بنغازي 18 مارس 2023 (وال) ـ تستعد الأسواق الليبية لشهر رمضان مثلها مثل دول العالم العربي، وفي هذا الوقت تحديدا تنطلق صفارة مهرجان الأسعار التي تتزامن مع ارتفاع القوة الشرائية و الاستهلاك في الأسواق المحلية.
و مع تنوع المعروضات من السلع الغذائية على اختلافها و تباين أسعارها و ارتفعها الموسمي المعهود في كل عام ،إلا أن المواطن بالرغم من رفضه و اعتراضه، إلا أن البعض يجد نفسه مستسلما للبائع، محملا كاهله مائدة من الديون فيتحول شهر العبادة و طلب الغفران، إلى فاتورة يلاحق فيها الدائن المدين .
جولة وال داخل السوق المحلي
تجولت وكالة الأنباء الليبية خلال أسبوع كامل داخل الأسواق المحلية بنغازي، و رصدت ارتفاع حركة التسوق و استمعت لعدد من المواطنين الذين أكدوا أن الارتفاع في الأسعار يتراوح ما بين 7 % إلى 15 % عن الشهر الماضي ، و أن هذه الزيادة متفاوتة بين الأسواق و المراكز التجارية ، فلقد وصل الحال ببعضهم لرفع نسبة السداد الإلكتروني إلى 20 % .
الأمر الذي أعزاه أصحاب الأسواق إلى ارتفاع السعر إلى تاجر الجملة، وهذا الأخير ألقى بالمسؤولية على المصدر؛ معللا أن البضائع ترتفع قبل شهر من موسم رمضان لدى تجار الجملة المحليين، أو المصدرين من الخارج؛ نتيجة لزدياد الطلب و ارتفاع مصاريف التصنيع أو التعبيئة أو النقل و غيرها من الجوانب التي ألقت الازمة الاقتصادية العالمية بظلالها عليها.
ارتفاع أسعار اللحوم 15%
ولأن اللحوم بأنواعها تعد السلع الأكثر طلبا في موسم رمضان الغذائي، و مع ارتفاع أسعارها الذي وصل حتى 15% عن الشهر الماضي ،بحسب إجابات المواطنين، و تأكيدات القصابين الذي كان لابد من سؤالهم عن الأسباب فأوضح لنا “هاني بالرأس علي ” أحد القصابين و تجار اللحوم بالمدينة قائلا ( بالنسبةللحوم الحمراء المستوردة المباعة داخل السوق المحلي مثل الأبقار البرازيلية المجمدة، و بعض لحوم الأغنام مثل الأسباني ترد على فترات متقطعة ؛ نظرا لارتفاع الأسعار المحلية و الدولية و الشحن ، أما المحلية مثل (الخروف الوطني) و الأبقار و الماعز و الإبل أسعارها متفاوتة نسبيا، فتاجر اللحوم المجمدة المستودرة عن طريق الموانئ ، تخضع للرقابة و الكشف الصحي و سعر التصدير المرتفع وتكاليف الشحن و النقل و التخزين وغيرها هو بوصلة تحديد لقيمة البيع.
وأوضح “بالرأس علي” أن المربي أيضا هو من يحدد السعر متذرعا دائما بتكلفة الأعلاف بالرغم من مساعي الدولة لإيجاد بعض الحلول ولكن دون جدوى، إضافة إلى البيطرة و العمالة و الحضائر و غيرها من النفاقات )
و يتابع: ( الخروف الوطني يتراوح سعر الكيلو من 60 : 70، العجل 45 : 55 ، الدواجن المحلية سعر الطير المذبوح 18 : 25 ، الأسباني المذبوح محليا 52: 55 ، أحيانا يشهد السوق شح في النوعين المحلي و المستورد، إضافة إلى أن هناك تهريبا للأغنام الوطنية للدول المجاورة بما يعرف “بالحولي البرقي” ) .
وأكد ” بالرأس علي ” أن أسعار اللحوم المستوردة و المحلية متقاربة و أن الجزار ليس المسؤول عن ارتفاع سعر البيع إنما موردي اللحوم بأنواعها منوها أن سوقنا ريعي مستهلك لثروة الحيوانية، بينما إنتاجنا ضئيل لها و يشهد بعض عمليات تهريب المواشي لدول الجوار .
أجهزة الدولة الرقيب على الأسعار
الموسم الرمضاني الماضي 2022 أصدرت مراقبة الاقتصاد لائحة لأسعار الجملة و البيع للمستهلك، و شهدنا حملات مكثفة على أسواق الخضروات و الفواكهة في بنغازي، أما بالنسبة لهذا العام فلقد أوضح الرائد “صلاح الساحلي ” الناطق الرسمي لجهاز الحرس البلدي بنغازي لوكالة الانباء الليبية قائلا (وفقا لقانون متابعة الأسعار اختصاص أصيل للجهاز ؛ من حيث قوانين التسعيرة و لوائحها إن وجدت).
وأوضح ” الساحلي” أن القانون 23/2010 ألغى قانون التسعيرة 13/1989 وأصبحت الأسعار حرة باستثناء أسعار المحروقات، و ذلك للاستقرار الاقتصادي الذي شهدته الدولة في تلك الفترة و سمح حينها بالمضاربة بين التجار وفق لزيادة العرض و الطلب .
وبين ” الساحلي” خلال اليومين الماضين عقد رئيس فرع جهاز الحرس البلدي بالمدينة عدة اجتماعات مع مراقبة الاقتصاد و غرفة التجارة و الصناعة وتم لاتفاق على تحديد تسعيرة الخضروات و الفواكهة التي سوف يعلن عنها خلال اليومين القادمين ، وتتولى دورياتنا متابعتها بشكل دقيق طيلة الشهر الكريم ومخالفة غير الملتزمين بها ، أما فيما يتلعق بأسعار اللحوم ، فالقانون حررها و لم تعد للدولة صلاحية التسعيرة .
وفي الختام، هل سيكون ضمن التخطيط الاقتصادي للدولة ما يحقق ؛ الاستقرار داخل السوق المحلي ؛ لتتمكن من ضبط تكالب الأسعار و الكبح من جماح جشع التجار ؟. (وال ـ بنغازي) هـ ش