طرابلس 16 فبراير 2023 (وال)- حيت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي ثورة 17 فبراير التي أنهت نظامًا شُموليًا استمر لأكثر من أربعة عقود، مهنئة الشعب الليبي بانتصار ثورته التي أنهت حكم الاستبداد والديكتاتورية.
وقالت رئاسة – في بيان لها – اليوم بمناسبة الذكرى 12 لثورة فبراير، إن يوم 17 فبراير يوم مغاير بكل المقاييس، تحركت فيه عجلة الزمن من جديد في بلادنا، بعدما جمدت لأكثر من أربعة عقود، تعطلت خلالها بناء الدولة، وأنهارت مؤسساتها، وتوقفت كل مظاهر التقدم والمدنية فيها حتى صارت كأنها تعيش في عصر غير عصرها، فتأخرت في كل مناحي الحياة العصرية، واختفت المظاهر الحضارية من أركانها.
وأضاف البيان أن الأمل في الانعتاق أضحى حلمًا يُراود أحرار هذه الأرض، وفي إشراق صُبح لا سجن ولا سجان فيه، فكانت ثورة 17 فبراير الصبح المنتظر الذي تجلى بهاؤه في أرجاء الوطن، وغشي نوره كوابيس ظلمات أكثر من أربعين سنة من القهر والظلم.
ولاحظ البيان أنه بعد مرور 12 عامًا على تفجرها لازال الشعب الليبي يقدم الدليل بأن ثورة فبراير حية، باقية، تتقد جذوتها في داخلهم، وتُسقى بمدد من إيمانهم العميق بأنها ثورة الحق على سطوة الباطل، وثورة من أجل استرداد الحرية والكرامة، وشرف الإنسان الليبي.
وشدد البيان على أنه رغم كل الآلام والجراح والحروب والأزمات المفتعلة وغيرها لم تقدر أن تطفي جذوة فبراير في النفوس، لأن جل الشعب الليبي يدرك حقيقة المسعى وراء إسقاط فبراير، والدسائس لعودة الدكتاتورية، وحكم الفرد المتسلط، وكذلك يعرف حقيقة المندسين والمحسوبين على فبراير، مؤكدا أن الليبيين أصبحوا أكثر وعياً بما يدور حولهم، وبما يحاك في العلن والخفاء لبلادهم وثورتهم، ولذلك ظلوا طيلة هذه السنوات، أوفيا لثورتهم، يكافحون من أجل الوصول إلى الأهداف النبيلة التي قامت لأجلها، متشبثين بها، ولأجلها سقط الشهداء، وقدمت التضحيات الجسام.
واستطرد البيان أن رئاسة الأركان العامة تعي اليوم أن انتهاء نظام المستبد ما هو إلا خطوة في بداية طريق التغيير الإيجابي، الذي يمر عبر دروب صعبة، ملغومة، وأجواء تعصف فيها رياح التآمر والتخاذل والترهيب.
وأكدت رئاسة الأركان أنها تُدرك أن الدرب طويل، وفي الدرب يسقط الشهداء، وتتكشف الأقنعة، وتظهر معادن ومواقف الرجال، تسطر ملاحم البطولة والثبات على الحق، وتُمتحن عزائم الأحرار في مواجهة كل ما يحاك للثورة المجيدة، والصمود حتى تتحقق أهدافها النبيلة، بميلاد دولة العدل والقانون، دولة المؤسسات والتداول السلمي للسلطة في أجواء من الحرية المسؤولة والمساواة والكرامة غير المرتهنة، والأمن والأمان للمواطن، وسيادة الوطن.
وتقدمت رئاسة الأركان العامة بهذه المناسبة بأحر التهاني، وأطيب التمنيات لأبناء الشعب الليبي، مهيبة بالجميع أن يوحدوا صفوفهم، ويتركوا خلافاتهم، ويُغلِّبُوا مصلحة الوطن المثخن بالجراح، ويتربص به الدخلاء من كل حدب وصوب، مؤكدة على أنها مع صف الوطن، ومع القيم والأهداف النبيلة التي نادت بها الثورة، وضحى لأجلها الشرفاء.
وشدد البيان على أن رئاسة الأركان العامة، في الوقت الذي تمد فيها أيديها لكل الليبيين للتصالح، والتآزر، فإنها لن تخون الوطن، ولن تتنازل عن مبادئها في نصرة الحق، والوقوف سداً في وجه الباطل، ولن تفرّط في الوطن وسيادته مهما كانت التضحيات.
(وال)