير اللائقة؛ كأن يلعب مع من هم أصغر منه، والقيام بمص الأصبع، ممارسة العادة السرية بكثرة، السرقة والكذب، الأحلام المزعجة وال كوابيس، تراجع بالتحصيل الدراسي، والهروب من المدرسة مع الخجل، والسلوك العدواني، والابتعاد عن هواياته، وظهور بعض الملامح الجنسية في رسوماتهم، فهنا يجب الحوار معهم