طرابلس 14 مارس (وال) _ زيّنت المدن الليبية يوم أمس الإثنين، باحتفالات اليوم الوطني للزي الليبي التقليدي، والذي يصادف 13 مارس من كل عام، حيث يعتبر الزي التقليدي الليبي العادة التي لازال يحافظ عليها الليبيين منذ قرون، فهو لوحة فنية متنوعة من الألبسة التراثية والشعبية يتزين بها الشعب في المناسبات الدينية والشعبية والأعياد وحفلات الزفاف.
الزي الليبي التقليدي أصالة الماضي العتيق
أقيمت العديد من الاحتفالات في المدينة القديمة بطرابلس بمناسبة هذا اليوم، وعلى هامش هذا اليوم انطلق (معرض السحارية) في ساحة السيدة مريم بالمدينة القديمة والذي يستمر لمدة أربعة أيام.
معرض السحارية يعرض جماليات الزي الليبي وتنوعه العريق، والعادات التراثية المميزة من مختلف ربوع البلاد ، وبأجواء أكثر من رائعة.
والسحارية إسم مقتبس من صندوق السحارية الذي يستخدمه الليبيين قديماً، فهو صندوق يُصنع من الخشب ويُطعّم بصفائح النحاس، يحتوي على صندوقان صغيران بالداخل ويزخرف خارجه بروح التراث وألوانه البهية، تجتمع كل مناطق ليبيا غربها وشرقها وأيضًا جنوبها في استعماله لحفظ المقتنيات من ثياب وكحل وبخور وحلي ومجوهرات.
و يورث السحارية كأغلب المقتنيات الغالية من الجدات والأمهات كتقاليد متعارف عليها، ويعيش جيل بعد جيل محافظ على شكله الأصلي واستخداماته، فهو دائماً حاضر وجزء أساسي من عادات الزفاف قديماً، ولايزال موجود عند بعض الأهالي حالياً، أو لديهم ذكرى عزيزة يتذكرونها به.
من جانبه، قال قاسم تنتوش مسؤول التصوير والأعمال الفنية في المعرض بالشراكة مع الباحث الثقافي فيصل قنابه مسؤول عن الأزياء الوطنية في المعرض: جاءت فكرة المعرض بعد محاولات عديدة للبحث عن العادات الليبية والأزياء الشعبية والموروث الثقافي الليبي مصادرها، دون جدوى أي إنها نادرة الوجود عبر الإنترنت.
وأضاف تنتوش: قمنا بتنظيم هذا المعرض بهدف توثيق وأرشفة عادات وتقاليد الشعب الليبي، وعرض الزي الوطني التقليدي من خلال الصور، فالزي الليبي حالياً بدأ يتعرض للتحريف والتشويه من بعض الناس، وأصبح قابل للانقراض لعدم ارتدائه بكثرة، فقد قمنا بالتركير على اللباس غير متداول، وذلك لأن فئة الشباب لايعرفونها.
وتابع: كثرة تنوع الزي التقليدي الليبي جعلنا لا نستطيع حصره، فالذي قمنا بعرضه هو عبارة 23 لباس مختلف لأكثر من مدينة مختلفة، كما عرضت صور لكل لباس داخل المدينة الخاصة به، نظراً لبيئة منطقة كل لباس والتقاليد الخاصة به.
وحول التحضير لهذا المعرض أوضح: استغرق تنظيم هذا المعرض عامين تقريباً، وذلك من أول جلسة تصوير لتجهيز المعرض وبصعوبة تحصلنا على المصادر.
وبين مسؤول التصوير: إن اسم “السحارية” جاء اختياره مابين 20 إسم تم اقتراحة، والسبب الرئيسي في اختياره لأن الشيء الوحيد المشترك الذي تم استخدامه في كافة ربوع ليبيا، وبإذن الله سوف يقام هذا المعرض في كافة المدن الليبية، انطلاقاً من المدينة القديمة طرابلس. (وال _ طرابلس)
تقرير: نورالهدى العقوري