بنغازي 21 مارس 2023 (وال)- أكد مدير مكتب إعلام مراقبة تعليم بنغازي وسام العشيبي لوكالة الأبناء الليبية، استمرار الدارسة خلال شهر رمضان المبارك، وأن كل المعلمين والمعلمات ومديري المؤسسات التعليمية سيكونون في انتظار الطلبة ليتم الإنجاز بشكل سلسل.
وقال العشيبي – لمراسل “وال” – إن “التوقف عن الدراسة سيكون عن تدريس مواد النشاط فقط، وأن يكون زمن كل حصة ستكون مدتها 35 دقيقة، وهي فترة بسيطة بعد التقليص الزمني الذي صدر، تجنبًا لأي عرقلة سير للخطة التعليمية الموضوعة منذ بداية العام، وحرصًا على الحصيلة العلمية الجيدة للطالب والتي يُنظر لها في نهاية العام الدراسي وعدم تأثرها، ولتساهم في تأهلين الطلاب للانتقال للعام القادم”.
وأضاف العشيبي أن “العملية التعليمية عبارة عن سلسلة متصلة عبر سنوات انتقال المراحل التعليمية، لهذا يكون حرصنا على إتمامها بالشكل المطلوب، وحال توقف الدراسة ستكون النتائج سلبية على مستوى الطالب”.
وأشار العشيبي إلى أن وزارة التربية والتعليم بالحكومة الليبية كانت قد أصدرت في وقت سابق، قرارًا بشأن عدم إيقاف الدراسة في شهر رمضان، والاقتصار فقط على إيقاف تدريس مواد النشاط، وذلك عقب عقد الوزارة عديد الاجتماعات والتواصل مع المراقبين والمفتشين التربويين، للبحث حول الدراسة في رمضان والتي أفضت إلى استمرارها.
وتابع العشيبي: “نتمنى أن تتغير النظرية المجتمعية السائدة حاليًا بخصوص الإجازة في كل شهر رمضان، وأن يُنظر للموضوع بعين مصلحة الطلاب وتأثير انخفاض مستوى تحصيلهم، وعدم تعرضهم للضغط في نهاية العام الدراسي لتعويض التأخير، كما نأمل من الأولياء الأمور التعاون معنا في هذا الشأن”.
بدورها، وكالة الأنباء الليبية استطلعت آراء بعض أولياء الأمور والمعلمين حول طبيعة استكمال الدراسة في شهر رمضان، لتوضح المعلمة “إيمان ماضي” بأنها تؤيد استكمال الدراسة في الشهر الفضيل وعدم الإيقاف، قائلة: “أولا كون شهر رمضان كل عام يقترب أكثر من دخوله لزمن الخطة الدراسية، فليس من المنطقي هو أخذ إجازة كل عام، ومن المنطلق آخر هو كون شهر رمضان هو شهر عبادة وعمل، ولن تؤثر بضع ساعات في استكمال ما هو مخطط له سواء كانت دراسة أو عمل، وأما الجانب الآخر الذي يُعد له ضررٌ كبيرٌ على الطلاب هو؛ عندما يتم تعطليهم في منتصف السمستر الدراسي ويتم الاستكمال بعد العطلة، فنجد الطلاب قد نسوا أغلب المعلومات، فيضطروا المعلمين تضييع مزيد من الوقت في مراجعة الدروس للطلبة، لتمتد الدارسة حتى فصل الصيف الأمر الذي يُعد صعبًا على الطلبة، في ظل عدم تهيئة الفصول المدرسية ومدى الإمكانيات من افتقار أغلب المدارس لأجهزة تكييف وعدم وجود التهوية الجيدة”.
من جهتها، تطرقت الأخصائية الاجتماعية نعيمة الجالي للإيجابيات والسلبيات في استكمال الدارسة في رمضان، حيث ترى إن الطالب سيكون من مصلحته الدراسية عدم انقطاع حبل أفكاره لتلقي الدروس، بالإضافة إلى تعلمهم الصبر والعمل والدراسة في ظل الظروف غير المناسبة، ليتأقلم مستقبلا مع أي ضغوط قد تواجهه، وعدم التعود على الراحة وسهولة تعطيل سير العملية التعليمية بالكامل، من أجل فقط أن لا يتعب أثناء الصيام.
وتضيف أن أما من السلبيات التي قد تعترض الطالب وهي شعورهم بالخمول والتعب، حال تعودهم على السهر وعدم أخذ النوم الكافي ليلا، فمن المعروف من ضمن العادات الرمضانية هو كثرة الزيارات والفعّاليات ليلا، مما يجبر الطلبة على السهر ليضطر على الاستيقاظ باكرًا في الصباح لتلقي المعلومات.
من جهة أخرى، ترى المعلمة رانيا المخلوف بأن الدراسة في رمضان سيكون عبئًا على الطالب وولي الأمر، خاصة إذا كانت الأم معلمة في نفس الوقت، بالإضافة إلى تعرض الطلبة للخمول وعدم التركيز ذهنيًا مما يسبب تأثير في تلقيهم للمعلومات.
في المقابل، رأت المواطنة انتصار علي بأن الدراسة في رمضان ستكون من غير عائد إيجابي لمستوى الطلبة، قائلة : “أنا لدي أطفال بمختلف المراحل التعليمية، ومنهم من يدرس في الفترة الصباحية ومنهم من يدرس بالفترة المسائية، الأمر الذي يسبب ربكة وتعب وعدم قدرتنا نحن ربات المنزل لمتابعة أمر تدريس الأطفال وأمور الطبخ وغيره التي تكثر في الشهر الفضيل”.
وأما المواطن حسن محمد فأبدى اعتراضه على استكمال الدراسة في رمضان، كونها تتعارض مع توقيت ذهابه إلى عمله ووضع الأطفال بالمدارس والرجوع لهم مجددًا، كون عمله يمتد على قبيل آذان المغرب، بالإضافة إلى أن الطلاب سيكونون مرهقين من آثار الصيام والسهر، الأمر الذي سيفقدهم طاقتهم الحيوية التي ستساعدهم من الإستيعاب واستقبال المعلومات، بحسب تعبيره. (وال) ف و/ ر ت
كتب| فاطمة الورفلي