دمشق 24 يناير 2023 (وال) _ رحل المترجم السوري الكبير رفعت عطفة، أمس الإثنين عن ستّة وسبعين عاماً، بعد صراعٍ مع المرض، في مسقط رأسه بمدينة مصياف غرب سورية، لتُختَتم بذلك تجربةُ أربعة عقود في العمل الترجمي، نقل خلالها إلى العربية ما يناهز السبعين كتاباً من لغة ثرنافتيس.
وُلد عطفة في مصياف عام 1947، وتعلّم في مدارسها قبل أن يغادر بلده إلى إسبانيا في نهاية الستّينيات، حيث حصل، بين عامَيْ 1968 و1974، على إجازة ثم على ماجستير في الأدب الإسباني من “جامعة مدريد المستقلّة”.
وافتَتح الراحل مسيرته عام 1978 حينما أصدر، لدى مطبوعات وزارة الثقافة السورية، ترجمته لـ”كتاب التساؤلات” للشاعر التشيلي بابلو نيرودا، والذي كان قد صدر في الأصل الإسباني قبل أربعة أعوام.
وركّز عطفة، في السنوات التالية، على ترجمة المسرح، حيث نقل على وجه الخصوص أعمالاً للكاتب الإسباني رامون دل بالييه – إنكلان، من بينها “أضواء بوهيمية” (1979) وثلاثية “الكوميديا البربرية”، التي أصدرها في ثلاثة عناوين عام 1982 (“وجه الفضّة”، “النسر”، “نشيد الذئاب”).
على أنّ اسم الراحل سيُعرَف، لدى جمهور القرّاء، بفضل الروايات أكثر من غيرها، إذ كان له الفضل في إطلاع القرّاء العرب على “المخطوط القرمزيّ” (1996) للإسباني انطونيو غالا، و”ملحمة آل ماركس” (1999) للإسباني الآخر خوان غويتيسولو، إلى جانب العديد من أعمال الروائية التشيلية إيزابيل ألليندي، التي ترجم لها نحو عشر روايات بين 1997 و2015، من بينها “الخطّة اللانهائية”، و”ابنة الحظّ”، و”خلاصة الأيام”، و”لعبة نازع الأحشاء”. كما اقترح، عام 2004، ترجمة جديدة لـ”دون كيخوتِ” ثربانتس.
عمل الراحل لأكثر من خمسة عشر عاماً مديراً لـ”المركز الثقافي العربي” في مدينته مصياف (1987 ــ 2004)، حيث ساهم هناك في تكوين نقطة التقاء ثقافية ومعرفية بعيداً عن حِسابات الأجواء الثقافية في العاصمة دمشق ونُخبها، كما ساهم في تأسيس “المركز الثقافي السوري” في مدريد عام 2004، الذي أداره حتى عام 2008.
ورغم معاناته صحّياً منذ عام 2018، ومواجهته لأزمة قلبية ومن ثم لمرض السرطان، إلّا أن عطفة لم ينقطع تماماً عن العمل خلال هذه السنوات، حيث صدرت له فيها عدّة ترجمات، كان آخرها كتابا “شكل الخرائب” لـ خوان غابرييل باسكث، و”وطن” لـ فرناندو أرامبورو، اللذين صدرا عام 2022.(وال _ دمشق) ح م