بنغازي 27 فبراير 2023 (وال)- كشف الباحث الآثري في قسم الشؤون الفنية المسوحات الأثرية بمراقبة آثار بنغازي ماهر القزيري – في تصريحات لوكالة الأنباء الليبية – عن مقترح وهو “البحث عن موانئ بنغازي القديمة”، عقب انتشار العديد من الصور والمقاطع بمدينة بنغازي تشير إلى تراجع مياه البحر إلى مسافات غير مسبوقة، وأرجع خبراء ما حدث إلى المد والجزر. وقال الباحث الأثري إنها “ظاهرة طبيعية من مرحلتين تحدث لمياه المحيطات والبحار، ووفقًا للخبراء فإنّ منسوب المياه يعود لحالته الطبيعية تدريجيًا، ولذلك لا تستدعي الظاهرة القلق، لكن ما يهم هو ما يحدث من تراجع لمياه البحر، ولقرب مدينة برنيكي الأثرية من الساحل”. وتابع القزيري: “من المعروف أن مدينة برنيكي الأثرية قد بُنيت عند الطرف الشمالي للبحيرة الواقعة في منطقة السلماني والمعروفة بإسم (السبخة)، فوق مرتفع من الأرض والتي تعرف بإسم (مقبرة سيدي عبيد)، ومع مرور الزمن نمت وأمتدت نحو الجنوب الشرقي بجوار سبخة السلماني، وهي المنطقة المقابلة لمقبرة سيدي أعبيد، وأقدم إشارة لمدينة يوسبيريديس، ففي أثناء الحملة الفارسية التي بعث بها والي مصر الفارسي للانتقام من مدينة برقة بعد مقتل اركسيلاوس الثالث عام 515 ق.م، حيث يذكر أن هذه الحملة الفارسية تقدمت حتى مدينة يوسبيريديس، وبمرور الزمن أصبحت مياه سبخة السلماني تجف وتمتلئ بالطين والرمل للدرجة التي أصبحت معها غير صالحه للملاحة، فتعذر بذلك اتصال يوسبيريديس بالبحر، فما كان من السكان إلا أن انتقلوا إلى موقع آخر أكثر قربًا للبحر”. وتابع القزيري: “الموقع الجديد للمدينة كان يشغل المنطقة الوسطى من بنغازي الحديثة، ابتداء من الميناء ناحية الشمال الشرقي حتى الفندق البلدي، ومن مقبرة سيدي خريبيش ناحية الجنوب الشرقي حتى الملعب الرياضي، القديم وبعد وفاة الإسكندر الأكبر سنة 323 ق.م، وقعت مصر تحت الحكم البطلمي، وبالتالي دخلت جميع المدن القورنيائية بما فيها يوسبيريديس في تبعية مباشرة للحكم البطلمي طوال الفترة من 322 ق.م إلى 96 ق.م، وبحكم أهميتها وكونها فريده من نوعها وذات طابع خاص، فمدينة بنغازي الوحيدة التي تحوي مدينتين، وبما أنها تقع بالقرب من البحر فمن الطبيعي أن يكون بها ميناء وربما بعض الملحقات الأخرى لها علاقة بالمدينة، وستكون هذه بمثابه فرصة جيدة ومناسبة لإجراء مسح للمساحة التي أنحسرت فيها المياه”. وذكر القزيري أنه بحسب المعلومات والمصادر من الكتاب تجوال في شمال أفريقيا بقلم جيمس هاملتون، بأنه تم العثور على كتل حجرية كبيره علي شكل مربع متناثرة على طول شاطئ البحر، وأساسات لمباني قديمة في البحر، وبين الشعاب المرجانية التي ربما تكون المرفأ القديم، وقد تم العثور على درج في أقصى طرف الكتل الحجرية مربعه الشكل على الشاطئ، وقد غمرتها مياه البحر في هذا الجزء من الساحل، وكما تشهد على ذلك أساسات المباني المغمورة تحت الماء، وعلى الجانب البري من المدينة يتسبب البحر في حدوث انفصال مكونًا بحيرة ضحلة في الشتاء وتجف في الصيف، وتترك السطح ممتلىء بالملح عند صفاء الجو وعدم وجود رياح عالية. وأشار الباحث الأثري إلى أن الهدف من المشروع “مقترح” هو تسجيل وتوثيق الموانئ القديمة المرتبطة بمدينة بنغازي، وتقييم الموقع الأثري ومدى تضرره من هذه الظاهرة، وإجراء مسح ميداني للمنطقة المستهدفة أيضًا، والتصوير باستخدام طائرة الدرون، للتوثيق وإعداد الخرائط اللازمة. وأوضح الباحث الأثري بأن خطة العمل تشمل مسح وتوثيق الموانئ القديمة لمدينة بنغازي، عبر الاستعانة بالمصادر والمراجع القديمة والصور الجوية، بالإضافة إلى تجهيز قاعدة بيانات خاصة بهذه الموانئ، وتشكيل فريق للعمل الميداني متكون من غطاسين للكشف عن أي أساسات أو مباني مغمورة تحت الماء، والاستعانة بالتصوير الجوي باستخدام الدرون للتوثيق وإعداد صور للخرائط عالية الجودة، بالإضافة إلى الباحثين متخصصين في المسح ومهندسين متخصصين. وأضاف أيضًا من ضمن الخطة التعاون مع المنظمات المعنية بالبحاث التراث المغمور تحت المياه، للحصول على صور جوية عالية الدقة تكشف تكوينات الطبيعية لشواطئ بنغازي. وكانت قد شهدت العديد من البلدان في العالم بينها ليبيا، إنحسار كبير لمياه البحر عن الشواطئ، بحسب ما أظهرت صور ومقاطع الواردة من لبنان وليبيا وتونس وإيطاليا وفلسطين، ما أثار حالات هلع من إمكانية أن يكون تراجع المياه إشارة إلى احتمال عودتها على شكل موجات تسونامي، خاصة وأن هذه الظاهرة جاءت عقب العديد من الهزات الإرتدادية التي سجلت في الأيام الماضية، والتي سجلت بعضها مركزه في البحر المتوسط. فالتغييرات المناخية تشهد تغيرًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، وحدوث زلازل في العديد من البلدان مثل العراق وتركيا وسوريا خير دليل على ذلك، لكن بحسب التقارير فإن إنحصار مياه البحر لا علاقه له بالزلازل بل أنها ظاهرة طبيعية تحدث بشكل عادي، لكن بسبب تحسن الأحوال الجوية الذي كان السبب في ملاحظه هذه الظاهرة. وتعود أسباب إنحسار مياه البحر إلى انخفاض في منسوب مياه البحر المتوسط، وليس انحسارًا بتلك المسافة المزعومة أو أن مياه البحر مرتبط علميًا بحركة المد والجزر، والتي يمكن أن تكون أقوى في بعض السنوات أيضًا تأثير الجاذبية على القمر والشمس، وغالبًا ما تكون في المناطق الساحلية المجاورة لمياه البحار والمحيطات.(وال) ن ع/ ر ت
كتب| نورالهدى العقوري
جميع الحقوق محفوظة وكالة الانباء الليبية .