نيويورك 27 مارس 2023 (وال)- اختتم مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023 أعماله مساء الجمعة بـ”أجندة عمل جديدة” توصف بأنها خطة عمل “تاريخية” تحتوي على قرابة 700 التزام لحماية “أثمن مادة عالمية مشتركة بين البشرية “.
وشارك النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني في أعمال القمة التي انعقدت في نيويورك، خلال اليومين الماضيين حول إدارة الموارد المائية، والحفاظ بشكل مشترك وملتزم على مخزون المياه الضروري للحياة المشتركة بين الإنسانية.
وأفاد بيان للأمم المتحدة نشرته السبت أن الأجندة تتضمن سلسلة من الإلتزامات المبنية على العمل والتي تغير قواعد اللعبة، تشمل القيام بخيارات غذائية أذكى لإعادة تقييم المياه كمحرك اقتصادي قوي وجزء من تراث الأرض الثقافي.
وصرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن المؤتمر والمشاركين فيه الذين بلغ عددهم 2000 من المتخصصين، قاموا بصياغة “رؤية طموحة.
وقال غوتيريش “إن حرصكم على العمل والتحول يدفعنا نحو مستقبل مستدام وعادل وشامل وآمن مائيا للناس والكوكب على حد سواء”، معتبرا أن “هذا المؤتمر كشف عن حقيقة محورية مفادها أن المياه توحدنا جميعا وتتدفق عبر جملة من التحديات العالمية، باعتبارها أثمن سلعة عالمية مشتركة بين البشرية.
ولاحظ الأمين العام أن هذا المورد الطبيعي يتدفق كذلك عبر أجندة 2030 وأهدافها الـ 17 للتنمية المستدامة، في وقت يصارع فيه العالم تحول المناخ وشح المياه والتلوث.
واعتبر أنه “لهذا السبب، يجب أن يكون الماء في صلب الأجندة السياسية العالمية”، مؤكدا أن “كل آمال البشرية تعتمد، بشكل من الأشكال، على رسم مسار يقوم على العلم لإحياء أجندة عمل المياه.
وأوضح أن ذلك يتجلى من خلال أعمال موجهة إلى المستقبل مثل تطوير أنظمة غذائية بديلة جديدة للحد من الاستخدام غير المستدام للمياه في الزراعة، بالموازاة مع إطلاق نظام معلومات عالمي جديد لتوجيه خطط وأولويات تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لافتا إلى أن الإلتزامات الجديدة تشمل تعيين مبعوث خاص للمياه في آفاق قمة أهداف التنمية المستدامة المزمع عقدها خلال سبتمبر القادم.
وحضر القمة أكثر من 2000 مندوب حكومي وعالم وأكاديمي وممثل لمنظمات المجتمع المدني وعضو في القطاع الخاص ومندوب شبابي هذا المؤتمر المنعقد من 22 إلى 24 مارس بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
من جانبه، صرح مساعد الأمين العام الأممي للشؤون الاقتصادية والاجتماعية لي جونهوا، إن التزامات أجندة عمل المياه تغطي جملة واسعة من الأنشطة التي تشمل بناء القدرات وأنظمة البيانات والمراقبة وتحسين مرونة البنى التحتية.
وأوضح أن “هذه ليست سوى البداية، وستظل المنصة الإلكترونية التي تأوي أجندة عمل المياه مفتوحة على الاشتراكات ومتاحة للجميع من أجل الإطلاع عليها من خلال موقع المؤتمر”.
وتتمثل إحدى النتائج المهمة الأخرى للمؤتمر في موجز لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تشابا كوروسي، يلخص الأفكار والتوصيات والحلول الكثيرة لحماية ودعم “دم حياة عالمنا” المنبثقة عن خمسة حوارات تفاعلية وأربع فعّاليات خاصة ومئات التظاهرات الجانبية.
وأشار كوروسي إلى أن “مجتمعا دوليا مصمما التأم في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023، لإحداث الفرق ليس فقط بشأن مستقبل المياه، ولكن أيضا حول مستقبل العالم.
وصرح رئيس الجمعية العامة أن الـ 300 مليار دولار أمريكي من الإلتزامات المتخذة لدعم أجندة عمل المياه التحويلية من شأنها تحقيق أرباح اجتماعية واقتصادية ومكاسب للنظام البيئي لا تقل عن تريليون دولار.
ونوه كوروسي في كلمته الختامية، إلى أن “نتائج هذا المؤتمر ليست وثيقة ملزمة قانونا، لكنها تطوي صفحة في التاريخ ، وقال “لقد أعدتم التأكيد على وعد تنفيذ الحق الإنساني المتمثل في استفادة الجميع من المياه والصرف الصحي.
ولاحظ أن ذلك يعني تغطية ملايين الأشخاص الذين لا يعلمون حتى بوجود هذا المؤتمر.
وتابع قائلا “سنبقي على آذاننا وعقولنا مفتوحة على الأدلة العلمية، بينما نمضي قدما لتحقيق التحول الذي جرت مناقشته.
ويشكل المجتمع المدني والقطاع الخاص صلب هذا التحول، و”مفتاح نجاحنا”، على حد قوله، مؤكدا على ضرورة أن يكونا جزء من شراكات وحلول أكثر شمولا.
وأردف بالقول “نمسك اليوم في أيدينا بعناصر عالم آمن مائيا وأكثر سلمية”، مضيفا “يمكننا معا إطلاق عملية التحول إلى عالم آمن مائيا، وهذه النتائج التي تغير قواعد اللعبة يمكنها أن تقودنا إلى ذلك.
من جهته، تعهد الأمين العام بدعم الأمم المتحدة “لكل خطوة على الطريق”، بينما تسير الدول الأعضاء على النصف الثاني “لعقد عمل المياه.
وأضاف غوتيريش “في غياب المياه، لا وجود لأي تنمية مستدامة”، متقدما بالشكر إلى جميع الفاعلين المعنيين.
وخلص الأمين العام للأمم المتحدة إلى القول “بينما نغادر هذا المؤتمر التاريخي، دعونا نجدد التزامنا بمستقبلنا المشترك. ولنقم بالخطوات المقبلة في مسارنا نحو مستقبل آمن مائيا للجميع. (وال)